فرنسا : منع عشرات الفتيات من الإلتحاق بصفوفهن بسبب ارتدائهن العباءة
رفضت مدارس فرنسية الثلاثاء السّماح بالدخول لعشرات الفتيات اللائي رفضن الالتزام بمنع ارتداء العباءة في أول يوم من العام الدراسي.
وحسب ما نقلته “فرانس 24” فقد قال وزير التربية غابريال أتال في إفادة صحفية اليوم، الثلاثاء 5 سبتمبر، لشبكة “بي. أف. أم”، أن حوالي 300 فتاة تحدين منع العباءة في المدارس وحضرن صباح الاثنين بهذا اللباس، مضيفا أن معظمهن وافقن على تغييره لكن 67 رفضن وتم إرسالهن إلى منازلهن.
المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية وهو الهيئة الرسمية التي تمثل الإسلام في فرنسا، قال من جهته اليوم، أن القرار بحظر العباءة في المدارس الفرنسية “تعسفي” ويخلق “مخاطر عالية للتمييز” ضد المسلمين، حسب ما نقلته “فرانس 24”.
كما اعتبر أن غياب “تعريف واضح لهذا اللباس يخلق في الواقع وضعا غامضا وانعدام أمن قضائي”.
وقد أشار المجلس على وجه الخصوص إلى أن العباءة يمكن أن تعتبر في بعض الأحيان “إسلامية”- وبالتالي محظورة- وفي أحيان أخرى “غير إسلامية” وبالتالي مسموحا بها. الوضع الذي جعل الهيأة تخشى من “تحكم له طابع تعسفي” إذ تستند معايير تقييم لباس الفتيات إلى “الأصل المفترض أو الاسم الأخير أو لون البشرة”.
المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية أوضح أيضا أن العباءة “لم تكن أبدا لباسا أو دليلا دينيا”. كما قال أنه يحتفظ لنفسه بالحق في اتخاذ إجراءات قانونية “إذا أدى التطبيق الملموس لهذا الحظر إلى أشكال من التمييز”.
في انتظار قرار مجلس الدولة
أما مجلس الدولة الفرنسي، فقد نظر اليوم في قرار وزير التربية الفرنسي الذي يمنع ارتداء العباءة في المدارس، وسيصدر حكمه حول القرار في 48 ساعة.
وحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية ”فرانس برس”، فقد راسلت المجلس جمعية حقوق المسلمين التي ترى في هذا المنع اعتداءا على حقوق الطفل. وتندد بتمييز عنصري يطال الفتيات بمنعهن من ارتداء هذا اللباس.
وينتظر أن يفصل مجلس الدولة في الموضوع، هل العباءة لباس ديني أم مجرد موضة. وحسب ذات الوكالة، ولمدة ساعتين دار نقاش حول الأهمية الدينية للملابس.
وقد عاد للمدارس الفرنسية، الأمس الإثنين 4 سبتمبر، 12 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة، مع تسجيل نقص كبير في المعلمين. ما دفع ببعض الأصوات بانتقاد قرار وزير التربية الفرنسية، غابريال أتال، الذي أتى بقرار منع العباءة في المدارس هذا، للتغطية على ما تعاني منه المدرسة الفرنسية خصوصا نقص المعلمين حسبهم.
