-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فقه سياسي جديد!

فقه سياسي جديد!

بعد أن أبدعت الطبقة السياسية في الجزائر وزودت القاموس بمصطلحات جديدة لا وجود لها في العالم أجمع، على غرار حركات التصحيح، والتقويم، وتقويم التصحيح، وإصلاح التقويم، وغيرها من البدع التي انتهجت لتكسير الأحزاب وتتفيهها وضمان ولائها للإدارة.. بعد كل ذلك ها نحن نشهد نوعا جديدا من الأحزاب الذي يقترب من نادي المنشقين منه إلى حزب سياسي له أفكارهومبادئه وتوجهاته.

تخيّلوا حزبا جديدا أعضاؤه كلهم من المنشقين والمتمردين والهاربين من أحزابهم، هذا الحزب يولد كبيرا بكتلة برلمانية يصل تعدادها إلى أربعين نائبا.. هل يمكن أن يقدم هؤلاء خيرا للجزائر، وهل يمكن أن يكونوا أمل الجزائر فعلا بعد أن تمردوا على أحزابهم وعلى الهيئة الانتخابية التي اختارتهم وهم تحت غطاء سياسي معين ليقلبواالفيستةمباشرة بعد تثبيت عضويتهم في البرلمان.

لقد آن الأوان لمناقشة موضوع العهدة البرلمانية، هل هي ملك للشخص أم ملك للتشكيلة السياسية التي أوصلت هذا الشخص للبرلمان؟ لأن المعمول به حاليا أفسد الممارسة السياسية وزادها سوءا على سوئها وحولها إلى مادة للتندر والسخرية في الشارع الجزائري الذي ينظر إلى الطبقة السياسية برمتها بازدراء واحتقار.

إذا كانت الأحزاب لا تملك آليات التحكم في هياكلها الداخلية، وليست لها سلطة على الأشخاص الذين ترشحهم للمجالس المنتخبة، وإذا بقيت هذه الأحزاب عرضة لكل الضغوط والمناورات من قبل السلطة، التي تقحم نفسها بشكل مباشر في التنظيم الداخلي لهذه الأحزاب عبر حركات التقويم والتصحيح، وعندما تنشطر الأحزاب تكون هي الحكم في منح الشرعية لمن ينفذ مطالبها ويكون السبّاق في دخول بيت الطاعة.. إذا بقي الحال هكذا فإن الطبقة السياسية برمتها ستظل تافهة في نظر المواطن، وهو على حق في ذلك.

المشكلة الكبرى لدى “سياسيي آخر زمن” أنهم لا يملكون حرية التصرف في أنفسهم، وأنهم يقودون أحزابا بلا سيادة تسعى إلى إرضاء الإدارة قبل إرضاء القاعدة الانتخابية، خوفا من أن تطالهم حركات التصحيح والتقويم. أما الطامة الكبرى التي أتت على ما تبقى من أمل لدى المواطن في هذا المشهد الموبوء، هي ما يحدث مع عمليات التفريخ التي تنتج في كل مرة عددا من الأحزاب، بل الكائنات الحزبية الدقيقة إن لم نقل تعاونيات سياسية يسعى أصحابها إلى افتكاك مقاعد في المجالس المنتخبة لا أكثر ولا أقل، وتلك كارثة أخرى لا مجال للتوسّع فيها..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • kamel

    There is no political parties ... just a form. Do you realy believe in parties ..So you don't know any thing politic in Algeria !!!

  • مقهور في بلاده

    " لأن المعمول به حاليا أفسد الممارسة السياسية وزادها سوءا على سوئها وحولها إلى مادة للتندر والسخرية في الشارع الجزائري الذي ينظر إلى الطبقة السياسية برمتهابازدراء واحتقار."
    ياأخي الشارع الجزائري لا ينظر فقط إلى الطبقة السياسية باحتقار وإنما ينظر إلى نفسه وإلى هذا النظام وإلى كل مكونات هذا الواقع المزري بازدراء واحتقار..

  • نبيل

    مادامت الإرادة لبناء المواطن الإجتماعي الصالح غائبة، ومادام صاحب القرار لا يرى في بناء المواطن الصالح إلا تهديدا لوجوده ومصالحه.

  • نبيل

    يارشيد: إنه لمن الموبقات تسمية التصرفات العشوائية المزاجية، التي تصدر عن أشخاص مستوياتهم لا ترقى لوضع أبسط القواعد للمارسة السياسية الموضوعية، وناتجهم في الساحة "السياسية" مثير للسخرية، قلت أنه لمن الموبقات تسمية هذه التصرفات بالفقه، لأن كلمة فقه كبيرة وجليلة وتعني الفهم العميق المبني على التفكير المنطقي المقنع لفكر المجتمع، وفي السياسة تعني التفكير الموضوعي والذكي لحفظ مصالح العامة. يتبع ...

  • رياض

    انها فوضة و ليست سياسة
    و المنظار السياسي واضح لا يحتاج الى توضيح
    .... كيف نقنع الاصلع ان يمشط شعر راسه ....
    فوضة ناجحة عندما نبني امل قبل ان نتامل ...

  • محمد

    ما كتب قلمك الا واقعنا السياسي الردييء
    شكرا

  • ذوى احتياجات خاصة

    --->على غرار حركات التصحيح والتقويم >---ç-----> وتقويم التصحيح،---o====> وإصلاح التقويم <=======&