-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلكم جمعية العلماء…

كلكم جمعية العلماء…

وتلك حقيقة ثابتة، لا يجادل فيها إلا منبت، منسلب الإرادة، أو عميل خائن لمقومات الوطنية والسيادة، ذلك أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين القديمة والجديدة، تقوم على نفس الثوابت الداعمة للبناء الوطني الصحيح، والحامية لمشروع الاستقلال الصريح، وهي في هذا الخط لا تزال وفية للقرآن الفصيح، والحديث النبوي الذي يدعمه العقل المليح والفهم الفسيح.

فجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قديماً حاربت كل أنواع الرجس، من شياطين الجن والإنس، فطردتهم من الأنفس والعقول، وهي اليوم تطارد الأرجاس الدخلاء، الذين يفسدون في الشعب ولا يصلحون.

إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، اليوم الوفية للسلف الصالح، تقف بالمرصاد لكل ما هو تالف وطالح، فهي على نهج علمائها الأولين تقف بالمرصاد للمنسلين والمغزوين، باسم الوفاء لرسالتها التي هي تحرير العقول من الاتباعية بالوعي، وتجنيد العلماء، والعمال، لإنهاض الأمة بالسعي، وتنبيه الغافلين، لليقظة بحرية الرأي.

ولهذه المهمة النبيلة، كان لجمعية العلماء القديمة والجديدة، أضداد متعددي الانتماء، متنوّعي القناعة والاقتداء، لا يجمعهم إلا معاداة الجمعية، فهم يلوون ألسنتهم بسبها، ويتنافسون في التشنيع على قادتها، بالرغم من قصور أذنابهم، ونجاسة أنسابهم، وهشاشة أربابهم.

فهل إذا ذدنا عن ثوابت الأمة، لحمايتها من الذوبان في كيان الغير، يوصف خطابنا باللغط؟ إنه –والله- لأكبر غلط.

وهل إذا دافعنا عن المدارس القرآنية، وطالبنا بعدم إخراجها من أحضان الأمّة، وإبعادها عن أي إصلاح مشوه، يوصف منهجنا، بالمقدمة لخطاب الفتنة.. ألا في الفتنة سقطوا، وإنها –والله- للفتنة الكبرى.

أليس من الفتنة أن تقع محاولة إحلال الدارجة الجزائرية الهجينة، محل العربية الفصحى المتينة، التي توحدنا على أساس، وتربطنا بالقرآن والإسلام، لتبعدنا عن الوسواس الخناس؟

إنه ليؤلمنا، أن يلتقي من كنا نعدهم من الأخيار، بالناقمين على جمعية العلماء من العملاء، والدخلاء، والجبناء، والسفهاء، فيعيبون –مجتمعين- على جمعية العلماء دعوتها إلى الانتماء الأصيل لهذا الوطن، وإلى الكشف عن الوجه العربي الإسلامي الصحيح للوطن والمواطن.

إنه ليحز في قلوبنا –حقا- أن ينبرى من بين صفوفنا، من فقد كل أدب واحترام للعلم والعلماء، فيصف علماء الجمعية بالعصابة، وينفي عن الجزائر وجود علماء فيها، وما أولئك بالمنصفين.

لقد أدبنا الإسلام فأحسن تأديبنا، وربانا الوطن، فأحسن تربيتنا، ومما تربينا عليه ضرورة احترام المواطن، لأخيه المواطن، والمسلم لأخيه المسلم، والعامي للعالم، حتى وإن اختلف معه، قناعة، وتوجها، ولكن فقد البعض منا، كل معنى للإسلام، والوطنية، والأخلاق، فأصبح يكيل التهم جزافا، ظلما وبغيا لعلماء الأمة، وما ظلمناهم، ولكن كانوا هم الظالمين.

كنا نتوقع من كل مواطن، وكل مواطنة، بغض النظر عن قناعته، وانتمائه، أن يضع على جبين جمعية العلماء وسام الفخار والاستحقاق، لأنها منذ نشأتها الأولى، وهي تعمل على ستر عورات شعبنا بالقيم والأخلاق، وعلى تغذية القلوب والعقول بالوازع الديني، والمقوم اللساني، والمحصن الوطني، ولكن ما راعنا إلا كفر العشير، والتنكر للمسير.

