-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قراءة سريعة في رسالة يأس

قراءة سريعة في رسالة يأس

وصلتني رسالة مطولة من أحد القرّاء عبر البريد الإلكتروني كلها يأس في يأس، وتشاؤم في تشاؤم، أريد أن أعلّق عليها سريعا.. وقبل ذلك إليكم الخلاصة التي وصلَتْ إليها هذه الرسالة كما كتب صاحبها في آخر فقرة:

“من اليوم سأُسمع الجميع ما يحبّونه، سأفعل الواجب عمله خطأ كان أو صوابا، ولن يكون اهتمامي مُنصبا سوى على مصالحي الشخصية، وتغور الأخلاق والمبادئ والرأي الشخصي في ستين داهية.. ثلاثون ربيعا ومازلنا خلف الخط وننتظر أن يلتفت إلينا أحد، هؤلاء الأوغاد، من اليوم قررت أن أبيع هذه الأخلاق، وأن أشتري مصلحتي، لكم ما تريدون ولي ما أريد.. الأمور بسيطة جدا ونحن نعقّدها”

تعليقي يقول:

هذا الشاب بلا شك هو صاحب أخلاق فاضلة، يُحب أداء واجبه، ويتفانى في خدمة الآخرين… إلا أنه بعد ثلاثين سنة مرت من عمره اكتشف بأنه يعيش في مجتمع تحوّل عن هذه القيم، اكتشف أن أخلاقه وتفانيه، حبه للآخرين والعمل لأجلهم وانتظار أن يعترفوا له بالجميل أو يعترفوا له بالمكانة لن يحقق له شيئا، فكتب منتقما يحاول أن يقنع نفسه بتغيير مسار حياته إلى عكس قناعاته، أي كتب يائسا مما حوله، من محيطه، ومن المجتمع… وهي أخطر حالة نخشى أن تعم شبابنا، وتعم جيلا كاملت من أبنائنا. أن يفقدوا الأمل في كل شيء حولهم، ويصبحوا في حالة انتظار لأية إشارة معادية من خارج محيطهم ليتبعوها… ثم يطلقوا عليها اسم  حركات تمرد أو ثورات أو فوضى تحكمها خصائص واحدة بلا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ، أي يحكمها أمر واحد هو “شراء المصلحة” كما عبّرت عن ذلك الرسالة…

وهي حالة من اليأس لا شك فيها، ليس أمامنا سوى أن ننبّه إلى خطورتها اليوم قبل الغد، ذلك أن الجيل اليائس لا يمكنه أن يَبني، ولا أن يقوم بالإصلاح.. الجيل اليائس ليس أمامه إلا التخريب العشوائي غير الواعي والذي لا منطق له.

ومن هنا يصبح مطلب زرع الأمل وإعادته كحقيقة لا كأوهام، ليس أمنية فردية لفرد أو أسرة أو حتى مجتمع ضيّق، إنما هو مسألة إستراتيجية لها علاقة بالمصلحة الوطنية العليا، وبأمننا القومي، ينبغي أن تقوم على سياسات مدروسة، ومن خلال رجال ونساء يمكن للناس أن يثقوا بهم، في أخلاقهم وفي كفاءاتهم وفي وطنيتهم، ودون القيام بذلك على كافة المستويات، فلنتأكد جميعا أن مثل هذه الرسائل ستكون عنوان جيل يضرب بكل القيم عرض الحائط، ليحطّم كل شيء من حوله ويحطم نفسه…

فلنعمل معا حتى لا تتحول هذه الإشارة الحاملة للمستقبل إلى طوفان يعم الجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • قادة ولد لمين

