-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زيادة في الأسعار بنسبة 40 بالمائة

“كسوة العيد” تنعش أسواق الملابس أياما قبل رمضان!

وهيبة. س
  • 743
  • 0
“كسوة العيد” تنعش أسواق الملابس أياما قبل رمضان!
أرشيف

يفضل الكثير من الجزائريين، شراء كسوة العيد خلال شهر شعبان، حيث اعتادت العائلات على اقتناء هذه الكسوة قبل حلول رمضان، تخوفا من ارتفاع الأسعار والندرة في الألبسة المناسبة في أيام شهر الصيام الأخيرة، وكما أن عبء رحلة البحث عما يناسب أبناءهم ويرضيهم من الملابس عشية العيد قد يلهيهم عن التحضير لهذه المناسبة، ويتعبهم وهم صائمون.
وتشهد خلال هذه الأيام، أسواق الملابس انتعاشا ملحوظا وحركية ملفتة للانتباه، حيث تسابقت بعض المحلات والمراكز التجارية على عرض سلع مستوردة وأخرى محلية، فيما تميزت المواقع التجارية الالكترونية، بالترويج لملابس الأطفال، خاصة ذات الصنع التركي والصيني.
وخلال جولة قادت “الشروق”، إلى محلات بيع الألبسة في المناطق الشعبية والراقية بالعاصمة، للوقوف على طبيعة واختلاف الإقبال على هذه المحلات من طرف العائلات، تبين التسابق نحو اقتناء كسوة العيد، حيث شهدت ألبسة الأطفال والنساء حركية تجارية اختلفت عن أيام سابقة.
وبينما انتهز تجار ألبسة فرصة تسويق بعض السلع الشتوية بأسعار “التخفيض”، تخوفا من تكدسها، مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، فإن بعضهم لم يتمكنوا من توفير ألبسة تبحث عنها العائلات ولا المقاييس المناسبة لبعض الأطفال والمراهقين والنساء.
وفي بعض محلات باش جراح وحسين داي، أين تتوفر بعض ألبسة ذات صنع صيني وتركي بأسعار اقل من تلك التي تباع في أحياء راقية، عبرت بعض السيدات اللاتي كن مع أولادهن لـ”الشروق”، عن تذمرهن من نقص في ألبسة الأطفال وعدم تنوعها وندرة بعض المقاييس المناسبة للأعمار، حيث قالت سيدة أربعينية “إننا فكرنا في أن نسبق في شراء كسوة العيد، وننتهز الفرصة قبل ارتفاع الأسعار والندرة خلال رمضان، فاصطدمنا بواقع مختلف”.
وفي ظل غلاء الألبسة وندرتها في بعض المحلات والخاصة الواقعة في الأحياء الشعبية مثل حسين داي وباش جراح والحراش وبلوزداد، فضلت بعض العائلات الأسواق الكبيرة والمغطاة والمراكز التجارية، لعلها تجد ما تبحث عنه، إلا أن حسب جولتنا في سوق الجرف بباب الزوار والمركز التجاري حمزة بباش جراح، وفي محلات بن عمار بالقبة، لا يكاد من ينوي شراء كسوة العيد يجد ما يليق به، خاصة مع تقليص استيراد الألبسة.
وقال كهل كان رفقة ابنه، يقلب ألبسة داخل سلة كبيرة في سوق الجرف “دبي” بباب الزوار، وهي ملابس مخفضة السعر، ولا تتناسب في الكثير من الأحيان مع الفترة الزمنية لوقت بيعها “إن كسوة العيد تكلفنا مبلغا لا نقدر على دفعه، فعلينا أن نكتفي بقطعة ملابس سروال أو قميص لنضيفه إلى الكسوة القديمة”.
وفي محلات بيع ألبسة مستوردة راقية، من تركيا ودول اروربية، تواجدت بعض العائلات الميسورة، ولكن في جميع الأحوال، كان هؤلاء يخرجون من هذه المحلات وهم مصدومون من أسعار لا تقل عن 5 آلاف دينار جزائري في الغالب، فبعض السيدات يدفعن 2 مليون سنتيم أو أكثر لشراء فستان يكون قد أسر إعجابهن به، فقررن المغامرة بما يعادل راتبا شهريا.
وعلى العموم، وحسب جولتنا، الاستطلاعية، فالغلاء والندرة ثنائية لم تسلم منها العائلات رغم استباقها الزمن والتفكير في شراء كسوة العيد بشهر أو نصف قبل حلول رمضان، فقد أكد أب لـ3 أطفال أن هذه الكسوة كلفته 6 ملايين سنتيم، رغم أنها لم تكن في مستوى رضا أولاده.
مساع لتحقيق الجودة في الملابس المحلية
أكد عبد الحميد عاشور، تاجر ألبسة وصاحب ورشة خياطة وعضو المنظمة الوطنية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، أن أسعار الملابس عرفت ارتفاعا في السوق الأوروبية، وبعد أن كان تاجر للجملة في الجزائر يربح فائدة بنسبة 25 بالمائة أصبح يكتفي بـ15 بالمائة فقط قصد تسويق منتجه، بينما تصل الزيادات عند بائعي التجزئة إلى 45 بالمائة، وتتراجع خلال مرحلة عدم إقبال الزبائن على الشراء إلى 20 بالمائة.
وعن الألبسة ذات الصنع المحلي، أوضح عبد الحميد عاشور، أن المواد الأولية لإنتاجها تستورد من الخارج وقد ارتفع سعرها في السوق العالمية، ورغم ذلك فإن ورشات الخياطة لا تربح إلا فائدة تتراوح بين 200دج و250دج عن اللباس الواحد.
وبدوره أكد يعقوب بادوين، رئيس لجنة الخياطة التابعة للمنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، أن المنتج المحلي للألبسة، يمثل اليوم نسبة 50 بالمائة في السوق الجزائرية بعد تقليص الاستيراد، ولكن يسعى أصحاب المصانع وورشات الخياطة، إلى تحقيق الجودة في الإنتاج بنسبة 90 بالمائة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، حاج الطاهر بولنوار، لـ”الشروق”، أن مرحلة ما قبل شهر رمضان تشهد ارتفاعا في الطلب على الألبسة، فمع تقليص استيراد هذه الأخيرة من الخارج، تراجع العرض، وزادت الأسعار بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، علما أن مخزون الألبسة القديمة التي تكدست بسبب مرحلة كورونا لم يتبق منها إلا كمية قليلة جدا.
وأكد بولنوار، أن المنتج المحلي لا يزال يمثل نسبة ضئيلة مقارنة بالمستورد، حيث دعا ورشات الخياطة والمصانع المحلية إلى ضرورة تنويع تصميم وخياطة الألبسة، لحل مشكل غلاء الملابس، وقال إن الكثير من الأطفال والشباب يفضلون شراء “الماركة” من كسوة العيد، لكن اغلبها يأتي من الخارج عن طريق”الكابة” ما يجعل أسعارها نارا.

