قضايا الإتجار الدولي بالمخدرات تتصدّر جدول جنايات وهران

تتصدّر قضايا التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية جدول قضايا الدورة الجنائية الابتدائية القادمة لمجلس قضاء وهران، التي من المقرر أن تنطلق بتاريخ 23 أكتوبر الحالي، بعدما كان منتظرا أن تستأنف نشاطها في الثالث أكتوبر من الشهر الجاري.
وأخذت ملفات الإتجار الدولي في المخدرات من قبل مهربين دوليين بصفة “بارونات” والمتاجرة في مخدر “الكوكايين” حصة الأسد بمجموع 94 قضية من أصل 103 قضية مطروحة للفصل أمام المحكمة الجنائية الابتدائية، فيما تم برمجة أربعة ملفات تخص تسفير المهاجرين غير الشرعيين إلى الضفة الأخرى من المتوسط، أحد الملفات يتابع فيه 23 شخصا من ضمنهم ثلاثة أشخاص مغتربين في حالة فرار، كانوا وراء تنظيم عدة رحلات إبحار سري انطلاقا من شواطئ وهران نحو الأراضي الأوروبية، مقابل أموال معتبرة وصلت حدود الـ1 مليون دينار جزائري.
كما يتابع 11 شخصا ضمن جماعة إجرامية دولية منظمة، يشتبه بتورطهم في فقدان طفل قاصر يبلغ 15 عاما في عرض البحر الأبيض المتوسط، في رحلة إبحار سري فاشلة.
وكانت الجهات الأمنية المحققة، حجزت ثلاثة قوارب ودراجة مائية بمحرك واحد “جيت سكي” ووسائل متنوعة مخصّصة للهجرة غير النظامية. كما تم برمجة قضيتين على صلة بجناية المساس بأمن الدولة والمساس بالقوى الاقتصادية وأمن وسلامة المواطنين، إحداهما يتابع فيها 13 شخصا نسبت إليهم جناية التخابر والابتزاز. من جهتها، حدّدت محكمة الجنايات الابتدائية تاريخ 26 أكتوبر، موعدا لمحاكمة 10 أشخاص يتابعون في قضية الانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط خارج وداخل الوطن.
وبحسب ما أفاد به مصدر “الشروق”، فإن قضايا الإتجار الدولي في الكيف المعالج والمخدرات الصلبة، تكاد تسيطر على جدول الدورة الجنائية الابتدائية، فإلى جانب قضية تورط تسعة جزائريين و”بارون” مغربي هارب، في محاولة إغراق التراب الوطني بكمية 119 كلغ من الكيف المعالج قادمة من مناطق التماس الحدودية بغرب البلاد إلى أقصى الشرق الجزائري مرورا على وهران، وتوقيف كامل العناصر من قبل أفراد الأمن الداخلي للناحية العسكرية الثانية في وهران، هناك قضية خطيرة للغاية تتعلق برئيس فريق لكرة القدم بغرب البلاد، تلاحقه، بمعية تسعة أشخاص آخرين، تهما جنائية خطيرة تخص إنشاء شبكة دولية منظمة عابرة للحدود لغرض التهريب الدولي للمخدرات، تخزين ونقل المخدرات، الإثراء غير المشروع، تبييض الأموال في أنشطة غير مشروعة، تنظيم وتسيير شبكة إجرامية، تبييض العائدات الناتجة عن الاتجار بالمخدرات، الإثراء غير المشروع، مخالفة تنظيم النقد والصرف فيما يخص حركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.
وكانت المصالح الأمنية في وهران، أوقفت، في مستهل شهر سبتمبر الماضي، أحد شركاء هذا “البارون” الكبير الموقوف، في ظل توارد أخبار عن تورط الشريك الذي كان موضوع رقابة قضائية، في تهريب واستيراد الأقراص الطبية المخدرة.
ومن المنتظر جدا أن تخطف قضية رئيس فريق كرة القدم الأنظار في الأيام الأولى من انطلاق الدورة الجنائية الابتدائية، لكونها قضية على درجة عالية من الخطورة، تخص أخطر تشكيل إجرامي دولي تورط في الإتجار الدولي في المخدرات الصلبة “كوكايين” والاستيراد غير الشرعي لذات السموم خطيرة التأثير، القادمة من الخارج، إضافة إلى نقل وتوزيع وتنظيم نشاط دولي يخص الإتجار في الكيف المعالج.
ومعلوم أن قضية الحال التي يتابع فيها المتهم الرئيس وصفت بـ”القضية الخطيرة جدا”، لخطورة التهم التي تلاحق المتهمين وكمية المحجوزات الهامة التي ضبطت بحوزة الأشخاص العشرة، بحيث كللت التحقيقات، التي دامت أكثر من أسبوع منذ توقيف المتهم الرئيس، بتوقيف باقي شركائه المفترضين في عدد من الولايات عن طريق تمديد الاختصاص الأمني تحت إشراف النيابة العامة في وهران.
وذكرت الأبحاث القضائية النوعية، أن المتهم تم إيقافه فور عودته من سفرية أوروبية وبالتحديد باريس، حيث تم القبض عليه بمطار “هواري بومدين” الدولي في الجزائر العاصمة بموجب تسخيرة قضائية، سمحت بتمديد الاختصاص الإقليمي، وأسفرت العملية عن توقيفه بتاريخ 2 ديسمبر في إجراء أولي، ليتم إخضاع المتهم، فور نقله إلى مبنى مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية وهران، إلى تحقيق على درجة عالية من التركيز، حول مصدر الشحنة القليلة التي تم حجزها بحوزة أحد أقربائه في وهران، هذا الأخير أدلى أن رئيس النادي الكروي وراء ذلك وأنه يتاجر في السموم منذ مدة غير معلومة.

محجوزات بالملايير
الفريق المحقق الذي أخضع المتهم الرئيس إلى تحقيق معمّق، توصل إلى حجز هاتفين ذكيين يعودان إلى العقل المدبّر للشبكة الدولية في الإتجار في “الكوكايين”، وبحسب مصادر عليمة، فإن التحقيق أشرف عليه ضباط لهم باع واسع في التحقيقات الجنائية المرتبطة بتفكيك الشبكات الإجرامية الدولية المنظمة العابرة للحدود، وكللت الأبحاث بالحصول على إفادات هامة ساعدت الفريق المحقق على الوصول إلى شركاء آخرين بعد 48 ساعة من توقيف المتهم الرئيس، إذ تم توقيف خمسة من معاونيه في وهران كعملية أولية، وبعد توسيع التحقيق مع باقي الشركاء، أدلى هؤلاء باعترافات دقيقة تم على إثرها توقيف أربعة أفراد آخرين، ليصبح العدد الإجمالي للموقوفين 10 أفراد من ضمنهم المتهم الرئيس.
وسمحت التحقيقات المنجزة بحجز 9.5 كيلوغرامات و60 غراما من المخدرات الصلبة “كوكايين” معبأة داخل أكياس صغيرة موزونة ومعدة للتسويق، و72 كلغ من راتج القنب الهندي “مخدرات” و15 هاتفا نقالا، ميزان خاص بتجارة المجوهرات، ومبلغ 97.5 مليون سنتيم يشكّل عائدات الإتجار في الكيف المعالج، 6 مركبات منها ما هو مجهّز بمخابئ سرية في هياكلها، تستعمل في النقل والتوزيع، بحيث قدّرت حصيلة المحجوزات بعديد الملايير.