ولو كان، الناقمون علينا، يملكون مثقال ذرة من الإنصاف، والموضوعية، لأنصفونا عندما يلاحظون استبسالنا، في سبيل حماية لغتنا من الغزو، وعقيدتنا من التطرف، وأخلاقنا من العنف والمجون، وبدل أن يناصبونا العداء، يساندوننا ولو بالكلمة الطيبة، في مجابهتنا لمختلف الآفات الاجتماعية والأخلاقية والدينية، التي تعاني منها الأمة.. لقد قادنا هذا الموقف المتنكر، والمتخاذل، من البعض إلى حقيقة مؤلمة ومرة، هي أن بعض الناس لا يحلو لهم الصيد إلا في الماء العكر، وأن ما يحملونه بين جنبهم من حقد وكراهية لإنصار القيم الصحيحة، يدفعهم إلى نصب الأحابيل، ووضع المكائد، لأنهم يؤمنون بأن وجودهم لا يتم إلا بانعدام حماة القيم في هذا الوطن، وفي مقدمتهم جمعية العلماء.

ما ضر هؤلاء وأمثالهم، لو أنهم فاءوا إلى رشد الجمعية، فساندوها، باللسان أو العلم، أو العمل، لإنجاح رسالتها في صيانة الوطن من عبث العابثين، وانتحال المبطلين، وقديماً قال الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:

وطن يُباع ويشترى      وتصيح فليحيى الوطن

لو كنت تبغي حقه      لبدلت من دمك الثمن

ولقمت تندب حظه     لو كنت من أهل الفطن

 

فيا بني قومنا!

هلا راجعتم أنفسكم، ومواقفكم! وهلا تبتم من غيكم، وضلالكم، وعدتم إلى الحضن الوطني الدافئ الذي يحمينا جميعاً، ويحصننا من الضياع والذوبان؟

فكلكم –بالقوة والفعل- جمعية العلماء إلا من أبى، ابتداء من الغني والوزير، وانتهاء بالشعبي والفقير.

ولا يأبى الانتماء إلى جمعية العلماء إلا عالِم موتور، أو سياسي مأمور، أو إعلاميّ مأجور، أو مثقف منخور، أو عامي مغدور.

أما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فليعلم الجميع، أنها ستظل الحارس الأمين للقيم الدينية والخلقية، والمبادئ الوطنية والإنسانية، فمن آمن بهذه القيم وهذه المبادئ، فهو أخونا في الوطن والوطنية، ورفيق لنا في درب الإنسان والإنسانية، ومن أتى علينا، وعلى نفسه ذلك، فليدرك أننا ثابتون إن شاء الله على هذه الثوابت، وسنظل نقدم النهج للحاكم والمحكوم معاً، وللضال والمهتدي معاً، فقد وضعنا الله والوطن في هذا الصراط المستقيم، وسنظل –إن شاء الله- سائرين على هذا الخط، لن يثنينا كيد الكائدين، ولا عبث العابثين، رائدنا في ذلك قول الله تعالى: “إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” [سورة الأعراف/ الآية 128]، “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ” [سورة الشعراء/ الآية 227].

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • ابوحذيفة التقرتي

    يقول الدكتور (ولا يأبى الانتماء إلى جمعية العلماء إلا عالِم موتور، أو سياسي مأمور، أو إعلاميّ مأجور، أو مثقف منخور، أو عامي مغدور.) هذا الكلام حقيقة غير سوي اذا كان يعني الانتماء الحركي و الجمعوي يعني الجمعية الحالية هي الاسلام و الاسلام هي الجمعية هذه تماما ما يقوله الاخوان المسلمون, الاسلام هو الاخوان و الاخوان هو الاسلام ,اقولها صراحة لم يبقى من جمعية ابن باديس و العقبي و .... الا الاسم فغيروه رجاءا

  • عبد الناصر

    الثبات الثبات والمحافظة على النهج الاصلاحي البديسي والله المستعان وعلي التكلان سبحانه عز وجل والصلاة والسلام على خاتم الانبياء و المرسلين.

