فقدت أنوثتي في “سجن النساء”

نفت الفنانة “نيللي كريم” في حوار لـ”الشروق العربي” شبهة استنساخ العمل التركي “حريم السلطان” بـ”سرايا عابدين”، وتحدثت “غالية” عن النقلة النوعية في أدوارها، وعن أهم الأعمال التي تابعتها مؤخرا، وكذا آخر أعمالها. “نيللي” التي لم تزر الجزائر في حياتها، تمنت ذلك قريبا وهي المولعة بأغاني الشاب خالد. كما كشفت الكثير من تفاصيل حياتها الشخصية في هذا الحوار.

*ماذا يعني الوقوف أمام سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة” في أول تجاربك الدرامية “وجه القمر”؟

كانت من أجمل التجارب التي طبعت مسيرتي، خاصة أنها كانت الأولى. هي ممثلة عظيمة وكان أول عمل دامي لي وكانت تساندني، وفي الكواليس تحرص على تشجيعي وإبداء النصائح. وبعد ذلك توطدت صداقتنا وأصبحنا نكلم بعضنا كثيرا، وتحرص على محادثتي لتشجعني وتشد على يد في كل مرة أقدم فيها عملا جديدا. العام الماضي كلمتني عندما قدمت عمل “ذات” وكانت جد معجبة بالعمل وأثنت علي كثيرا  . 

  *كنا نشعر بأنك أكثر تحررا على مستوى التمثيل فى “سجن النسا”؟

الشخصية كانت تحتاج إلى تركيز كبير ومجهود أيضا، بالإضافة إلى أن تعاملي مع المخرجة كاملة أبو ذكرى مميز، لأنني بصراحة أطمئن عندما تكون ورائي. كما أنني أسير بشكل تلقائي مع شخصية “غالية”، فمشاعر الشخصية تخرج فى المشهد بعد كلمة “أكشن”، إضافة إلى أنه عندما تصدّق الشخصية ستجد نفسك متحررا من أشياء كثيرة. وأعترف بأن المسلسل تجربة صعبة ويحمل قدرا من المسؤولية، كما أتعبني جدا، خاصة أن الشخصية بعيدة عني تماما وأعيشها، مشاعر الشخصية أخرجها بصدق، ولذلك فإنني تعرضت لإجهاد كبير بعد كل مشهد سواء نفسي أو بدني وهناك مشهد شعرت خلاله بأن نفسي انقطع، ولم أعد قادرة على التنفس .

*فيه نقلة نوعية في أدوارك وأيضا في نوع الدراما التي تقدمين، كيف تختارين أدوارك؟

بعد مسلسل “ذات”، عرض علي العديد من المسلسلات، وكلها كانت بطولة، ولكن لم تكن المشكلة فى أن أقدم بطولات، ولكن كنت أبحث عن العمل غير المتوقع، لأنه من السهل أن أختار عملا يليق بي، وارتدى فيه فساتين وأضع فيه ماكياج، ولكن أبحث عن شيء مختلف عني وعن ما أعيشه، وعندما رشحتني “كاملة أبو ذكرى” لدور السجانة، قلت في نفسي أنها المرة العاشرة التي سأتنازل فيها عن أنوثتي، خاصة أننى وصلت إلى سن الستين مع “ذات“.

*كيف تنازلت عن أنوثتك في “سجن النسا”؟

الدور كان معقدا وصعبا والشخصية لم تستلزم فقط ملامح دون “مايك أب”، بل وضعنا بعض التعقيدات لتزيد الشكل سوءا، حيث قمنا بتغيير لون العينين، وأيضا تجعيد الشعر وتغييرات فى لون البشرة وشكل الحواجب، وهذا حتى تكتمل صورة “غالية”، ولكن كنت سعيدة بذلك، لأني لا أمثل دور “نيللى كريم” حتى أن أولادي لم يعرفوني في البداية!! شخصيا أميل للأدوار الواقعية، ومسلسل “سجن النسا” هو عمل درامي شديد الواقعية لدرجة أنه يشبه الأعمال الوثائقية.

