-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن قام بتحضيرات مكثفة في العديد من الدول

كورونا تقضي على آخر أحلام توفيق مخلوفي!

الشروق الرياضي
  • 3357
  • 0
كورونا تقضي على آخر أحلام توفيق مخلوفي!
ح.م
توفيق مخلوفي

عندما فاز اليابانيون بشرف تنظيم الألعاب الأولمبية 2020 منذ قرابة عشر سنوات، بعد صراع مالي وسياسي واقتصادي مع العديد من الدول العظمى، انطلقت الأفراح في طوكيو وغيرها من المدن اليابانية، وصار كل ياباني يتمنى أن لا يموت قبل صيف 2020 من أجل أن يشهد هذا الحدث الكبير، وراهن اليابان على أن يُدهشوا الكرة الأرضية بتنظيم يهز العالم، وصرفوا ملايير الدولارات حتى قيل بأن ما صرفوه قارب الثمانية ملايير من الدولارات وقيل أيضا بأن اليابان سيرفع سقف الروعة في التنظيم إلى درجة ستحرج من سيأتون من بعدهم، وبدأ العد العكسي للعرس الياباني الكبير وما صار اليابانيون يتنفسون سوى الألمبياد في انتظار اليوم الموعود، وحتى في المجتمع الياباني تقلصت الجريمة وحوادث المرور وأصبحت طوكيو المدينة الحلم من حيث النظافة والسلام والهدوء بالنسبة للعالم قبيل الألعاب الأولمبية. وفجأة يهز العالم فيروس غير مرئي فيضرب الجارة الصين ويقتل فيها الآلاف من البشر وينتقل إلى أوروبا ويقتل الآلاف خاصة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا وجميعها بلدان شهدت تنظيم الألعاب الأولمبية في السابق، ويتحوّل حلم الأولبياد إلى كابوس محزن بالنسبة لليابان وصار جميع رياضيي العالم يطالبون بتأجيل الأولمبياد إلى صائفة 2021، بل إن الكثير من الدول ومنها كندا والنرويج أعلنتا مسبقا عن انسحابها من المشاركة إن أصرّت اليابان على تنظيم الأولمبياد، وتبخرت كل أمنيات اليابانيين رغم أن القضية هي تأجيل لمدة سنة واحدة، لأن كل شيء جاهز وانتظار سنة أخرى سيكون طعنة اقتصادية واجتماعية بالنسبة للشعب الياباني الذي أوقف كل نشاطاته وبرمج نفسه على أن يكون صيف 2020 للألعاب الأولمبية فقط.

هناك رياضيون في العالم أمضوا العديد من السنوات في التعب والسهر والبذل من أجل أن يكونوا جاهزين في موعد 2020 ومنهم العداء الجزائري الكبير توفيق مخلوفي، الذي قام بتحضيرات خاصة ومتعبة في فرنسا والقارة الأمريكية وفي قلب القارة السمراء، وكان يقول دائما بأن أولبياد 2020 هو آخر فرصة له لأجل التتويج بآخر ميدالية أولمبية له في المسافة التي اشترت بها الجزائر وهي 1500 مترا، لأن عمره سيبلغ في 19 أفريل القادم 32 سنة، وهو في سن لا يجب أن يزيد عن أشهر أخرى في مسافة 1500 متر التي تتطلب الشباب وأن يكون بطله في العشرينات من العمر، ولكن توفيق مخلوفي قرّر أن يطلق كل طاقته في هذه المسافة ويقوم بسباقات خارقة للعادة حتى يصبح ظاهرة رياضية في تاريخ الجزائر، لأنه الوحيد الذي حصل على ذهبية أولمبياد لندن في سنة 2012 وكان الوحيد في العالم العربي من تُوّج بالذهب وحصل على فضيتين في مسافتي 800 و1500 متر في أولمبياد البرازيل 2016 وبقي حلما بالنسبة له وبالنسبة للجزائريين أن يُنهي مشواره بميدالية في طوكيو 2020 حتى ولو كان معدن الميدالية من البرونز.

من غرائب الرياضة في الجزائر، أن هذا البلد الغني والكبير والصالح لممارسة الرياضة من حيث التضاريس والمناخ، لم يحصل في تاريخه سوى على خمس ميداليات ذهبية فقط في منافسات الألعاب الأولمبية، ومن بين الخمس ذهبيات أربع، تم حصدها في رياضة ألعاب القوى، وجميعها في مسافة 1500 متر، بدءا بحسيبة بولمرقة في برشلونة 1992، وجاء من بعدها نورالدين مرسلي في أطلنطا 1996 ثم تلته نورية بنيدة مراح في سيدني 2000، وانتهاء بتوفيق مخلوفي في لندن 2012، ولا يوجد سوى استثناء واحد من الملاكم الراحل حسين سلطاني، الذي توّج بذهبية أطلنطا في صائفة 1996 أي في السنة التي فاز فيها نورالدين مرسلي بالذهب أيضا، ولأن البطن الجزائرية الرياضية عقرت عن إنجاب الأبطال في السنوات الأخيرة، تشبث الجزائريون ببصيص من الأمل حتى ينقذ توفيق مخلوفي مشاركتنا في طوكيو، وتأجيل المنافسة لسنة كاملة سيعني بأن برنامج مخلوفي وتعبه سيتذبذب ويتشتت تفكيره وسيكون في صائفة 2021 قد تجاوز الثالثة والثلاثين من العمر، وقد يغير اختصاصه من 1500 متر إلى 5000 متر، وقد تضيع معه فرص الحصول على ميدالية، في آخر مشاركة لأكبر رياضي في الوقت الحالي في الجزائر.

هناك رياضيون اشتهروا باستغلالهم للظروف وبالذكاء في استغلال الفرص، ومنهم توفيق مخلوفي الذي رفض اللهث من أجل تحطيم الأرقام القياسية وصار يختار المنافسات التي يشارك فيها بدقة، وقد يكون من مفاجآت أولمبياد طوكيو حتى بعد تأجيلها إلى صائفة 2021.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!