-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عمر دريوش مدون وعضو إدارة منصة النقطة الزرقاء لنشر القراءة لـ"الشروق":

فوقية بعض المثقفين سبب عزوف القراء عن الكتاب

زهية منصر
  • 486
  • 1
فوقية بعض المثقفين سبب عزوف القراء عن الكتاب
ح,م

احتفل نادي النقطة الزرقاء لنشر القراءة بالذكرى الثانية لتأسيسه بإطلاق مجلة “النقطة الزرقاء”. ورغم قلة الإمكانيات، فإن المجلة حققت إجماع الوسط الثقافي على جودة الشكل والمحتوى الذي قدمه العدد من المجلة حيث اقترحت على القراء طبقا ثريا من الترجمات والحوارات الحصرية مع كبار الكتاب وصناع المشهد، حيث تمكن القارئ المعرب من الاطلاع على ما يدور في عالم الفكر من جديد. عن هذه التجربة، وتقييم سنة من النشاط في مجال نشر ثقافة القراءة والكتاب، يتحدث عمر دريوش، عضو إدارة منصة النقطة الزرقاء إلى “الشروق”، عن بعض أفكار الشباب في هذه المنصة التي ترمي إلى استغلال التكنولوجيا في خدمة الثقافة.

واعتبر عمر دريوش أن مرور سنة من عمر نادي النقطة الزرقاء للقراءة يشكل تجربة أخرى في مسار “جهود حثيثة لإنشاء ونشر المحتوى الأدبي والثقافي العالميّ باللغة العربيّة، أثبتت كم هي مهمّة روح الفريق والالتزام بعمل تطوّعي يضيف للصّالح العامّ وللمتطوّع نفسه أكثر. وقد حقق النادي نحو نصف مليون زيارة للموقع الخاص به، وزادت من انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصدرت كتابا مترجما، وتفاعل أعضاؤها مع أبرز الأحداث المحلية والعالمية، وتوجت تلك الجهود بإصدار مجلة”. واعتبر عضو نادي النقطة الزرقاء أن السنة كانت ناجحة حققت فيها الأهداف التي سطرها الأعضاء. وبخصوص تجربة النادي في التعاطي مع إشكالية القراءة والمقروئية المطروحة للنقاش في الساحة الثقافية، قال عمر دريوش: “علمتنا تجربتنا أن تحدّي المقروئية في الجزائر على الأقلّ ليس مشكلة جوهريّة في ذاتها، بقدر ما يتعلق بنقص المحتوى الاحترافيّ الذي يحترم عقل القارئ ولغته ويقدّم له ما يجعله يسمو بهما، والمحتوى الذي يغطي اهتماماته وهواجسه وتطلعاته بالشكل الجمالي الذي صارت تفرضه المنافسة التي تأتي من الخارج من جهة، وبإيصال المحتوى الموجود إلى من ينتظره من جهة أخرى.

نحظى بمئات الزيارات اليومية للموقع، ووسيلتنا الوحيدة أغلب الوقت للترويج لمقالات الموقع تكون من خلال الصفحات الشخصية للمدونين، ومن خلال صفحة المبادرة فقط، بالنظر إلى الوسائل وللتفاعل الحاصل، يمكن أن نقول إن الوسط الثقافي في حاجة أكبر إلى التعريف بالمبادرات القائمة فيه، وخلق شبكات من الروابط بين هذه المبادرات. يتفاعل القراء المهتمون مع ما هو موجود بحماس. ربما نقول إن ثمة محتوى موجودا ولكنه لا يصل إلى كثير ممن ينتظرونه.

إجمالا، لا يمكن على أي حال أن نملك إحصائيات قريبة جدا من الواقع، ولكن خلال عامين في الميدان، أمكننا رصد ظواهر عديدة إلى جانب تفاعلاتنا الخاصة -مثل آلاف مجموعات القراءة والصفحات على الفيسبوك فقط- تدل على أن فعل القراءة ليس مشكلا في انعدامه، بل في وجود مرجعيات بارزة للمادة المقروءة وتوصيلها إلى القارئ وتوجيه الذوق العام، لهذا ومنذ البداية كان هدف المنصة أن تصبح مرجعا في القراءة، لأنها تنشر المقالات ومراجعات الكتب بموضوعية وحيادية.” واعتبر المتحدث في حوار لـ”الشروق”، أن “نشر ثقافة القراءة هو التحدي الذي يشغل كل ناشط ومنشغل بهذا الموضوع، نعتقد أنه ولحسن الحظ، أصبحت مهمة أسهل مع طفرة التكنولوجيا الحديثة. رغم الأزمة الكبيرة التي تعانيها الجزائر في صنع الكتاب وتوزيعه والترويج لفعل القراءة، نجد أن القارئ أصبحت لديه فرص أكبر للوصول إلى المادة المتاحة عبر الإنترنت وترشيحاتها ومجموعاتها، إلى جانب هذا، لا بد من تحمل المثقفين والنقاد والناشطين لمسؤولياتهم بانخراطهم في هذا المسعى لتوجيه العقول وإثارة الحافز للاطلاع، كذلك على موفري المحتوى والكتاب أنفسهم أن يساهموا في ردم الهوة بينهم وبين القراء والعوام، والابتعاد عن أي نظرة فوقية محتملة. يبقى أن نركز على ضرورة توفير فضاءات تحتضن فعل القراءة وتروج له، سواء من الجهات الرسمية أم المجتمع المدني”.

من جهة أخرى، أرجع عمر دريوش الاحتفاء والاستقبال الذي لقيته مجلة “النقطة الزرقاء” في الساحة تعود لكون جودة المجلات تقاس بعدة عوامل على خلاف المحتوى، أهمها التصميم والصور المستعملة ونوع الخطوط. لذا كان من الضروري تقديم المجلة بأخذ تلك المعايير بعين اعتبار الشكل، لخلق انطباع جيد لدى القارئ، وأظن أننا -حسب ردود الفعل- كنا موفقين في هذا إلى حد بعيد، وهذا بفضل المصمِّمَين الموهوبين والمبدعين، رامي نزلي وعبد الرزاق حجاج، الذين تطوعا وأمضيا ساعات طويلة في تخريج الصفحات بالشكل الجمالي اللائق.”

وكشف المتحدث أن المجلة تصدر وتوزع مجانا بشكل رقمي وهذا يعني أنها “مشروع غير ربحي، وفي هذا الصدد، يقع عدد ضخم من المواد الفكرية والعلمية المهمة والقابلة للترجمة في خانة نطاق المتاح استعماله أو تعديله (ترجمته) لغرض غير ربحي. لهذا تأمين محتوى مترجم غير مقلق في ظل وجود فريق ترجمة مؤهل ونشيط، الأهم هو عمل التحرير في الاطلاع واقتراح ترجمات تتناسب ومفهوم المجلة في كل عدد. ومع هذا، فإن المجلة في جزء كبير منها تعتمد على أقلام الأعضاء وإبداعاتهم، وتهتم بإجراء حوارات حصرية خاصة بها.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • dzair

    يجب على القارئ أن يرتقي إلى الكاتب وليس العكس
    كما يجب ترجمة الادب العالمي إلى العربية لتقريبه من القارئ الجزائري. هكذا يفتح عينيه على عوالم أخرى و لكي لا يبقى حبيس كتب تفسير الاحلام و عذاب القبر و الطبخ