*وهل تلقيت اتصالات من بعض النجوم لتهنئتك بتميز “غالية”؟

كثير من الاتصالات التي سعدت بها للغاية ومنها اتصال لأبطال مسلسل “السبع وصايا”، “سوسن بدر”، “رانيا يوسف”، “هنا شيحة”. وأيضا “هند صبرى” و”منى زكي”، و”نبيلة عبيد”، كما أننى سعدت بعبارة للنجمة شريهان كتبتها على حسابها الشخصي شكرت فيها كل أسرة المسلسل على المجهود وقالت عني “نجمة رائعة“.

*ما هي الأعمال التى تابعتها في الماراطون الرمضاني؟

أما بخصوص أعمال رمضان فلفت نظري الزعيم عادل إمام والذى عندما أرى له مسلسلا أدرك أن ذلك فخر لمصر وللوطن العربي، أيضا النجم “يحيى الفخراني” والذي أدمن أعماله، أيضا النجم “محمود عبد العزيز” فى “جبل الحلال” وأعجبت أيضا بـ”الصياد” و”إمبراطورية مين”، و”شمس”، وأيضا مسلسل “السبع وصايا” الذى وجدته مختلفا بشكل كبير.

*ألم تخشي من ثقل مسؤولية أن يعرض لك عملان مهمان في شهر واحد؟

 وجود عملين في الوقت ذاته، عرضني لأزمة كبيرة، فهي المرة الأولى التي صورت فيها مسلسلين لرمضان، إضافة لتواجدي كضيفة شرف في مسلسل “محمد سعد”. لم أحب ذلك، ولم أعتد عليه، لأنني أفضل أن يتابعني الجمهور في عمل واحد، لكنّ النصيب ساهم في ذلك، إذ كان مقرراً عرض مسلسل “سرايا عابدين” خارج رمضان، لكن الشركة المنتجة للعمل، غيّرت خطة عرضه في اللحظات الأخيرة، ورغم ذلك لم أشعر بقلق كبير، خاصة أن العملين مختلفان عن بعضهما تماما.

*بالعودة إلى “سرايا عابدين”، كيف وجدت الأعمال التاريخية وأنت تخوضينها لأول مرة؟

التجربة كانت مختلفة شكلا وموضوعا وكأننى أقدم مسلسلا فى الأرض وآخر فوق السطوح. عندما قبلت هذا الدور كنت أريد أن أجرب نفسي فى شيئين، أولا: أن أقدم عملا تاريخيا، لأنها المرة الأولى التى أقدم فيها دورا تاريخيا على مستوى الدراما. كما أننى كنت أريد أن أقدم دور التوأم وكان ذلك منتهى الكوميديا بالنسبة لي، وكنت مستمتعة فى الكواليس أثناء التصوير، لأننى أقدم شخصيتين مختلفتين تماما، إحداهما كنت أحبها وهى “صافيناز”، وأخرى كنت أكرهها وهى “جولنار”، وكان ذلك متعمدا حتى تخرج الشخصية مستفزة. بالعودة للعمل، أظن أنه لا يوجد أي عمل عربي يستطيع جمع هؤلاء النجوم معا، ولا يمكن لأي أحد إنتاج هذا المسلسل بهذا الشكل، حيث أن شركة “03” وفرت له كل الإمكانات الإنتاجية، حتى يكون نقلة نوعية في الدراما العربية وهذا ما شد الجمهور.

*ولكن ما رأيك فى الهجوم حول المغالطات التاريخية فى العمل؟

أنا كممثلة لم أعرف تفاصيل ذلك، ولكن المؤلفة نفسها قد أعلنت فى المؤتمر الصحفى للمسلسل بأنها لا تقدم عملا وثائقيا تاريخيا كى تنقله بالنص.

*بالمقابل، لاتزال تهمة تشابهه مع حريم السلطان قائمة؟

هذا متوقع، فمن كان يشاهد مسلسل “حريم السلطان” يرى أن هناك تقليدا، ومن لم يشاهد المسلسل فهو مبهور بما قدمناه. مع هذا، العمل يختلف تماما عن “حريم السلطان”، ولا يوجد أي وجه شبه بينهما، ففي “سرايا عابدين” نتحدث عن فترة مهمة في تاريخ مصر، تختلف تماما عن تاريخ الدولة العثمانية التي يتحدث عنها “حريم السلطان”. وكذلك هناك اختلاف كبير في عناصر المسلسل من ملابس وديكورات، لكن من الممكن أن يشعر المشاهد بذلك بسبب الإطار الخارجي، وهو وجود الخدم والجواري والأميرات، فهذا هو فقط الإطار الذي يجعل البعض يظن للوهلة الأولى أن ثمة شبها بينه وبين “حريم السلطان”. ولكن الحقيقة أنني قدمت عملا فنيا محترما وفخورة بأنني عملت فيه مع نجمة بحجم “يسرا“.

