-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قائد لم ولن يخلق مثله

قائد لم ولن يخلق مثله

لا أعني بكلمة “القائد” أحد هؤلاء الحكام قديما وحديثا من ملوك ورؤساء وأمراء وقادة جيوش، ولكنني أعني شخصا واحدا لم تلد النساء ولن تلد مثله، لأن الله – عز وجل – اصطفاه على جميع بني آدم، إنه “محمد” عليه من رب العالمين أفضل صلاة وأزكى سلام.

من قدّر له أن يسيح في بحر سيرة هذا الرجل، وكان هذا السائح على مسكة من عقل، وعلى نصيب قليل من عدل، يجد نفسه أمام أرفع وأرقى إنسان، سواء عندما كان هذا الإنسان في ساعة عسرة ماديا ومعنويا، أو عندما صار إليه الأمر في محيطه، إذ لم يعرف التاريخ أصبر منه على البلاء، ولا أشكر منه على النعماء، إنه نعم العبد.

إن الذين يتجرأون على مقام سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، هم أسفه السفهاء، وكان التجرؤ برهان قاطع ودليل ساطع على حسدهم له، لأنهم لن يستطيعوا – ولو أرادوا – أن يرتقوا إلى أدنى درجة في سلّمه العالي.

ومما وقع في سيرته – صلى الله عليه وسلم – في أثناء تحركه إلى “بدر” حيث جرت وقائع أول معركة بين الحق وأهله، وبين الباطل وجنده، وهي المعركة التي سماها الله – عز وجل – “يوم الفرقان”، حيث أصبحت الدعوة باللسان محمية بالسنان، وانتقل الدعاة من مرحلة “الاستضعاف” إلى مرحلة “الاعتزاز المادي” المدعم للاعتزاز المعنوي، إن “العزة لله ولرسوله وللمؤمنين” الحقيقيين، لا أولئك الذين يزعمون أنهم “مؤمنون”، وأنهم من آله، وهم يبتغون العزة عند أعدائه من اليهود والنصارى، ويوالونهم، ويمدّونهم بشتى أنواع المساعدات ضد هؤلاء المتمسكين حقيقة لا ادعاء بسنة محمد – صلى الله عليه وسلم – سيد المجاهدين حقيقة، لا “المجاهدين بالسنن” من القاعدين الأشبه بـ”القواعد”.

مما وقع في هذا التحرك أنه – عليه الصلاة والسلام – كان يعتقب مع جنديين من جنوده على راحلة، وهذان الجنديان هما علي بن ابي طالب، وأبو لبابة – رضي الله عنهما وأرضاهما – رأى الجنديان الشابان أن يظهرا حبّهما الصادق لقائدهما فتنازلا عن حقهما في الركوب وآثرا به قائدهما، الذي يكبرهما سنا ومقاما.

فماذا كان رد هذا القائد الأعظم؟

كان جوابه – عليه الصلاة والسلام – أن قال لهذين الجنديين الكريمين قولا لم ولن يقوله بشر مهما ترتفع بشريته، وهو “ما أنتما بأقوى مني على السير، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر”..

آتوني أيها الناس.. عربا وعجما، مسلمين وغير مسلمين، قديما وحديثا – بقائد لا يميز نفسه – رغم اصطفاء الله له – بأدنى ميزة عن جنوده الذين سماهم – تواضعا منه – أصحابه – رضي الله عنهم-.

لقد رأيت “ملكا” يسمي نفسه كذبا وبهتانا “أمير المؤمنين”، ويزعم الانتساب إلى أشرف إنسان، رأيته ينزع نظارته الشمسية ويسلّمها لـ”خادمة” الذي يسمونه “بروتوكولا”، أعجزت أن تحمل “نظارة” خفيفة وأن تقود أمة، وتترأس لجنة تسمى “لجنة القدس”؟ إن هذا لشيء عجاب؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!