-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قالت المقاومة “لا”.. وانهزم الصهاينة!

قالت المقاومة “لا”.. وانهزم الصهاينة!

لم يبقَ أدنى شك في أن معركة “طوفان الأقصى” هي معركة مصيرية، ليس فقط للفلسطينيين إنما لكل منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي إن لم نقل لكل العالم. ظن البعض أنها ردة فعل فلسطينية على انتهاكات لا تتوقف لِحقوقٍ مشروعة لِشعبٍ مُحتَل، واعتقد آخرون أنها مجرد معركة غضب لن تفتأ وتنطفئ بعد أن تُواجَه بقوة الكيان الغاشمة، ومالَ آخرون حتى إلى كونها عملا غير مدروس العواقب لحركة ظَنَّت أنها امتلكت أسباب القوة للوقوف في وجه ذلك التوجه العامّ، الذي ساد قبلها، نحو الإعلان  الرسمي للخضوع التام للخطة الأمريكية الصهيونية القاضية بطي الملف الفلسطيني وطي ملف الشرق الأوسط والتوجُّه إلى هناك، إلى حيث العدو الجديد الأكبر في أقصى شرق آسيا: إلى الصين…

وإذا بالأيام تمر، ثم الأشهر، وإذا بمعالم معركة “طوفان الأقصى” تبدو أكثر وضوحا، أنها بالفعل “طوفان”، كلما مَرَّت الأيام إلا وأدى إلى غرق مزيد من الأعداء، وإلى ارتفاع منسوب المياه مُؤذِنا بغرق مواقع أخرى كان البعض يظن أنها بمنأى عن أي مخاطر أو أنها تجاوزت مرحلة المخاطر.

مَن كان يظن بأن وجود الكيان الصهيوني ذاته أصبح اليوم على المحك؟ مَن كان يظن أن قطار التطبيع سيغرق ويتوقف عن الحركة؟ مَن كان يظن أن العالم سيُعيد التَّعرف على حقيقة النازية وحقيقة الهمجية الصهيونية والعلاقة بينهما؟ مَن كان يظن بأن فلسطين ستظهر مرة أخرى من تحت الأنقاض وفي كل قارات العالم؟ مَن كان يظن أن الآلة الدعائية الصهيونية الأمريكية ستُهزَم وتَتَوقَّف عن العمل أمام هول الجرائم التي يرتكبها الصهاينة؟ مَن كان يظن أن اليمن الذي كان يوصف بالدولة “الفاشلة” سيُصبح فاعلا حقيقيا، ليس فقط مؤثرا على البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، بل على كل الاقتصاد العالمي؟ مَن كان يظن بأن القوى الكبرى ستجد نفسها عاجزة أمام حركة تحرر مثل “حماس” وجيش ناشئ مثل الجيش اليمني؟ مَن كان يظن بأن معادلة الصراع العالمية لا تَحكمها فقط القوة العسكرية والقوة الاقتصادية إنما قوة الإرادة والعزيمة وقوة الحق المنتصر على الباطل؟

ما الذي بقي للأمريكان والصهاينة أنْ يَفعلوه ولم يفعلوه؟ ما هي الوسائل التي لم تُستخدَم إلى حد الآن في الحرب ضد غزة؟ ما هي الحدود التي لم يتم تجاوزها، إنسانيا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا؟ ومع ذلك لم تتوقف المقاومة، ومازالت تقول “لا”، رغم كل التدمير والتخريب والقتل المُمَنْهَج الأعمى، مازالت تُعبِّر عن استعدادها لمواصلة القتال إلى غاية التحرير.. وحتى رفح التي يُهدِّدون بها، وماذا بعد؟ وهل ما ارتكبه الصهاينة من جرائم في الشمال والجنوب والوسط وفي الضفة الغربية وفي سجون الاحتلال وفي كل مكان في فلسطين قليلٌ مقارنة بما سيفعلونه في رفح..؟ ألم يُبَد جزءٌ كبير من الشعب الفلسطيني قبل اليوم ويُباد اليوم؟ ألم يُعلِن هذا الشعب بأنه مستعدّ للموت على أرضه كريما مُكافحا شهيدا على أن يعيش ذل الاحتلال وهوانَه، وعلى أَنْ يرى أرضه تُغتَصَب أمام عينيه والكل يتآمر عليه لطرده منها نحو المجهول؟ ألم يَقُل كل فلسطيني في غزة أو في الضفة أو في أي نقطة من أرضه الطاهرة أنه قد اختار التضحية والشهادة فيها على أن يُعلِن الاستسلام؟ هل بقي فوق طلب الشهادة شيء؟ أليست هذه الحالة هي التي تُربِك الأعداء وتُحكِم الطوق على أعناقهم إلى درجة الاختناق؟ من يختنق الآن بالفعل: هل “نتنياهو” وعصابته، أم “السنوار” وأبطال المقاومة المجاهدين وكل الشعب الفلسطيني الذي ينتظر بشغف لحظة النصر أو الشهادة؟.. هل يستطيع الأمريكان والصهاينة فهم هذا؟ هل يُدرِكون بأنهم  قد هُزِموا وانتهى الأمر؟

إنها الحقيقة الواضحة للعيان لِمَن أدرك طبيعة الصراع، والعمق المحرك للفعل المقاوم الذي بدأ يوم الطوفان. إن معركة “طوفان الأقصى” ليست معركة كبقية المعارك.. مَن يتذكر أو يَذكُر اليوم ما سُمِّي معركة “السيوف الحديدية”؟ لقد انكسرت وانتهى الأمر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!