*ما رأيك في الاعمال العربية المشتركة، وهل توافقين على الطرح القائل أنها قضت على “النجم الواحد” في العمل، وفتحت الباب لأسماء عربية كثيرة وبالتالي منافسة أكثر؟

أهم شيء أن العمل يكون جميلا وفيه فكرة ورسالة. كما أن صدق الفنان في تعبيره وأدائه، يسهّل وصول العمل إلى المشاهد، ناهيك عن روح التناغم بين فريق أي عمل، الذي يعد أحد أسباب نجاحه ولذلك توقعت نجاح “سجن النسا” و”سرايا عابدين”، بسبب التعاون المميز الذي يجمع كل العاملين فيهما. ولكن هناك نجوما يبقون كذلك مهما تجمع الكثير من حولهم، مثل “عادل إمام” و”يسرا”، فالنجم له مكانة ورصيد عند الجمهور، والنجم أكثر شخص يبذل مجهودا للحفاظ على هذه النجومية والتاريخ الذي صنعه على مدار سنوات طويلة، وعندما يصل إلى مكانة معينة دائما ما يفكر في الخطوة التالية، ويحسبها جيدا حتى لا يخطئ ويفقد جمهوره.

*على ماذا تعكفين الآن؟

سأستكمل تصوير مـشاهـدي في فيلم “يوم للستات” مع المخرجة كاملة أبـو ذكري والفنانـة إلهام شاهين.

*”يوم للستات”، “ذات”، “سجن النسا”، كلّها أعمال تتحدث  عن المرأة بشكل  أو بآخر، فهل تهتمين بقضايا المرأة؟

هذه الأعمال تناقش مشاكل المجتمع لا المرأة فحسب، لكن المشاهد يشعر بأنها نسوية، لأن فريق العمل المشارك في هذه الأعمال يغلب عليه العنصر النسائي، حتى أن “باسم السمرة” في “ذات” كان الممثل المدلل بسبب كثرة الممثلات المشاركات في العمل.

*أيهما عشقك الأول: التمثيل أو الباليه، وهل يمكن أن تتفرغي مستقبلا لواحد منهما؟

منذ فترة طويلة صرت متفرغة للتمثيل. عندي 03 سنوات لم أرقص. إذن الاختيار حصل وأكيد أنا متفرغة الآن للتمثيل.

*كيف تحافظين على نظارتك وشبابك، هل يمكن أن تقومي بأعمال تجميل مستقبلا؟

لا أقوم بأي شيء، فقط أعمل وأمارس حياتي بشكل عادي. لا يمكن أن أقدم على عمليات التجميل ابدا أنا مقتنعة بشكلي.

*ما حقيقة أنك تزوجت في أربعة أيام؟

تضحك، فعلا، الزواج قسمة ونصيب والحمد لله عندي طفلتين هما “سيليا” و”كندة” هما ثمرتا هذا الزواج.

*كيف تتعاملين مع أولادك الأربعة، وهل يمكن أن تشجعيهم على اقتحام الفن؟

أتعامل معهم بصداقة وتفاهم ولا أمارس دور الأم عليهم. أما بالنسبة للفن طبعا سأشجعهم، لأن الفن ثقافة ورسالة نبيلة.

*لِمَ لم تعيدي تجربة الفوازير مرة أخرى؟

ربما لأني لم أوفق في ذلك وأظن أني تجاوزت تلك المرحلة، وعلى كل لا توجد فوازير أفضل من “شريهان” و”نيللي“.

*هل سبق وأن زرت الجزائر؟

للأسف لم أتشرف بذلك. أتمنى ذلك قريبا، خاصة وأني أحب كثيرا الشاب خالد.