-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في ذكرى تأسيس أم الجمعيات -1-

التهامي مجوري
  • 734
  • 14
في ذكرى تأسيس أم الجمعيات -1-

أم الجمعيات في الجزائر، كما كان يسميها الشيخ عبد الرحمن شيبان -رحمه الله- هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وذكرى تأسيسها هي الخامس من شهر مايو، وهي الذكرى السابعة والثمانين لتأسيسها، حيث أسست في مثل هذا اليوم من سنة 1931.
وكان تأسيسها استجابة لجملة من الدواعي الموضوعية، التي تفرضها طبيعة مجتمع مستعمر، يبحث عن الخلاص من مظالم قوى غاشمة، كتمت أنفاسه منذ ما يقارب القرن من الزمان، حرم فيها العلم والعمل والثروة والحرية والتقدم؛ بل ومنع من استعمال لغته وثقافته وتدينه في حياته اليومية. وهذه الجملة من الدواعي يمكن اختزالها في أربعة أساسية هي:
أ‌- النداء الشرعي/ ب- النداء السياسي/ ج- النداء التاريخي/ د- التفاعل مع الواقع:
أ‌- أما النداء الشرعي، فإن من مسلمات الأحكام الشرعية عند العلماء المسلمين، واجب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران 104]، والدعوة إلى الخير، أصل من أصول رسالة الإسلام؛ لأنها عبارة عن بحث عن الأفضل دائما، وليس هناك حد أو سقف يقف المؤمن عنده في طلبه الأفضل والأنفع، مهما كان واقع الأمة في ارتفاع أو تدني.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوجب، عندما يختفي المعروف في المجتمع ويستشري المنكر فيه؛ بل يفرض على الأمة الانتفاض من أجل استعادة التوازن المطلوب في المجتمع، كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ. وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ” (رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري). والعلماء بلا شك هم أول من يخاطب بهذه النصوص القرآنية السنية؛ لأنهم يمثلون قيادة ومرجعيته؛ لأنهم يمثلون نخبه وقدراته التوجيهية.
ومن ثم فإن الشعور بهذا الواجب لم يفارق العلماء –سواء في بلادنا أو في غيرها من بلاد المسلمين-؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم ركنا من أركان المجتمع الذي يطالب بالحركة من أجل الارتقاء بالمجتمع وبإشاعة المعروف فيه والتصدي للمنكر بكل الأنواع والصنوف المبطلة لمفعوله، بحيث لا يمكن استبعادهم أو تجاهل مكانتهم في كل حركة إصلاحية أو تغييرية؛ بل إن بعضهم ذهب إلى أن العلماء يمثلون سلطة لا تفوقها إلا سلطة الإمامة، وعندما تسقط السلطة كما في واقع بلادنا أثناء الفترة الإستعمارية، فإن القيادة تنتقل إلى القيادات العلمية من شيوخ الزوايا والعلماء والعاملين..، من الذين تصدوا للإستعمار بكل ما أوتوا من قوة، ولذلك كانت الحركات الجهادية كلها أو جلها بقيادات علمائية طيلة مقاومات القرن التاسع عشر. وبعد فشل المقاومة ومطاردة العلماء وتغريبهم والتضييق عليهم، لم تتوقف الحركة العلمية عن القيام بواجبها الشرعي المشار إليه آنفا، وإنما أحدثت طرقا جديدة في المقاومة، التي سميت بعد ذلك بحركة الإصلاح، وإلى جانبها الحركة السياسية بشقيها الإصلاحي والثوري.
نشأت التجربة الإصلاحية التي مهدت لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين مع سنة 1913، أي قبيل فشل آخر محاولة جهادية سنة 1916.
