-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الصينية والتركية تنافسان الانجليزية والفرنسية

فضول العالم الرقمي يدفع جزائريين لتعلم “اللّغات”!

وهيبة سليماني
  • 1491
  • 0
فضول العالم الرقمي يدفع جزائريين لتعلم “اللّغات”!
أرشيف

بات الاهتمام مؤخرا بتعلم اللغات، يستقطب الكثير من الجزائريين، الذين وجدوا في التعليم الالكتروني فرصة، لتطوير مهاراتهم في التحدث، وإتقان لغة معينة، إلا أن الإنجليزية، خاصة بعد فرضها في التعليم الابتدائي، استحوذت بنسبة 80 بالمائة على باقي اللغات الأجنبية…
ويؤكد المختصون، أن إقبال بعض الجزائريين، على تعلم اللّغات، مرده إلى تأثير العالم الافتراضي، أكثر منه، العالم الاجتماعي الواقعي، رغم أنّ هدف البعض هو الربح في الجانب الاقتصادي والمالي، من خلال التعاملات الالكترونية، إضافة إلى الرغبة في السفر إلى بلدان جديدة لم تكن من قبل وجهة مهمة بالنسبة لهم.

ارتفاع بورصة تعلّم اللغة الانجليزية
وبعد أن فرضت اللغة الانجليزية نفسها في التطوّر التكنولوجي، وأدرجت كمادة جديدة في الطور الابتدائي داخل المؤسسات التعليمة العمومية في الجزائر، تسابقت الكثير من مدارس الدعم المعتمدة وغير المعتمدة، إلى استقطاب الراغبين في تعلم هذه اللغة، خاصة التلاميذ والطلبة، بينما فتحت الكثير من المدارس الرقمية خصيصا لتلقين أبجديات هذه اللغة، ويناهز معدّل الميزانية السنوية للغة أجنبية قرابة 4 ملايين سنتيم.
وفي إحدى مدارس الدعم الخاصة بحسين داي، كشفت ممثلة عن هذه المدرسة، أن الإقبال على تعلّم اللغة الانجليزية هذا العام سواء من طرف المتمدرسين، أو بعض المهنيين، فاق كل الحدود، حيث أصبحت تضم بعض الحصص 42 شخصا، وأغلبهم تلاميذ.
وتعلّم اللغة الإنجليزية، حسب مسير المركز الجزائري للغات بحيدرة، حسان شايب، يمثل نسبة 80 بالمائة مقارنة مع باقي اللغات، ويستقطب الصغار والكبار، والمسؤولين في أكبر المناصب وبعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال، حيث ارتفعت بورصة اللغة الانجليزية، حسبه، في هذا المركز كباقي المدارس الخاصة بالدعم والدروس الخصوصية.
وقد ساعد القرار الحكومي القاضي بإجبارية تعليم الانجليزية في الطور التعليمي الابتدائي في الجزائر، حسب حسان شايب، في الدفع أكثر نحو تعلم هذه اللغة وإتقانها عن طريق دفع المال للاستفادة من دروس الدعم.
وأفاد حسان شايب، أنّ المؤسسات والشركات سواء الأجنبية أو الجزائرية، والمختلطة، تتكفل بتكوين بعض مسؤوليها وإطاراتها، في مجال تعلم الانجليزية في المدارس الخاصة ومراكز تعليم اللغات.

15 بالمائة من الراغبين في تعلّم اللغات يتجاوز سنّهم 40 عاما
وأكّد مسيّر المركز الجزائري للغات، حسان شايب، أنّ 15 بالمائة من الذين يرغبون في تعلم لغات أجنبية بينها الروسية، الألمانية، الايطالية، الاسبانية، التركية، الانجليزية، الصينية، أشخاص تجاوزوا سن الأربعين.
وكشف عن وجود طلبات من قبل كل الفئات العمرية التي يتجاوز سنها 10 سنوات من أجل تعلم لغات غير متوفرة في الكثير من المراكز مثل الفارسية والهولندية والبولونية والكورية في حين تعرف بعض اللغات الأخرى مثل الصينية والتركية تكوينات محتشمة رغم الطلب عليها.
وأوضح حسان شايب، أن تعلم الانجليزية، والفرنسية، واللغة العربية، من بين أكثر اللغات المطلوبة، سواء من طرف الجزائريين أو الأجانب، حيث يتم دفع مبلغ 26 ألف دج للاستفادة من حصتين أو ثلاث أسبوعيا، وذلك لمدة تصل إلى 6 أشهر، مع استفادة الطلبة من تخفيضات خاصة.

التركية والصينية تدخلان على الخط..
ونظرا لتوسع قائمة اللغات المرغوب في تعلمها من طرف الجزائريين، إلى أخرى جديدة مثل الصينية والتركية، اعتمدت بعض المدارس الخاصة، إبرام عقود مع بعض الأشخاص الذين يتقنونها، أو الذين يملكون شهادة عن تعلمها، وهذا ما أشار إليه مسير المركز الجزائري للغات، حسان شايب، قائلا “إن الصينية والتركية لغتان فرضتا نفسيهما مؤخرا في المجتمع الجزائري، ما أدى إلى الرغبة في تعلمهما”.
وأكد المتحدث أنّ المركز الجزائري للغات بحيدرة، يستقطب نسبة 5 بالمائة من الراغبين في تعلم اللغتين، بعد تخصيص أقسام لتعلمهما مؤخرا، وهذا مؤشر حسبه، لبداية فتح المجالات لعدة لغات أخرى لم تكن محل اهتمام الجزائريين من قبل إلا بعد التطور التكنولوجي والرقمي، والانفتاح عن العالم.