أصحاب “الكابة” يستغلون الندرة
ومن جهته، توقع رئيس المنتدى الجزائري للتصدير والاستيراد والتجارة الخارجية، محمد حساني، في تصريح لـ”الشروق”، ارتفاعا جنونيا في القماش ولوازم الخياطة، في ظل تقليص استيراد الملابس، وقال إن بعض ورشات الخياطة تحاول أن تفرض نفسها، ولكنها لا ترتقي إلى ألبسة عصرية، وتلقى رغبة المستهلك الجزائري.
وقال إن سعر الملابس مع مرحلة اقتناء كسوة العيد، ليس في متناول المواطن البسيط، حيث أن أصحاب “الكابة”، يربحون مع تواجد فئة واسعة من الشباب تتبع الموضة، ولديها هوس بالألبسة، في حين أن الكثير من العائلات عجزت حسبه، عن شراء هذه الكسوة لأبنائها، حيث دعا إلى مراجعة استيراد الملابس ولوازم الخياطة، خاصة أن الإنتاج المحلي لا يزال بعيدا عن تحقيق حاجة السوق.

“الصولد” والأسواق الجوارية لكسر الأسعار
وتسعى وزارة التجارة عشية رمضان، إلى كسر أسعار الملابس من خلال البيع بالتخفيضات، والتي تكون من خلال أسواق جوارية، ومعارض عبر بعض الولايات الكبرى، حيث أكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، أن مرحلة “الصولد” في الملابس ستكون مع اقتراب العيد، داعيا إلى زيادة عدد الأسواق الجوارية لمثل هذه السلع لرفع الغبن عن المواطنين.
ومن جهته، قال عبد الحميد عاشور تاجر ألبسة وصاحب ورشة خياطة وعضو المنظمة الوطنية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، إن الاتفاق يتم من الآن مع بالتنسيق مع “صافاكس” ووزارة التجارة، لتنظيم معرض الألبسة بقصر المعارض إلى جانب مواد استهلاكية أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!