في تلك السنة -1913- تخرج الشاب عبد الحميد بن باديس -24 سنة- من جامع الزيتونة بتونس، وسافر إلى الجزيرة العربية والتقى بالشاب محمد البشير الإبراهيمي -24 سنة- المقيم بالمدينة المنورة التي سبقه إليها قبل سنتين ملتحقا بوالده، وناقشا معا موضوع النهوض بالشعب الجزائري الذي أنهكه الجهل والفقر والتخلف والكيد الاستعماري البغيض، ثم عاد ابن باديس إلى الجزائر ليشرع في العمل من أجل النهوض بالشعب الجزائر وفق خطة عملية تبدأ من صياغة الفرد الجزائري الذي مضى على “إرادة مسخ الاستعمارية” متكاملة الأركان، في الدين والثقافة واللغة والسياسة، ما يقارب القرن من الزمان، فاتخذ من المسجد الأخضر منطلقا لدعوته التربوية العلمية الإصلاحية…، ولما تقدمت الأمور قليلا، أطلق مشروع العمل الإعلامي، بالكتابة بالصحف الموجودة، ثم بإنشاء جريدة المنتقد، ثم جريدة ومجلة الشهاب.
ب. أما النداء السياسي فإن فشل حركة المقاومة السياسية المسلحة، وخلو الساحة من حركة سياسية استقلالية قوية، يحتم على العلماء أن يفكروا في بديل سياسي يحافظ على شخصية المجتمع الجزائري ويحفظ له توازنه.
إن الجمعية عندما تأسست لم تَدَّع أنها ستكون حزبا سياسيا، أو أنها ستمارس السياسة على طريقة الأحزاب أو النخب السياسية الموجودة يومها؛ بل العكس كانت تقول إنها لا تهتم بالسياسة، ولكن منطق الأشياء يفرض أن كل من يهتم بالشأن العام، سوف يكون سياسيا بالضرورة، وسوف يكون لقوله وفعله وحركته أبعادا سياسية حب أم كره، وإنما الفارق بينه وبين السياسي الحزبي، أن مجاله أوسع وأعمق؛ لأنه ممارسته للسياسة سوف تكون بعملية تثقيفية تغوص في عمق المواطن والوطن، وليس مجرد تسجيل الحضور في المناسبات الانتخابية والمهرجانات الترويجية وربما التهريجية.
فتأسيس الجمعية إذا هو استجابة في جانب من جوانبه لنداء البعد السياسي للمجتمع، ولو لم يكن من تأسيس الجمعية إلا أنها جمعت علماء الجزائر أو أغلبهم على الأقل في إطار مشروع إصلاحي متناغم الساحات والفروع، ولملمة المجتمع على الالتفاف حول مشروع عملي يساهم قي البناء الفردي في المجتمع، لكان وحده كافيا “كتهمة أو فضيلة سياسية” للجمعية ورجالها، وكذلك فعلت الإدارة الإستعمارية وإداراتها الأمنية خلال الفترة “1931-1956″، ومن يقرأ التقارير الأمنية للإدارة الإستعمارية لهذه الفترة يدرك أن الجمعية كانت تعامل على أنها أخطر تنظيم يهدد فرنسا في الجزائر.
ج‌. أما النداء التاريخي، فإن ميلاد الجمعية كان وفق حاجة تاريخية، واستجابة لتحديات حضارية دولية، في وقت كان فيه واقع الأمة يتدحرج إلى أن وصل الحد الذي “توج” بسقوط الخلافة الإسلامية، بعد سقوط أو تدني المستوى الحضاري الذي انطلقت بوادره منذ قرون. فلم يبق من الروابط والعلاقات التي تربط بين أطراف العالم الإسلامي، إلا الدين وبعض القيم ذات المظهر الفردي، ولذلك أنشئت الكثير من الجماعات والجمعيات في العالم الإسلامي، الوهابية في جزيرة العرب، والمهدية في السودان، وجمعية العلماء في الهند، والحزب الإسلامي في أندونيسيا، وحركة سعيد النورسي في تركيا، والشبان المسلمين والإخوان في مصر…. وإلى ما هنالك من الجماعات، وكل ذلك لتعوِّض الأمة ما فقدت من قيم الجماعة، التي كان يجسدها الهيكلة السياسي في ظل الخلافة، أو الولايات القائمة في بلاد المسلمين يومها.