  • بدون اسم

    بل هو حر عبر عن رايه بما يراه
    الامزيغية هي اللغة في الاصل
    كيف تريدون ارغامنا بقبول العربية
    وتقلبون التاريخ راس على عقب
    نحن مسلمون امزيغ وهذه ارضنا
    كرامتنا في لغتنا واصلنا
    الامازيغ اشرف من العرب والعرب شرفاء في اوطانهم
    كانكم تخافون عن الاسلام من فئة ما ,لاكن الاسلام لا يقبل ان
    يدافع عنه المنافقون والدجالوم في بداية ضهوره اول شيئ حاربه
    هو الباطل

  • و ما عسانا أن نقول إذا كان

    تحضرني الكلمات التي قرأتها في أحد المحلات، و التي تلخص ما قاله الأستاذ.....
    نجمع م لا نفرق، نوحد و لا نشتت، نبصر و لا نكفر، نيسر و لا نعسر، نبشر و لا ننفر، نصبر و نتدبر و لا نتهور ؟؟؟ بارك الله فيكم يا أبناء الجمعية، و يا أبناء ابن باديس، بكم ومعكم نقضي على التطرف، بكم و معكم نقضي على التعصب، بكم ومعكم نقضي على الفتنة، بكم ومعكم نقضي على الفساد، بكم ومعكم نقضي على الظلم، بكم ومعكم نقضي الفساد، بكم ومعكم نقضي على الانحراف عن المسار، بكم ومعكم نقضي على العبث و الاستهتار؟؟ جمعية العلماء هي الدواء

  • الخلاط الجلاط _تحياالدزايربلادي

    حوحو يشكر روحوا
    الذين يصدعون بالحق في كل حين ولا يخشون في الله لومة لائم لايسمح لهم حتى بالصلاة في الجماعة أو الجمعة وقد علمنا أن من تداولوا على رئاسة الجمعية ماتوا تحت الاقامة الجبرية فكيف بك تصول وتجول وتدعي أنك ثابت على الحق لاتتزعزع فهل انت بارع في المدارات أم أنك مرشد الموالات مكلف بمهمات؟

  • عزالدين

    الشعراء يقولون ما لا يفعلون في كل واد يهيمون يتبعم الغواوون

  • عزالدين

    مدارس لتعليم القران كما في السابق و الجنوب حاليا نعم و مرحبا
    خلايا للتحزب و التخريب باسم السلفية او الوهابية او الاخوانية او اوا....او..........او....لا لا لا لا ثم لا الدولة الجزائرية و وزارة التربية و وزارة الشووؤن الدينية بالمرصاد لكم يا.......

  • benkredda mohammed

    كثير من علماء الجزائر لم ينتموا للجمعية ولم ينقص ذلك شيء من قدرهم ولامن قدرها ’فلو انصفت لما وصفتهم بالموتورين والماموين والماجورين

  • عبد الله

    إذا أراد الدكتور قسوم أن يقتنع بنزاهته ونزاه جمعيته، فلينشر التقرير الأدبي والمالي للجمعية خلال السنوات الخمس الأخيرة. نتحداه أن يفعل ذلك دون غش أو تزوير، ثم يسلم نسخة منه لجريدة الشروق لتنشره.

  • بلقاسم

    لا علم لهم ولا هم يحزنون... العلوم الدينية من علوم الله ...وهؤلاء .خلابا. إرهابية يجب على الدولة الحد من نشاطهم....قبل فوات الأوان.....

  • hocheimalhachemi

    لامهادنة مع الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المجرمون؟ ولا تبالي لما يقوله المتنطعون الجاهلون ، الذين يأبون المن والسلوى!! فيطلبون ماتنبت الأرض من ...وقثائها وفومها وعدسها وبصلها....؟ ليستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ...؟!!! اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله!! "فالطيور على أشكالها تقع" وكل اناء بما فيه ينضب "! "ولا ترج سكر من حنظل فالشئ يرجع بالمذاق لأصله" ولا ينكر الجميل والمعروف الا لئيم "ولله عاقبة الأمور

  • قادة

    استنكارك مضلل وحججك واهية وسخيفة فدفاعك عن تعليم الدارجة مقابل محاربة العربية هو عين الدجل والاحتقلر للشعب ولغته الاصلية ومكانتها الطبيعية نعم للشعب ثوابت معروفة لا يعاديها الا الشواد والادناب مهما كانت العناوين التي يختفون وراءها وهي الاسمنت التي ضلت الجدار الواقي لوجوده وصموده

  • وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ...

