كتاب توثيقي عن حياة أحمد بن عيسى في أربعينيته

أطلق السينمائي جمال محمدي مبادرة إصدار كتاب عن فقيد السينما الجزائرية الفنان القدير أحمد بن عيسى، حيث وجّه محمدي نداء لكل رفقاء الراحل وأصدقائه وكل من يمكنه توفير مادة مكتوبة أو مصوّرة بإمكانها تقديم إضاءة على مسار واحد من القامات السينمائية للبلاد.

وقال محمدي إن مبادرته هذه تأتي “تكريما لروح أحمد بن عيسى الذي يعتبر هرما وأيقونة المشهد السينمائي والمسرحي الجزائري الذي امتد عطاؤه لأكثر من نصف قرن، وهي ترمي إلى تخليد مسار وحياة هذا الفنان الذي سكن قلوب الجزائريين حتى أضحى أسطورة فنية ملأت الشاشتين والمسارح بداية من منتصف الستينيات إلى غاية رحيله”. وأوضح صاحب المبادرة قائلا: “ولاشك أن الجمهور يحتفظ بذاكرته لأحمد بن عيسى منذ وقوفه مع عمالقة المسرح أمثال كاتب ياسين، وباشطارزي، وعلال المحب وغيرهم”، وقد تعلق الجمهور الجزائري أكثر به منذ ظهوره في فيلم “كحلة وبيضاء” لعبد الرحمان بوقرموح وفيلم “الشيخ بوعمامة” لبن عمر بختي، و”خارجون عن القانون” لرشيد بوشارب، وحتى في كليب “أيام” لمؤنس خمار، وغيرها من الأفلام التي ظهر فيها بن عيسى حتى أنه حقق الرقم القياسي في مشاركاته الفنية على مدار الأربعين عاما الأخيرة، ما يؤهله لأن يكرّم ويخلد بمجسم في ساحة بورسعيد إلى جانب رفقائه من المسرحيين الكبار على غرار باشطارزي، وعلولة، ومجوبي، وغيرهم”.

واعتبر المتحدث أن الكتاب الذي هو بصدد الاشتغال عليه ربما يكون “بداية لتكريم هذه الأيقونة حتى لا يلفها النسيان”، وأوضح أنه “لمست استعدادا لدى دار نشر عمومية ستتكفل بطبع الكتاب ليكون جاهزا في أربعينية الفقيد”.

ويرمي الكتاب، حسب القائم عليه، إلى “حفظ ذاكرة واحد من القامات الفنية وتذكير الأجيال بمسار وحياة هذا الفنان الجزائري الأصيل والوجه السينمائي والمسرحي صاحب الكاريزما الفنية والحضور الدائم في جل الإعمال السينمائية والتلفزيونية الكبيرة إلى اليوم، وبذلك يعتبر أحمد بن عيسى ذاكرة فنية تؤرخ لمراحل ذهبية للتجربة الفنية الجزائرية على مدار ما يقارب الستين عاما حقق فيها المرحوم أحمد بن عيسى الرقم القياسي في الأفلام التي صورها والتي تفوق المائة وعشرين فيلم ، وعشرات المسرحيات التي أخرجها أو أدى فيها أدوارا كممثل”.

ومن جهة أخرى، قال جمال محمدي إنه لمس “استجابة فورية حال إعلانه عن إطلاق مبادرة جمع مادة الكتاب عبر الوسائط الاجتماعية جاءت، بالدرجة الأولى من معجبين في مجموعة السينما الجزائرية التي يديرها والذين راسلوه على الخاص عندما كتب موضوعا رثائيا للفقيد، وطلبوا منه تأليف كتاب عن تجربة ومسار هذا الفنان الذي ملك قلوبنا لعشرات السنين”، وقال محمدي إنه “بدأ فعلا في اتصالات مع من عرفوه وكانت لهم معه أعمال سواء مسرحية أو سينمائية، وقد أبدوا استعدادهم للمساهمة في هذا المؤلف بما يملكونه من صور، ومعلومات، وحتى نوادر يحتفظون بها عن المرحوم أحمد بن عيسى فضلا عن المادة المتوفرة التي ما علينا سوى جمعها وترتيب موضوعاتها أو إعادة استحضار بعض المعلومات ونقاط الظل في حياة بن عيسى الحافلة منذ ولادته بندرومة، وسيدي بلعباس، وتنقلاته بين الجزائر وباريس إلى غاية رحيله”.