كما لا يخفى أن ذلك استجابة لصيحة موقظ جمال الدين الأفغاني كما يقول مالك بن نبي رحمه الله، وتجاوبا مع حركة الإصلاح للشيخ محمد عبده وتلامذته رحمهم الله جميعا، التي ذاع صيتها بانتشار مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبد.
وجمعية العلماء كغيرها من تلك الجماعات، من الوجهة التاريخية نشأت استجابة لهذا المنطق الذي يحكم دورات التاريخ، وقد كان تأسيسها مسبوقا بدعوات ومبادرات سابقة. فقد كانت محاولة إنشاء جمعية باسم “جمعية الإخاء العلمي” في سنة 1924، وكان التنسيق بين العلماء العاملين، يوحي بالحرص على ضرورة إنشاء وعاء جامع بينهم، لا سيما فيما بين أولئك العلماء الذين يمتلكون قدرا هاما من العلم الممزوج بالتجربة العملية الثرية، أمثال ابن باديس والإبراهيمي والحافظي والتبسي والعقبي والمدني والميلي… وغيرهم وغيرهم كثير.
ورغم غياب هذا الوعاء فإنهم لم يستسلموا للتشتيت والتمزيق، وإنما كانوا يبنون جسور التواصل بينهم بطرق مختلفة، منها الزيارات والكتابة في الصحف، وإقامة المدارس وبناء المساجد والتدريس فيها وإنشاء النوادي….إلخ.
د. التفاعل مع الواقع، ويتمثل في الرد السريع على ما قررته فرنسا التي قررت في سنة 1930 أن تقيم احتفالا بالذكرى المائوية على احتلال الجزائر -1830-1930، تشيع فيها جنازة الإسلام من الجزائر، فكان من المناسب ومن التفاعل الإيجابي من حركة العلماء أن تنشأ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في العام الموالي، كرد فعل إيجابي بفكرة كانت تختمر في أذهان رجالها قبل أن تجد لها الزمن المناسب، وقد حان.
فإنشاء جمعية العلماء ليس مجرد رد فعل غير واعي، أو انفعال غرائزي أو استجابة بافلوفية على الذكرى المائوية، وإنما كان مبنيا على مقدمات طبيعية، كان لها موانع ومبررات موضوعية لعدم ظهورها، وقد زالت بظهور فكرة الاحتفال المئوي، فاستجابت لنداءات شرعية وسياسية وتاريخية وأخيرا تفاعلية. والدارس لهذه الحركة لا يقف على عواطف منفصلة عن عقول نيرة مستمدة قواها من الوحي الأعلى، ومن صميم الخبرة التاريخية الإنسانية..، وفي ذاك اختلفت الجمعية عن الكثير من الحركات المماثلة لها والمشتركة معها في الإرادة الاستقلالية عن الإستعمار والقوى الغربية، ثقافة وسياسة وأخلاقا.
يتبع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    للمعلق 11 : إن أردت أن تعرف خبايا العرب فاقرأ ما كتب عنهم العرب فالشاعر العرقي أحمد مطر مثلا قال :
    1 - جُحا شاهد بئرا مرَة. فظنَها منارة مَقلوبة ! أكانَ عمنا جحا شخصاً غبيا يا تُرى ! أم أنَهُ كان يرى .. مُستقبل العُروبةِ ؟!
    2 - قبل أن تخرج دع رأسك في بيتك من باب الحذر .. يا صديقي في بلاد العرب أضحى كل رأس في خطر ما عدا رأس
    السنة
    3 - ..يكذبون بمنتهى الصدق , يخونون بمنتهى الإخلاص , يدمرون بلدانهم بكل وطنية , يقتلون إخوانهم بكل إنسانية ,ويدعمون أعداءهم بكل سخاء.

