في محل سياسة..
“الحريصون” على “أمن وسلامة الوطن” كانوا في غالب الأحيان أكثر من عملوا ضد ذلك! المشكل، أن الكل يتغنّى بنفس كلمات ولحن هذه الأغنية.. ومنذ الاستقلال! فعبارة “المصلحة العليا للبلاد” كانت كالشمّاعة التي تعلق عليها كل التهم السياسية وغير السياسية أحيانا! واليوم، عندما يتحدث الكثير عن مصلحة البلاد في كذا موقف أو كذا عمل، إنما يعتقد أنه على صواب، لأنهم لم يفعلوا ولم يسمعوا غير ذلك! السياسيون هم أكثر الناس استعمالا لهذه الأغنية العاطفية، رغم أن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي التي من المفروض أن ترفع هذا الشعار! وقد فعلت دون افتخار ولا إشهار عندما وقفت كمؤسسة وحيدة لحماية البلد من الانهيار السياسي الذي تسبب فيه السياسيون! وهنا، لست أدري، إن كان السياسيون يتخفّون دوما تحت عباءة المؤسسة الأمنية العسكرية، حماية لأنفسهم أم حماية لأمن هذا الوطن وسلامته؟.
نمت، التساؤل لأجد نفسي سياسيا مخضرما: عشت في الجاهلية فقيرا، أي أيام فرنسا، وهرمت في “الإسلام”، سالما غنيا، وقد ضاق بي “المور” أن أرى “مور” البارحة، يتطاولون علينا نحن أصحاب هذا البلد الذي بنيناه بنفطنا ودراهمنا، لكي يتنعموا و”يقراو” ويأتون اليوم ليشركوا أفواههم ضدنا نحن الساسة أصحاب هذا البلد. ورحت في خطاب لي في قاعة مليئة بالكراسي (الفارغة) أحث الناس لكي ينتخبوا من رشحت لهم! قلت لهم (وأنا أتفتف في جيوبي بحثا عن فمي الاصطناعي، فلم أجده وكدت أن أضع البورطابل في فمي بدل “الدانتيي”: بلدنا في “خثر” ومهدد بعدم “الاثتقرار” إن لم تختاروا “المرثح” الذي اخترته لكم! ورحت أخبط خبط عشواء، والصدى يعود لي بفعل فراغ القاعة وبنفس اللسان الأعوج يناديني: “الثعب فاق”! راه يقول لك: “الثعب” “ما عادث” بز.. فاقوا! راها عندنا 50 “ثنة”! ورحت أرد عليهم بلغة أوضح بعد أن وضعت الطقم، بعد أن أدركت في لحظة معينة، أني “جلست على فمي” الذي كان هاربا في أسفل جيب سروالي الخلفي! طار منه سن وناب. ركبت الفم ورحت أنادي: “المفلحة” العليا للبلاد تقتضي أن يكون اللعاب حميدة و”الرشام” حميدة، وهي “فنة” حميدة (وبصقت سنا ثانيا طار). خليونا طرانكيل خير ما رانا نقلبوها لكم شمة..آه.. غبرة.. آآه.. غربة! رانا درنا لكم الزطلة والعطلة، و”الرشوة” والحشوة والنشوة، وبرنامج إفغال الفباب، والعطلة، روحوا ترقدوا.. نينيوا.. دودوخ.. واخطوكم من الفيافة.
وأفيق وأنا أزبد وأرعد: ليمين حتى نصوط (على) يما، وما نصوتش على اللي يدير الشمة.