كعكات المناسبة في الجزائر.. من قالب ألف دينار إلى قوالب بخمسة ملايين

في عالم سطحي تحكمه المظاهر، لم يعد الاحتفال موعدا للفرح والمرح والابتهاج اللامشروط، بل فرصة سانحة للتباهي والتفاخر بالماديات.. كل التفاصيل مدروسة كي يعلم الجميع أننا “هاي كلاس” و”لاباس بينا”، عيد الميلاد أو الخطوبة أو احتفال الباك والختان، صارت مواعيد لتقسيم الكعكة، ولكن ليست أي كعكة، لنقل إنها كعكة خاصة تساوي راتب عامل يتقاضى “السميغ”. الشروق العربي، تدعوكم إلى حفلات، التورتة فيها أغلى من الهدايا.

تجارة المناسبات صارت مصدر رزق للكثير من الجزائريين من الديكور بالذهب والورود إلى المملحات من ثلاثة أنواع إلى الحلويات المصممة بحسب ثيمة أو موضوع معين كالكبكايك والأسكيمو، وفي الأخير، الكعكة التي سيتذوقها المدعوون بالدعوات أو من دونها.

السوشيال ميديا قد تكون وراء هذه الموضة الرائجة جدا في حفلاتنا العائلية. وهذا بسبب المؤثرين والمؤثرات ومشاهير الغناء والتلفزيون، الذين ينشرون صور أعيادهم بديكورات فخمة وكعكات بطوابق عليها الاسم والصورة، قد تحمل شموعا وألعابا نارية أو نوالات المولد النبوي الشريف.

كعكات أعياد الميلاد الخاصة بالأطفال هي الأكثر طلبا، وتختلف بين الأولاد والبنات.. من مواضيعها توم وجيري وسبايدرمان وسوبرمان وماريو وبن تان وهاري بوتر للذكور، على سبيل الذكر لا الحصر، وباربي وهيلوكيتي وفروزن وماشا والزهور والفراشات، وغيرها من المواضيع التي تراها البنات “كيوت”.

باطة باتيسري وباقة ورد

زمن الكعكة بألف دينار التي تشترى في ذات اليوم مع باقة الورد قد ولى، فالآن يجب أن تتقدم بطلبيتك أسابيع قبل الموعد، لكي”تصحلك” كعكة خاصة متقنة الصنع لذيذة وفيها حس إبداعي وتقليد جيد للموضوع، قد يقارن صانعو الحلوى بالنحاتين رودان ومايكل أنجلو، لقدرتهم على تنفيذ الفكرة المطلوبة بأشكالها وبألوانها الصحيحة. كعكات الكبار تختلف كثيرا.. فبالنسبة للرجال، الكعكة عادة ما تكون بسيطة بألوان رجالية مثل الأسود والرمادي والأبيض والأزرق. أما للنساء، فاسرح بمخيلتك ولا تخش لومة لائم، الثيمات جميلة تمزج الورود والنقوش الذهبية، وكأنها قطعة

كاراكو.. وأحيانا ينحت صانعو الحلوى من عجينتهم بعض الإكسسوارات، مثل أحمر شفاه وعطر أو اسم شانيل أو غوتشي، بينما بعضهن يفضلن التيجان واللآلئ وكل ما يبرق. حفلات التخرج لها طقوسها أيضا والكعكة بثيمة الوظيفة، ليست غائبة عن قائمة الكعكات الأكثر طلبا، يمكن طلب كعكة طبية أو للمحاماة أو الطيران أو التعليم، كما يمكن تهنئة الطلاب بكعكة خاصة بالباك أو شهادة التعليم الأساسي والمتوسط. للعمرة والحج نصيب أيضا من التحلية بكعكات خاصة، بتفاصيل إسلامية، كالمسجد والسجادة والمسبحة.

قد يكون كل ما تقدم فاتنا ولذيذا، لكن ماذا عن أسعار هذه التحف الفنية الصالحة للأكل، يختلف السعر بحسب الشاف.. فهناك المحترف الذي قد يصل ثمن الكعكة عنده إلى خمسة ملايين أو أكثر، خاصة كعكات الخطوبة والزواج، كعكات أعياد الصغار، قد تترواح ما بين 10 آلاف إلى 25 ألف دينار، بحسب درجة الإتقان.. لكن، هناك من قد يقترح عليك بسعر أقل، بتنفيذ مقبول وبنة خرافية. وفي الأخير، حين تشبع العين من النظر يبقى القرار الأخير لحاسة التذوق، فليس من اللائق أن يقال كعكة جميلة ولكن البنة “والو”.