  • TADAZ TABRAZ

    ‏أمة تأخذ دينها من مفسري الأحلام هي قطعاً أمة نائمة.

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    يقول علي الوردي : وعيب العرب الأكبر أنهم مولعون بالحذلقات اللغوية والشعرية من خزعبلات زمان في زمن نحن أحوج الناس فيه إلى ما ينير لنا سبيل الحياة ويشجع النبوغ والابداع والمعرفة في الأفراد ، همّ أحدنا أن يكتب بحثاً عن أحد الشعراء البائدين أو يؤلف كتاباً عن رفع الفاعل ونصب المفعول به أو يلقي خطاباً رناناً عن مجد الأجداد ثم يهتف منشداً : حسبنا أننا عرب.

  • okba

    ام الجمعيات في فرض القومية العربيةعلي الشعب الجزائري الامازيغي جمعية تزييف تاريخ الجزائر اناس يكتبون المقالات والشعر يسمونهم علماء انها جمعيه تجمع كل شيء ماعدي العلم شعب الجزائر امازيغي والعرب قوم اخر لسنا من سلالة ابو نواس او عنترة ولا ابي لهب ان اجدادنا ماسينسا يوغورطه الكاهنة حرام ان تنسبونا الي قوم نحن لسنا منهم

  • ماروكو الصغيرة

    اذا احتل تنظيم جهادي سويسرا مثلا، فهل يغير نظامهم العادل و الديمقراطي بنظام الخلافة ؟
    هل الاساسي هو العدل ام الخلافة؟ روح النظام ام شكله؟
    -اذا تمت اقامة نظام خلافة على انقاض نظام ديمقراطي و بايعه المسلمون جميعا، فهل نعتبره لاغيا لانه مخالف لنبوءة الرسول التي تجعل الخلافة بعد حكم عاض ام انه يكون نظام خلافة رغم مخالفته للحديث؟
    هل الخلافة هي نظام بمبادئ سياسية معينة ام انه فقط ما وافق النبوءة ؟
    الاسلام لم يعرف نظاما سياسيا اما الاحاديث التي تتحدث عن الخلافة فقد وضعها ضباع السلطة عبر التاريخ ،و الامة التي تبني تاريخها على نبوءات امة تمارس الشعوذة و ليس الدين

  • ماروكو الصغيرة

    -اذا كان الرسول يقصد بحديثه عن الخلافة الثانية كل البلاد التي فتحها المسلمون، و أن نظام الخلافة من صميم الاسلام و المقصود منها ارساء العدل، فكيف يتم ارساء العدل عبر الغزو ؟
    هل يعقل ان تروض امما بحد السيف لكي تقيم فيها العدل؟
    -ان كان عرب قريش قد رفضوا ان يتحكم فيهم عربي غير قرشي ، و اصروا على ان تكون الخلافة في قبيلة النبي خاصة، فهل يكون من العدل ان يتحكم قرشي في بلاد غير عربية ؟
    بأي منطق يرفضون حكم الانصاري للمهاجر و يقرون حكم القرشي للاندونيسي او الشيشاني ؟
    -اذا وجد بلد بنظام سياسي غير ثيوقراطي يحقق العدل لمواطنيه و يقر الشورى بمعنى الديمقراطية و ليس التشاور، فهل نغيره و نقيم الخلافة ؟

  • نقطة

    عودة الخلافة مستحيلة لان الزمن لا يعود القهقرى، و تطبيق الشريعة مستحيل لانها شرائع متعددة، كل فرقة لها تأويلها للشريعة الذي لا ترضى غيره، فيكون تطبيق الشريعة فتحا لأبواب الدماء و الدمار، و أمامكم الأمثلة على ارض الواقع تطبيق الشريعة مستحيل و محاولة تطبيقها كارثة على الاوطان و على الاسلام
    الاسلام كغيره ينتعش بالحرية و يموت بالاكراه
    و هذه بعض تناقضات الاسلاميين :
    - يقولون ان الاسلام صالح لكل زمان و مكان و لكنهم يربطونه بزمن النبوة و الخلافة الراشدة.
    - يقولون ان الاسلام لم ينتشر بالسيف و يريدون فرضه بالعنف.
    - يقولون ان الاسلام كرم الانسان و لكنهم يقتلونه كالذباب و يحرضون على قتله

  • لا يهم

    لم يفهم الاسلاميون بعد ان الامة الاسلامية مجرد وهم ، و ان دار الاسلام لم يعد لها وجود، فهناك اقطار اسلامية لها حدود و سيادة مستقلة عن بعضها، بل ان بعضها يعادي بعضا، فلم يعد من حق الجزائري ان يجاهد في السعودية او اي مكان اخر، لانه سيعتبر مجرما حتى و لو لم يقتل احدا، لماذا ؟
    لانه يدخل ذلك البلد سرا او بجواز مزور، فأنت هنا لم تعد مجاهدا و انما ارهابيا حتى قبل المرور للقتال.
    الاسلاميون مثل طفل مدلل يطالب ابويه بلعبة غير موجودة و ان لم يحضرانها يكسر البيت بما فيه
    عودة الخلافة مستحيلة لان الزمن لا يعود القهقرى، و تطبيق الشريعة مستحيل لانها شرائع متعددة،كل فرقة لها تأويلها الذي لا ترضى غيره

  • بلا أوهام

    هل تظنون أن الكتب والعلم والمعرفة والتواصل كان مثل يومنا هذا مقارنة حتى بأكثر دولنا تخلفا اليوم؟
    و هل تظنون أكثر من هذا أن أولائك الناس في تلك العصور كانوا اكثرتقوى منا ؟
    لقد صورت الكتب الثراتية للإنسان المسلم القرون الماضية وكأنها قرون عظمة وسؤدد و رخاء و عدالة بينما الحقيقة لم تكن كذلك على الإطلاق : في كانت قرون فتنة و تخلف و استبداد و استعباد و اقتتال و دم وتناحر على السلطة و الجاه و المتاع

