-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دبلوماسيون وخبراء يقرؤون ما بعد قطع العلاقات

قرارات جزائرية مرتقبة.. والمغرب عاجز عن التصعيد

محمد مسلم
  • 62669
  • 2
قرارات جزائرية مرتقبة.. والمغرب عاجز عن التصعيد

بريكسي: التأشيرات وتعليق الرحلات وإجراءات أخرى تبقى واردة

بعد أن حسمت الجزائر في قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام المخزن المغربي، يتطلع المتابعون للعلاقات الثنائية، إلى الخطوة المقبلة، وما يمكن أن يترتب من تداعيات بعد هذا القرار، الذي كان منتظرا بسبب الأعمال العدائية للمغرب، على المنطقة برمتها.

وبدا الطرف المغربي وكأنه تحت الصدمة التي كانت منتظرة في نظر مسؤوليه، وجسد هذا مسارعة رئيس حكومة نظام المخزن، سعد الدين العثماني، إلى التأكيد على أن “المغرب مستعدة للحوار مع الجزائر”، لكن هذا التصريح، جاء في وقت متأخر، أما الطرف الجزائري، فقد قال كلمته ولم يعد إلى هذه القضية، منذ تصريح وزير الشؤون الخارجية والجالية، رمطان لعمامرة.
ولكن ماذا بعد قطع العلاقات الدبلوماسية؟

“في العلاقات الدولية، يعتبر قطع العلاقات الدبلوماسية رسالة في غاية الأهمية، ولا يعقل تجاهلها”، يقول السفير السابق، عبد الحميد سنوسي بريكسي، في تصريح خاص لـ”الشروق اليومي”، معلقا على ما يحدث بين الجزائر والمغرب.

كما أن هذه الخطوة، ليست موجهة بالضرورة إلى المغرب دون سواه، بل قد تشكل وخزة إلى دول أخرى، وفق بريكسي: “هذه الرسالة موجهة إلى دولة معينة وأيضا إلى دول أخرى”، سيتم التقاطها كل حسب موقعه.

ووفق السفير السابق، فإنه يتوقع صدور إجراءات جديدة من قبل الطرف الجزائري، ومن بينها “فرض التأشيرات أو تعليق الرحلات الجوية بالإضافة إلى إجراءات أخرى”، لم يفصح عن طبيعتها، لكنها “سوف تتماشى مع تطور ردود فعل السلطات المغربية”.

أما الشيء الذي ستحرص الجزائر على عدم المساس به، فيقول بريكسي: “في جميع الأحوال ستضمن الجزائر عدم تأثيرها على وضع المغاربة المقيمين في الجزائر والجزائريين المقيمين في المغرب، وهذه النقطة حرص عليها الوزير رمطان لعمامرة”، في الندوة الصحفية.

وبالنسبة لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، علي ربيج، أن المغرب سوف لن يتجه إلى التصعيد، لأن ظروفه الداخلية لا تسمح بذلك، فضلا عن كونه يفتقد إلى مقومات التصعيد، وخاصة من الناحية السياسية والاجتماعية، بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها والتناقضات التي يعاني منها”.

ووفق المتحدث، فإن تأكيد الخطاب الرسمي في الجارة الغربية، على ما يصفونه الاستقرار السياسي والاجتماعي، غير دقيق، لأن الأزمة التي يعيشها المغرب في الشمال توجد على برميل بارود، كما أن قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، تحولت إلى قنبلة موقوتة، تهدد بتفجير الوضع في أي لحظة، فالشعب المغربي، يقول ربيج، رافض لعودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

يضاف إلى كل ذلك، العزلة الخارجية، التي يعاني منها المغرب، وبالأخص مع كل من إسبانيا وألمانيا وهما دولتان كبيرتان في الاتحاد الأوروبي، إذ سحب المخزن سفيريه من عاصمتي البلدين بسبب خلاف عميق ومواقف متباينة، اعتبرته الرباط مواقف عدائية، كل هذه المعطيات، يجعل المغرب مكبلا من القيام بأي خطوات تصعيدية تجاه الجزائر، يقول المتحدث، الذي استبعد أن يكون التصعيد إن حصل من الجانب الجزائري.

التطورات الأخيرة ستدفع نظام المخزن ليكتشف لاحقا أنه ارتكب “خطأ استراتيجيا جسيما بحق دولة جارة، تماما كما حصل في التسعينيات، وما ترتب عن ذلك من تداعيات لا تزال المغرب تحاول يائسة الخلاص منها”.

وبخصوص مرحلة ما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية، يقول ربيج إن “ما يمكن أن يحدث مستقبلا متوقف على ما يصدر من طرف المخزن المغربي، وشخصيا أتوقع أن يبقى الخلاف في المستويات الحالية”، لكنه توقع “ردات فعل من قبل المخزن يتم احتواؤها على مستوى الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي”، كما توقع وساطات عربية وافريقية مستقبلا لمحاولة تطويق الخلاف بين البلدين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد كريم

    عاجز عن التصعيد...ههههههههه

  • Sofiane

    الغلق التام و الشامل على كل الأصعدة هو الحل الأجدر في الوقت الحالي ؟ الجار الذي يؤدي جاره لفضيا و عمليا يجب تقويمه بصرامة حتى يعلم أن السكوت لم يكن ضعف بل كان تقديرا خلقيا ؟ نأمل أن يؤلف الله القلوب و يهدينا إلى سبيله ، سبيل الحق سبحانه هو الحق و ما دونه باطل.