-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في كروشهم التبن!

جمال لعلامي
  • 2148
  • 3
في كروشهم التبن!

يُروى والعهدة على الراوي، أن أحد المشاريع التي دشـّنها أو سلـّمها الوزير الأول، في إحدى زياراته للولايات خلال الأيام الماضية، في إطار استكمال برنامج رئيس الجمهورية، سرعان ما توقفت وأعادت السلطات المحلية “تأميمها” أو تعطيل تسليمها، بحجّة أنها لم تكتمل بعد!

إذا صدقت هذه “النكتة” فإن التدشين أو التسليم كان تليفزيونيا فقط، واستعراضا للعضلات ومجرّد “زردة”عابرة تبثها نشرات الأخبار، وهنا لا يعتقد أيّ عاقل وعادل أن المشكل في سلال، الذي دشـّن أو سلـّم المشروع، ولكن الإشكالية في المسؤولين المحليين ممّن يمتهنون حرفة المراوغة والتحايل!

مثل هذه الحكايات الاستفزازية قديمة وليست جديدة، فقد نقل “شهود عيان” أن الرئيس بوتفليقة، استـُقبل في إحدى زياراته للولايات خلال العهد السابقة، بأعمدة كهرباء بلا توصيل للتيار، وبأشجار نخيل تمّ غرسها ليلة الزيارة، والهدف هو تزويق الطريق الذي يعبره رئيس الجمهورية!

هذه الممارسات “الجزائرية” التي لا قراءة لها سوى أنها غشّ وتدليس ونصب واحتيال، قد يكون من بين أسبابها اعتماد منطق الزيارات “التفتيشية” العلنية والتي يُشرع في تسطير أجندتها وجدول أعمالها أسابيع وربما أشهرا قبل موعدها الرسمي، وهو ما يُتيح الفرصة وكلّ الوقت لمن في “كروشهم التبن” حتى يستعدوا ويطهّروا و”يزوّقوا” ويمثلوا بكلّ أريحية!

قد يكون اللجوء إلى الزيارات المباغتة والمفاجئة حلا من الحلول الملائمة والمتاحة لـ”كشف البازڤة” والوقوف على الحقيقة مثلما هي دون تزويق ولا لفّ ولا دوران، وفي هذا المجال، هناك الكثير من النماذج الناجحة التي أمسكت باللصّ متلبسا فوق السطوح مع سبق الإصرار والترصد!

لكن، لا داعي هنا لتغطية الشمس بالغربال، فهناك من يُمارس “الوشاية” فيُسارع إلى تبليغ “جماعته” في الولايات والدوائر والبلديات، يُخطرهم ويُنذرهم بزيارة مفاجئة لهذا الوزير أو حتى الوزير الأول، أو رئيس الدولة أو أيّ مسؤول كبير، وهو ما ينتهي بفشل الزيارة المباغتة، لأن كلّ النقائص والسلبيات تكون قد صـُحّحت بالتزويق والتلفيق!

نعم، إن زيارات التفقد والتفتيش والعمل التي تنطلق بالتمر والحليب، لا يُمكنها في الكثير من الحالات، أن تجدي نفعا، أو تملأ السلة بغلّة المشاريع والتنمية، ولعلّ التعطيل و”التبهديل” اللذين يُلاحقان البرامج القطاعية عبر الولايات، مؤشران على ضرورة الانتقال إلى مرحلة الزيارات المفاجئة، حتى وإن اقتضى الأمر تنظيمها ليلا وعلى ضوء القمر!

لا يُمكن لمنطق “التبراح” أن يكشف المتورّط والمتواطئ، ولا أن ينقل الرعب إلى “الباندية”، ولا أن يقيّم سير المشاريع تقييما واقعيا وذا جدوى، ولذلك من المفيد الانتقال من مرحلة تدشين المدشـّن بأصحاب “البارود والكرابيلا”، إلى مرحلة تفتيش التدشينات وجردها، لكونها محورا يتمّ الاستناد إليه في حركة التغيير والتحويل والترقية التي تشمل الولاة ورؤساء الدوائر والأمناء العامين وأيضا الوزراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • seddik

    الجزائر بلد المليون و نصف المليون شهيد اصبحت بلد المليون و نصف المليون سراق ومفسد و ظالم و الله اصبحت لا افهم شيئا خاصة مع عهدة رابعة لرئيس لا يقدر حتى على الاكل سبحان الله و كيف بالنسبة لباقي المسؤوليين .يا اخواني انا لا استبشر خيرا لهذا البلد العزيز ربما انا متشائم و لكن هذه هي الحقيقة البلد متجهة نحو المجهول .

  • الجزائرية

    كل يوم تزيد قيمة في نظري السيد لعلامي وأقول في نفسي إنه ابن بلد،بمعنى أصيل لأنك تضع يدك على جرح الجزائر مباشرة وتقدم النماذج الرديئة التي نخرت كالسوس هذا الوطن..أتعلم أن لاأحد يقدر عليهم إلا الله عز وجل فهو يمهل و لا يهمل أبدا .. و تجدهم كخفافيش الظلام في كل مكان البلدية الولاية الوزارة المؤسسات الإقتصادية و التربوية..و على ذكر هذه الأخيرة أتدري أن زيارة الوزير جعلت من إحدى مديرات التربية تطلب عدم إتمام رص فناء متوسطة فكان الجميع يمشي و صدى الأقدام يترردد.ترى العجب العجاب و الكل متواطئ ..

  • z@oui

    يا سي جمال من لاضمير له لن تجدي معه العسة او لنقل الحراسة المشكلة اننا كلنا نعرف السبب لكن لانحاول ايجاد الحل ثم الم ينتخب الشعب الجزائري على (خيرة ابنائه) ليكونوا هم العساس عوض تثبيت كاميرا في كل قنت الا يعلم الزائر الكبير بأن التزويق والهف يبدأ منذ امضاء المسؤول على محضر التنصيب ان لم يكن مع كل زحمة تزحمها من تنجب لنا بلعاطين بكواغطهم(ديبلوماتهم).