-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فضيحة بلوزدادية

ياسين معلومي
  • 1833
  • 1
فضيحة بلوزدادية

لا أحد من الجزائريين كان ينتظر أن يخرج شباب بلوزداد من دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية، وبخسارة مذلّة أمام فريق أفريكا نيونغ التنزاني الذي لا يملك لا التاريخ ولا الإمكانات التي يمتلكها بطل الجزائر، وهو ما قد يُدخل الفريق في دوامة من المشاكل يصعب الخروج منها إذا لم تتكاتف جهود الجميع من لاعبين ومسيّرين وأنصار.
قبل بداية الموسم الكروي سطّرت إدارة الفريق البلوزدادي هدف الذهاب بعيدا في المنافسة القارية، وتجاوز دور ربع النهائي الذي حققه الفريق في النسخ الثلاث السابقة، إذ قامت الإدارة بجلب عددٍ من اللاعبين بأموال طائلة، على غرار مبولحي وقديورة وآخرين، لتحقيق لقب قارِّي انتظره الأنصار منذ سنوات، خاصة وأن النادي يعيش بحبوحة مالية، ويملك شركة كبيرة، ما يجعله يتربّص ويقيم في أحسن الفنادق، ويتنقل في طائرات خاصة، ويمنح لاعبيه أموالا طائلة، حتى ظن الجميع أن هذا الفريق دخل الاحتراف الحقيقي، وأصبح قبلة لأحسن اللاعبين، وبمدرِّب سبق له أن أشرف على الفريق في فترة سابقة، وحقق معه لقب البطولة الوطنية.
غير أن حقيقة الميدان أظهرت أن الأموال لا تكفي لبناء فريق كبير يسيطر على البطولة المحلية لسنوات، مثل ما يحدث في أغلب البطولات العالمية، فمنذ أن ضيّع الفريق الموسم الماضي كأس الجزائر أمام أولمبي الشلف الذي لا يملك إمكانات شباب بلوزداد، تراجعت نتائج الفريق بشكل مذهل، وأصبح محل انتقاد كل من يحبّونه إلى درجة أنهم طالبوا في عديد المرات اللاعبين والطاقم الفني بتدارك الأمر قبل فوات الأوان، لكن ذلك لم يحدث وحدثت مهزلة كروية في تنزانيا أمام فريق مغمور، لم يصدِّق لاعبوه وحتى مدرِّبه الأرجنتيني غاموندي (الذي سبق أن أشرف على رفقاء القائد بوشار في السنوات الماضية) الفوزَ برباعية كاملة، وأنه أقصى فريقا كان بإمكانه التتويج باللقب القاري، ويملك لاعبين سبق للعديد منهم أن تقمَّص ألوان المنتخب الوطني ويملك تجربة في أدغال إفريقيا على غرار الحارس قندوز وبلخيثر وبن عيادة ومزيان.
الفضيحة التي حدثت في تنزانيا، والتي تم تناقلها بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة اللقطة التي تلاسن فيها المدرب البرازيلي باكيتا واللاعب الدولي السابق عدلان قديورة، تدلُّ على أن فريق شباب بلوزداد بعيدٌ كل البعد عن ذلك الفريق الكبير الذي لعب له أحسن اللاعبين على غرار لالماس وكالام وعاشور وكويسي وغيرهم، وكان لسنوات خزَّانا كبيرا لمختلف المنتخبات الوطنية، وبعيد أيضا عن كل التصريحات التي قيلت من طرف المسيّرين أن الفريق سيُتوَّج باللقب القاري أمام عمالقة القارة الإفريقية على غرار الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي…
لقد أظهرت حقيقة الميدان أن هذا النادي العريق أصبح فريقا عاديا لا يمكنه التتويج بالتاج القاري بهذه السياسة التي أدخلت الفريق في نفق مظلم.
لا يجب السكوت عن هذه الفضيحة الكروية، لأنها تضرّ بسمعة الكرة الجزائرية التي تعيش في دوّامة من المشاكل، خاصة بعد سلسلة الإقصاءات المتتالية لـ”الخضر”، ويجب أيضا تسليط عقوبات صارمة على اللاعبين المتخاذلين، وتطهير النادي من بعض الأشخاص الذين أصبح همُّهم الوحيد ملء جيوبهم على حساب تاريخ الفريق وسمعته العريقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • حسان

    هذا هو حال كرة القدم، لا بد من فائز ومنهزم.