  • التالي

    هل تظنون أن الناس في عهد الخلفاء وفي عهد الدولة الأموية كانوا أفضل منا اليوم ؟
    في تلك القرون السابقة لم يكن الإنسان المواطن يساوي شيئا بالمطلق
    و من أوهموككم بعظمتها مخطؤون ، فقط السلاطين و حاشيتهم هم من كان يتمتع في قصورهم و يملكون المال و النساء و الجاه و الرفاه ،أما الغالبية الساحقة المطلقة فلم تكن سوى رعية أغلبهم يعيش في فيافي الصحراء و في الجبال تضربهم الأمية والجهل والفقر والأمراض.
    هل تظنون أن إنسان عهد الخلفاء كان له الحق مثلك في التمدرس و التشغيل و الحقوق و الحريات و مجانية الطب ووو؟

  • ماروكو الصغيرة

    هناك أسئلة كثيرة تخص الخلافة :
    ماهي تلك الخلافة وماهي مميزاتها ؟
    و هل الملكية تدخل في إطار الخلافة أم الجمهورية هي الخلافة ؟
    كيف نتعامل مع مستجدات الواقع و مع الدولة الحديثة بتعقيداتها وتشابك المصالح المالية والسياسية فيها ؟
    فهل تعتقدون حقا ان التدافع الحضاري والمعرفي هامشيا و سيظل هامشيا وليس له قيمة حتى يأـي المخلص السياسي و ينقذنا من الهزيمة الفكرية والاقتصادية ؟
    أما الخليفة الأوحد الذي يحكم دولا من مقر إقامة الخليفة فلم يعد مقبولا و مستساغا ، فهناك فلسفات جديدة لتسيير دولة

  • ماروكو الصغيرة

    و حينما يدعون الى ان يكون الحاكم قرشيا فهم يمتحون من الفكر القبلي الماقبل سياسي، و عليه فان المسلمين لم يتخطوا الفكر القبلي ، و لم يغيروا شيئا في الواقع الذي وجدوه ، و هم قد اعتقدوا ان العالم و التاريخ انتهى عند البداوة لذلك يريدون تكرار هذا الفكر البدائي الى ما لا نهاية ، بينما لو جاء احد المسلمين الاوائل و رأى عالم اليوم لسخر هو من الحال الذي كانوا عليه، من يريد من المسلمين العودة الى الفكر القبلي يجب معاملته كمعتوه واجب العلاج
    كيف لأمر مهم و عظيم في حياة الانسان مثل الحكم و الخلافة لا تجد له نصوص عديدة صريحة في القرأن و صحيح الأحاديث الواضحة تشرع و تضع القوانين التي تكون مرجعية للخلافة ؟

  • ماروكو الصغيرة

    مفهوم الخلافة و الحكم العاض و منهاج النبوة الخ هي مفاهيم بدائية من عصر ما قبل السياسة و هي للسياسة بمثابة الحجامة للطب، و من يدعو المعاصرين للعودة الى الخلافة كمن يدعوهم الى التداوي بالعشب
    المسلمين الاوائل لم يعرفوا السياسة و الفكر السياسي و معارفهم السياسية لا تختلف عن معارفهم في كل ميادين الحياة ، فهم قوم بداوة تصلهم بعض الاخبار عما يجري في الامم الاخرى، لقد عرف الاغريق الديمقراطية قبلهم ب6 قرون بمعنى انهم كانوا متخلفين حتى عمن عاش قبلهم، لذا هم لم يعرفوا كلمات من قبيل : ( دولة او رئيس او مدينة او سياسة مثلا) و حينما يدعون الى ان يكون الحاكم قرشيا فهم يمتحون من الفكر القبلي الماقبل سياسي

  • عبد الرحمن

    كل ما جاء في مقالك حق وحقيقة لا نقاش في ذلك.ولكن يا سيادة الكاتب،أين نحن حاليا من الصواريخ العابرة للقارات؟ أين نحن من الأسلحة النووية؟أين نحن من الطائرة والباخرة والسيارة و الدراجة والإبرة؟أين نحن من الإعلام الآلي وتبعاته؟أين نحن من الغذاء و الدواء؟أين نحن من الابتكارات و الاختراعات؟يا سيادة الكاتب لماذا تتغاضون عمّا نحن فيه من هوان ومذلة وإهانة من قبل الاستعمار الذي يتفنن بكل وحشية في قهرنا و مسح الأرض بنا؟ها هو الاستعمار يتففن في إبادتنا من المحيط إلى الخليج عن طريق الفتن المختلفة،التي يقودها وللأسف رجال دين،يدعّون العلم والمعرفة،وهم أبعد عن ذلك بعد السماء عن الأرض. إننا نحتاج اختراعات!!!.