    شعب الجزائر مسلم
    شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
    مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
    أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
    يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
    خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
    وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
    وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ

  • salim1

    ما أعجبني في المقال الا الأبيات الشعرية للشاعر ابراهيم طوقان ، ولكن عندما تفكرت العشرية السوداء تريثت في الحكم وقلت ربما الشيخ انفعل ويحق له ذلك ، لكن طرق الحل عند العارفين لها سبل ، وبما أني مواطن بسيط لامن أهل الطول والحل والعقد أكتفي وأقول (السكة تحمى من الرأس) ........

  • معسر

    ووزير السكان الذي طل علينا هو أيضا خلال شهر مارس يجبر ويدفع مكتتبي السكن LPP الذي يقارب عددهم 30 ألف إلى التعامل بأحد المهلكات السبع وهي الربــــــــــا لعدم قدرة دفع المكتتب للمبلغ الكامل بالتقريب المتوسط مليار سنتيم أو الاقتراض من الأقارب بالتوجه إلى البنوك وهي أصلا عمومية ويعلل ويعطي الحق له بكلمات من أية قرآنية وهي في الأصل يكلفنا الله بما نقدر عليه ونطيقه وليس العكس وهذا يكون بالدفع الشهري إلى ENPI القائمة والمنجزة للسكنات بالمال العام ويزيد المكتتبين ضغط ونغض وإرهاق والبحث عن تكاليف ملف

  • معسر

    والله نريد أن نسلخ من جلد الربـــــا الذي يريد أن يلبسنا جبرا في السكن الترقوي العمومي وينفي ويحطم أخلاقنا وتربيتنا الدينية الصحيحة التي نشأنا عليها التي تحرم الربا في كتاب الله عزوجل وفي سنة نبينا محمد خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم نريد الدفع الشهري للمؤسسة المنجزة وهي سكنات أنجزت بالمال العام وبواسطة الدولة والبنك المقرض هو مؤسسة عمومية ومالها من المال العام ولا دخل للخواص في هذا المشروع.

  • احمد زواوي

    المدارس القرانية خلايا الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية في الجزائر، وهي اللبنة الاولى للتعليم حتى وان تم بلغة اجنبية اوروبية او اسياوية، وفي ستينيات القرن الماضي كنا كلنا نمر على الكتاتيب القرانية، ويمكن لوزارة الشؤون الدينية والثقافة والتربية المساهمة في عصرنة المناهج بعد اخذ راي القاعدة العريضة وليس التطفل على ما لا يتطفل عليه، اليوم نجد دكاترة اخر زمان وحملة الماستير والماجستير يحررون ابحاثهم- ان صدقنا بانها ابحاث- بلغة ركيكة اكثر من لغتي انا كاتب هذه الكلمات، ولا يفرقون بين النعت والحال..

  • AURES54

    ما هذا التعالي على بعض الجزائريين لا لشيئ الا لانهم يختلفون معكم في الراي
    ومن انتم ومن تكونون لتعطوا لانفسكم حق ارساء الثوابت ورسم خرائط طريق في التفكير للاخرين
    وكيف يحق اهانة شعب كامل في لغته الدراجة لا لشيئ الا لانها منتوج محلي بوصفها هجينة وكان اللغات الاخرى ليست كذلك
    تعملون كل الممكن لسلب الجزاريين اصالتهم الحقيقية وتفكيرهم الحر
    ثم تتباكون لان المشارقة يملؤون الفراغ الذي احدثتموه
    وسلبوكم نجومية لا تستحقونها

  • امام مستقل

    الجمعية حين يتجرد لها المنتمون اليها ظاهرا تستعيد بريقها

  • الجزائرية

    هذا شيخنا الفاضل هو عين الصواب ولا يحتاج لبرهان .