-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كأس عالم أم بطولة بين الأحياء؟

ياسين معلومي
  • 2060
  • 0
كأس عالم أم بطولة بين الأحياء؟

أياما قليلة، ويسدل الستار على النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم بقطر، ولا تزال الأصداء تؤكد نجاح العرس العالمي، بداية من قادة الدول العربية والدولية وكبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية والرياضية والجماهير القادمة من شتى أنحاء العالم، وحتى من البلدان التي انتقدت اختيار هذا البلد العربي ليحتضن أحسن وأغنى منافسة كروية في المعمورة، مؤكدين ودون استثناء أن هذه التظاهرة العالمية ستدخل التاريخ من بابه الواسع وتبقى راسخة في أذهان كل الذين تواجدوا في قطر، سواء في الملاعب أم في الساحات الكبيرة التي تزينت بألوان المنتخبات المشاركة وأعلام منتخبات لم يسعفها الحظ في التأهل، من بينها الجزائر التي أظهر كل أنصارها ومحبيها أنهم كانوا يأملون في التواجد بقطر لولا بعض المتربصين بكرتنا، والذين عملوا المستحيل لإقصائنا وإخراجنا من عرس كنا نستحق التواجد فيه، لكن كرة القدم أرادت عكس ذلك وتركتنا نفكر بجدية كبيرة لنكون في المونديال القادم سنة 2026 الذي سيُجرى في ثلاث دول، وهي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وعليهم جميعا العمل من اليوم إذا أرادوا تحقيق نصف ما حققه القطريون الذين رفعوا السقف عاليا ويصعب على من يأتي بعدهم أن يصل إلى مستواهم الحقيقي.

وبالحديث عن مونديال 2026 الذي سيقام بـ48 دولة بدلا من 32، فإن الجميع يتنبأ بأن هذه المنافسة ستفقد دون شك بريقها وستخلق العديد من المشاكل بين عديد الهيئات الدولية والفرق، فهل يُعقل أن تُلعب منافسة بحجم كأس العالم بـ12 مجموعة من أربعة فرق هو الشكل المفضل الآن بين الذين يديرون دواليب “الفيفا”؟ فهذا النمط من البطولة يزيد حتما من عدد المباريات ويعني أيضا المزيد من الدولارات من حقوق البث التلفزيوني، فلا نظن أنّ إجراء 104 مباراة مقارنة بـ64 مباراة في كأس العالم في قطر، ويستغرق 35 يوما على الأقل مقارنة بـ29 يوما لهذه البطولة و32 يوما في روسيا 2018، يرفع من مستوى كرة القدم العالمية، بل يعيدنا إلى عهد سابق حين كانت منتخباتٌ تفوز على أخرى بفارق يفوق سبعة أهداف أو ثمانية، كما أن هناك نمطا آخر قد يعيدنا إلى التلاعب بنتائج اللقاءات مثلما حدث سنة 1982، حين اتفق الألمان والنمساويون على إقصاء المنتخب الجزائري، والإقرار بعدها بأن كل المباريات تُلعب في وقت واحد، وهو تشكيل مجموعات من ثلاثة فرق لأن اليوم الأخير من المباراة لن يشارك فيه أحدُ الفريقين، مما يزيد من خطورة أن يتوصل الفريقان الآخران إلى نتيجةٍ تناسبهما معا.

أحد الفاعلين في الشأن الرياضي اعتبر أن كأس العالم بـ48 منتخبا ستتحول إلى منافسة “ما بين الأحياء”، وليس “مونديالا” بأحسن المنتخبات العالمية وتجعلها أسوأ مما نتصور إذ سينخفض المستوى وتصبح أكثر فوضوية، حيث سيتأهل رُبع المنتخبات المشكّلة للفيفا لنهائيات كأس العالم التي أصبح مسؤولوها الذين يفضِّلون المال حتى على حساب المتعة والفرجة كالتي نشاهدها هذه الأيام في أحسن مونديال في التاريخ.. وحتى أحد اللاعبين الدوليين الجزائريين الذين شاركوا في مونديال إسبانيا سنة 1982، قال إن إفريقيا كانت ممثلة في السابق بمنتخبين فقط وهما الأحسن وكانا يحققان نتائج إيجابية، واليوم، مع هذه الزيادة في عدد المنتخبات، فأنا متأكد من كون البطولة الإنجليزية مثلا تصبح أحسن من المونديال، لأن القاعدة تقول إن المنافسة الكبيرة يشارك فيها الكبار وبكبار اللاعبين وليس اللعب من أجل المال، لأن ذلك يفقد الكرة حلاوتها.. فهل الفيفا اليوم ورئيسها أنفانتينو يفكرون في مستوى ومستقبل الكرة؟ لا نظن ذلك، لأنهم لا يبحثون إلا عن المزيد من المال على حساب الفرجة التي كان يصنعها اللاعبون الكبار فوق الميدان.. الكرة عند أعضاء الجمعية العامة للفيفا الذين من المنتظر أن يعيدوا النظر في قرارات تهدم الكرة أكثر مما تنفعها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!