سفراء ودبلوماسيون يتعلمون اللغة العربية والدارجة الجزائرية!
ولا تقتصر تكوينات المعاهد والمراكز والمدارس الخاصة في الجزائر، على تعليم اللغات الأجنبية فقط، بل تتعداها إلى اللغة العربية، التي باتت هي الأخرى محل اهتمام ليس من قبل بعض الطلبة والتلاميذ فقط، بل حتى من قبل بعض الأجانب على غرار الصينيين، والأوروبيين، وكذا السفراء والدبلوماسيين، وهذا حسب ما كشفت عنه صاحبة مدرسة الدعم بالأبيار، التي قالت إن بعض الأجانب من الدول الآسيوية، يسجلون عندها لتعلم اللغة العربية ويجتهدون ليتحكموا في أبجدياتها.
وأكّدت المتحدثة لـ”الشروق”، أنّ حوالي 15 صينيا يتعلمون هذا العام اللّغة العربية، من خلال الدروس التي تقدمها مدرستها.
وفي ذات السياق، قال حسان شايب، صاحب المركز الجزائري للغات، إن بعض السّفراء والدبلوماسيين الأجانب تعلّموا اللغة العربية، والدارجة الجزائرية في المركز، وإن الاهتمام بها يشهد تطورا سنة بعد سنة.
وأكد شايب، أن سفير إحدى الدول الإفريقية يتعلم هذه السنة في المركز، لإتقان اللغة العربية، فيما كان السفير الأمريكي سابقا في الجزائر، قد تلقى دروسا في اللغة العربية، وتعلم اللهجة الجزائرية من خلال عدة حصص، حيث يملك الآن قدرة التحدث بالعربية، والجزائرية بصفة جيّدة.

مدارس وأكاديميات لغات تتسابق عبر “الفايسبوك”
واستغلت الكثير من المدارس الخاصة، منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة ‘الفايسبوك”، لاستقطاب الراغبين في تعلم اللغات الأجنبية، وتمكنت بعضها من توظيف أستاذة، وشباب يتقنون لغات جديدة غير موجودة في البرنامج البيداغوجي للمدارس العمومية، لفتح حصص التعلم، سواء عن طريق الحضور الجسدي أو باستخدام تقنية التحاضر عن بعد.
فالصينية، والاسبانية، والروسية، والايطالية، والتركية متواجدة كلغات إلى جانب الفرنسية والإنجليزية، بأسعار تصل إلى 5000دج للشهر ونصف الشهر.
وأعلنت عبر “الفايسبوك”، مؤسسة “إكسلنس أكاديمي”، فرع اللغات بباب الزوار، عن تحقيق نتائج ممتازة في تعليم اللغات الأجنبية في الجزائر، وذلك حسب المعايير العالمية المبتكرة في تعليم اللغات.
وأكدت على استعمال التكنولوجيا السمعية البصرية لمختلف المستويات بالنظام العادي والمكثف حسب المعايير العالمية، مع الاعتماد على التحديات والنشاطات والخرجات التطبيقية الميدانية لتحفيز الطلبة، ولتحقيق تقدم ملحوظ في وقت قياسي.

علم الاجتماع: العالم الافتراضي عزّز رغبة تعلم لغات جديدة
وفي هذا السّياق، يرى الأستاذ في علم الاجتماع يوسف حنطابلي، أنّ رغبة بعض الجزائريين، في تعلم لغات أجنبية جديدة، مرده إلى العالم الافتراضي، والتطور الرقمي، وقال إن منصات التواصل الاجتماعي، وما فرضته من علاقات رقمية، أدى إلى فضول التحدث بلغات جديدة مع أشخاص في مناطق مختلفة من العالم.
وأوضح حنطابلي، أنّ الأسباب الرئيسية لرغبة تعلم لغات غير الفرنسية والانجليزية، نابعة من عالم افتراضي، وليس من واقع مجتمع جزائري، مضيفا أن مجتمعنا لا يزال ينظر للغة الفرنسية على أنها معيار التقدم والتفوق الثقافي.
وأشار ذات المتحدث إلى أنّ الانترنت لعبت دورا إيجابيا، من خلال منصات ومواقع لتعلم لغات مختلفة، ففي الوقت الذي دفع العالم الافتراضي البعض لتعلم لغات جديدة، ساهم أيضا في تسهيل عمليات التعلم وإتقان بعض اللغات، من خلال الدردشة، أو الدروس.
وأكد حنطابلي أن اللغة الانجليزية، هي التي فرضت نفسها من خلال التقدم التكنولوجي، والتعامل الاقتصادي، ولكن يبقى تعلمها في الجزائر، رغبة عند البعض وأكثرهم من المعربين، الذين يميلون إليها أكثر من الفرنسية.
وعن اللغة التركية، قال حنطابلي، إن السياحة وصناعة المسلسلات التركية، ساهم كثيرا في الإقبال على تعلّم هذه اللغة من طرف الشباب وأغلبهم من الجنس اللطيف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!