    من اين ياتي الياس يادكتور؟اليس من قلةالعدل!فاذا اردناان نكون حقيقةوطن لاياس في عقول مواطنيه،لنعود للرشد وصوت العقل وتحكيم الحق وازهاق الباطل.فالحق هو تامين دولةالمؤسسات وارساءعدالةاجتماعيةبين الحاكم والمحكوم وزرع الثقةبين الناس واحترام ارادةالشعب في تسيير امورالبلادوالعباد.اما الباطل فهو تقوية الولاءللوطن والشعب لاللشخصيات.والقضاء على المحسوبيةوالجهوية والبني عميس والقبليةوالعروشية.محاربةالفسادبجميع انواعه وكل الافات الاجتماعية.التمكين للديمقراطيةولامكان للاستئصال والاقصاء وسياسةبعدي والطوفان

  • XXXX

    هذا الطوفان قد عم الجميع سيدي الفاضل .. ولا اسمي هذا قفدان الامل .. بل هو في حياة الدنيا خلل .

  • KS

    العدل أساس الملك ، وفي غيابه انتظر كل الآفات ، فبما أن "الظلم ظلمات يوم القيامة" فإنه يرخي ظلمة قاتمة على حياة الناس، فيصبح الكل يخبط خبط عشواء من تصب تمته ، وإذا كان الجزائريون يعيشون اليوم حياة صعبة فإنها أسهل مما كانوا عليه بعد الاستقلال مباشرة، لكنهم يومها كانوا راضين على ذلك لأنهم يحسون بالعدل ، أما اليوم فإنك تعطي درسا لأحدهم في التفاؤل ثم تسير خطوات وفي أول منعطف تصادف أخبارا في الجرائد أو قرارات لمسؤولين أو..... لا تجد فيها وجها لحسن بها. صعب جدا ذلك لكن يبقى غير مستحيل.

  • الجزائرية

    أحس السيد قلالة أن هناك وعيا متناميا ببلادنا ،و لغة جديدة يتكلمها الجزائريون اليوم الذين احترقوا قبل غيرهم بنار الفتنة الخبيثة، و هم على أتم الإستعداد للتفاني و التضحية شريطة أن تسود العدالة في توزيع مناصب الشغل و السكن و صون الكرامة..و هذا وحده غير كاف فالعلم و التوعية و التأسيس لخطاب جديد يتسم بالموضوعية أمر ضروري كذلك فأنا أعجب من شاب في العشرين تسرب من المدرسة و طمع في العيش السهل يريد في هذا السن و دون جهد سكنا و عملاوو..نعم هو حق مشروع لكن بالعمل و التكوين و المثابرةو الYجتهاد لا بالساهل!

  • ابو محمد الحسن

    زرع الأمل يكون مقترنا بجودة العمل .
    و العمل يسبقه علم و تخطيط ،يكون وراءهما خبراء و مختصون و فلاسفة
    و علماء في جميع التخصصات . و هذا التخطيط هو ما يسمى" مشروع
    المجتمع" .
    دكتورنا الفاضل:هل يمكن لأي نظام سياسي أن يقوم بسياسات مدروسة من خلال رجال و نساء ذوي خبرة وأخلاق و ثقة يزرع بها الأمل
    في نفوس الشباب من غير مشروع مجتمعي واضح و حقيقي ؟

  • ولد الجزائر

    هذه حالة معضم شباب الجزائر الذي انتظر طويلا ان يعطى له دور في بناء الجزائر او بالاحرى ان يجد له مكانا فيه لكنه قوبل من طرف جيل لم يعترف به اطلاقا ولم يثق فيه وغلق امامه جميع المنافذ وشكك في وطنيته وتعامل معه تعامل البزناسة في امور هي اصلا من حقه كالحصول على الوظيفة والسكن وتبوء اعلى المناصب والذي اصبح حكرا عليهم وهانحن لا نرى الا نفس الجيل مسؤؤول منذ سنة 1962 او قبلها ففكيف بربك يا استاذ لا يكون له مثل هذا التفكي فمعه الف حق,

  • خرماشو

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في غار حراء ” لاتيأس إن الله معنا ”

  • اسحاق

    زرع الامل لا ياتى الا بمحبة الوطن سوى من طرف السلطة او من طرف الشعب .