-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ماء زمزم ومستحضرات طبية ضمن "السلع" المعروضة

فوضى واحتيال تحت عنوان “التجارة الإلكترونية”

سمير منصوري
  • 1583
  • 0
فوضى واحتيال تحت عنوان “التجارة الإلكترونية”
أرشيف

اتصل بالشروق، رب بيت، من مدينة سطيف، عانت ابنته الصغيرة، من تساقط الشعر، وبعد أن باءت محاولاته مع أطباء الأمراض الجلدية والهرمونية، بالفشل، قرأ على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانا عن بيع مرهم، يعيد الشعر إلى حالته الطبيعية، تحت شعار صحّي وطبي ومعترف به من الهيئات الصحية العالمية والوطنية.
وطبعا قام هذا الوالد الشاكي، بتحرير طلب إلكتروني للحصول على المرهم المطلوب وبدأت المكالمات الهاتفية، التي فهم من خلالها بأنه مطالب بإعطاء عنوانه بدقة ليصله المرهم إلى بيته في غضون 48 ساعة، على أن يدفع المبلغ المطلوب منه، ثمنا للمادة المطلوبة، وأيضا تكاليف النقل والإيصال الآمن والمضمون إلى بيته، ووصلت فعلا سيارة من سطيف، كانت تحمل الكثير من المواد المختلفة من أحذية وأدوية وأواني المطبخ وهواتف نقالة وأيضا المرهم، الذي طلبه المواطن السطايفي الذي اشتكى للشروق، حيث سلمه الناقل علبة، حملها فرحا بعد أن دفع الثمن الذي زاد عن 5000 دج، علّه يساعد في عودة الشعر إلى رأس ابنته، لكن بمجرد أن وصل إلى البيت، اكتشف بأن اسم المرهم الموجود على وجه العلبة، مختلف تماما عن المطلوب، فاتصل بناقل البضاعة، الذي أخبره بأنه مجرد ناقل للسلعة، وعليه أن يتصل بصاحب البضاعة.
ومنذ تلك اللحظة المُحرجة وهو يقوم بالاتصال الهاتفي، ما بين ردّ جاف أحيانا بالقول بأن المرهم الذي وصله له نفس دور المرهم المطلوب، وبين عدم الرد على مكالماته، وبعد سعي ما بين محاولة استرجاع المبلغ المالي والشكوى لدى مديرية التجارة، عرف بأنه كان من المغفلين، والقانون لا يحميه كما قال للشروق اليومي.
البيع الإلكتروني انتشر بقوة في الجزائر في سنة 2023، والإعلانات تتناثر على رواد التواصل الاجتماعي من كل حدب وصوب ومن دون إذن، ومنها ما ليس له أي علاقة مع المنطق، كأن تباع مراهم ومكملات غذائية تزعم بأنها تقضي على داء السكري وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي، وهي أمراض عجز أصحاب جائزة نوبل في الطب على مداواتها، كما انتشر أيضا بيع الكتب، بين المجموعة الكاملة لعباس محمود العقاد ودوستويفسكي ونزار قباني وجبران خليل جبران، ويكتشف طالب هذه الأعمال، بالنوعية السيئة للطباعة وأيضا السعر المرتفع جدا.أما عن المواد الكهرومنزلية فهي حكاية ولا نهاية لها.
وغالبا ما تجد ربة البيت نفسها في حرج وعصبية، بعد أن تكتشف المميزات التي قرأتها عن ذاك “الخلاط” أو تلك القدر البخارية، مجرد أوهام كما أخبرتنا السيدة عائشة، وهي ربة بيت من سطيف، لم تقتنع بما يباع في مدينتها وحتى في سوق دبي بمدينة العلمة القريبة من مدينتها، فخطف عقلها إعلان على الفايس بوك، يضمن لها خلاطا من نوع خاص يمكنه أن يمنحها الراحة في صنع ما شاءت من المأكولات والحلوى، لتكتشف بعد أن وصلتها السلعة، بأنها طاردت خيط دخان الإعلان فقط، ووجدت نفسها تتصل بالبائع العارض للسلعة، الذي استقبلها كما قالت، في أول اتصال به بترحاب أسطوري، ولكنه خلال الجدل معها، انقلب إلى شخص آخر، وأنهى مكالمته معها بسؤالها: هل وصلتك السلعة؟ ثم تكفل بالرد “نعم”، وأكمل قائلا “إذن انتهى الأمر”. البيع الإلكتروني انتقل إلى المصاحف وحتى ماء زمزم مع الكثير من الأحاديث الشريفة وفائدة ماء زمزم، واللازمة المصاحبة للبيع هي دائما: “فرصة العمر”، “لا تفوّت الفرصة”، “الكمية محدودة” وخاصة “التوصيل مضمون”!
“الشروق” اتصلت، بمسؤول بمديرية التجارة، بولاية سطيف، فنفى أن يكون قد وصل المديرية أي خارطة عمل مع هؤلاء الباعة الإلكترونيين من الوزارة المعنية، تنظم أو تحدّد شروط هذه التجارة، أو تفرض تقديم سجلات تجارية لممارسي هذا النشاط الذي يبقى فوضويا في العالم الخيالي فقط، واعترف بوجود العديد من الزبائن الذين تعرضوا للنصب والاحتيال وحتى المغالطة، وفي الغالب فإن الضحايا يتحوّلون إلى العدالة، بعنوان النصب والاحتيال، نفس المسؤول أخبرنا بأن وزارة التجارة تطرقت لهذه الظاهرة وقد نجد قريبا قوانين محددة للتجارة الإلكترونية بشكل دقيق وفعال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!