-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كورونا ليست مؤامرة… ونحن في خطر!

كورونا ليست مؤامرة… ونحن في خطر!
ح.م

كورونا ليست مؤامرة من دولة ضد أخرى، أو من أحد ضد أحد، إنما هي واقع مرير أصبحت تعيشه البشرية جمعاء بين فترة وأخرى، قدّر الدكتور وليد عبد الحي عدد الأوبئة التي شكلت هذا الواقع المرير   بين عامي 2000 و 2020  ب 10 أوبئة بمعدل مرة كل سنتين أو ثلاث ( السارس، انفلونزا الطيور، أنفلونزا الخنازير، الكوليرا، إيبولا، فيروس زيكا، الحمى الصفراء، الطاعون) و كورونا فضلا عن HIV االسابق، بما يعني أننا بعد سنتين من الآن سنعرف فيروسا آخر أكثر تطورا وأكثر فتكا إذا لم نستعد للأمر… وعلينا ألا نتفاجأ بذلك.

المفاجأة هي أن لا نكون مستعدين وأن لا نستطيع مقاومة الفيروس الجديد فننهار حتما أمامه. تلك هي المشكلة وهذا الذي ينبغي أن نخافه في بلادنا، على خلاف الصين أو إيطاليا أو أي بلد أوروبي أو غربي آخر.

نحن بلا وأوبئة نعرف وضعا خطيرا في مستشفياتنا ومخابرنا، بلا أوبئة ويخاف المواطن فينا أن يمرض أو يضطر إلى الانتقال إلى الاستعجالات الطبية، فما بالك لو انتشر لدينا أي وباء.

إيطاليا الدولة الصناعية  المتقدمة تشتكي اليوم قلة الإمكانيات وتطلب المساعدة! فما بالك نحن لو تفشى بيننا الفيروس لا قدّر الله، ما الذي نستطيع عمله؟

هو ذا السؤال الذي يؤرقني اليوم بحق ويجعلني أسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا من كل مكروه. وهو الذي يجعلني أكثر اقتناعا أن أولوية الأولويات قبل الدستور وقبل تنظيم مؤسسات الدولة وقبل الانتخابات وقبل حل مشكلة الشرعية، أن تكون لدينا  خدمات تعليمية وصحية عالية، كائن مَن كان يتبناها… هذان القطاعان ينبغي أن يكونا فوق السياسة وفوق الخلافات السياسيةْ أي أن يكونا محل إجماع المجتمع بطريقة أو بأخرى وبعدها ليتنافس في ذلك المتنافسون. وليحدث ما يحدث في بلادنا أو في العالم.

الصين اليوم تحاصر المرض بالعلم وهي تتحكم فيه تدريجيا وستنتصر، وكذلك أوروبا وأمريكا، وبلا شك مخابراهم اليوم تشتغل على مدار الساعة لإيجاد وسائل اكتشاف المرض أو اللقاح المضاد له، أما نحن فما السبيل الذي  نسلكه لو اجتاحنا  اليوم هذا الوباء وأصبحت الإصابات بالآلاف أو اجتاحنا غيره بعد سنتين من الآن؟ مخبر واحد على المستوى الوطني للكشف عن الإصابة، ومحاليل كاشفة محدودة، وأَسِرَّة للانعاش لا تكاد تكفي للمرضى في الحالات العادية… هل يمكن أن نتصور حجم الكارثة التي ستحل بنا؟

بلا شك أنها ستكون كذلك، لذا علينا الانتباه للأمر وإدراك أن السياسة تقتضي ضرورة الاتفاق الفوري على الحد الأدنى  من القضايا والقطاعات بعيدا  عن التجاذبات الحادة،  وعن تلك الخطابات المُلهِبة للعواطف التي تجعل من الصراع حول السلطة غاية في حد ذاته وكأنه الهم الأول والأخير…

وهذا الحد الأدنى هو أن نتفق على كيفية تطوير قطاعي التعليم والصحة بشكل عاجل، كيفية تجنيد كافة الوسائل لتحقيق ذلك وفي المستقبل المباشر، وبلا شك ستتبع باقي القطاعات. أما إذا استمررنا في البحث عن التغيير الكلي والكامل والجذري، فلن نصل إلى ذلك قبل أن تفتك بنا دورة جديدة من الفيروسات، إن لم تكن مرضية فستكون بشرية سلطوية كما حدث لنا من قبل. ولنا الاختيار…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • Ahmed

    ولٰكن هل يمكن أن يرتقي الشعب إلىٰ مستوىٰ أخلاقي مشرف، خذ مثلا التموين المرعب الذي يظهر ثقافة النهاية للأشخاص الذين ليس من عادتهم شراء هذا الكم الهائل من المواد الغذائية ، فهم ينظرون بوجوم وحيرة للشائعات التي تقول أن كل شيءٍ سوف يتوقف، وعند ذهابنا لشراء المواد الغذائية بشكل عادٍ يصيبنا الهلع من عدد الأشخاص في المحلات الكبيرة ومقدار مايشترون من أسمدة وطحين وزيت يملأون السيارات ويجعلون التجار يشعرون أنهم حققوا نصرا مؤزرا أين أخلاق الإيثار والقناعة والرفق، المعنىٰ واضح غياب الوازع الديني وغياب القيادة الأمينة التي تحفظ كرامة المواطن العادي، لن نسمح للشيطان أن يتخلل الصفوف ويخلق أزمة من نوعٍ آخر،

  • karim

    لقد فات الاوان يا صديقي .على الاقل مع هاد الجيل لا تنتظر شيئا بوتفليقة ونظامه قضو تماما على ما تبقى من خير في البلاد والعباد ...هل كان بالامكان بناء دولة بمثل جمال ولد عباس او سلال او اويحي او بن غبريط ..لقد تعفن كل شئ واكثر ما تعفن الاخلاق التي قد نستهلك سنوات كثيرة حتى نتمكن من اعادتها.

  • كريم

    مشكلتنا الجهل و نظريه المؤامره التي يبرر بها حتى قله القرعه في السوق

  • ابن الجبل

    فمادام الدول المتطورة مثل ايطاليا ، التي هاجمها فيروس "كورونا"، وقفت عاجزة عن صده ، فمابالك نحن الذين لا نملك أي قاعدة صحية متينة !!. فلا سبيل لنا ، الا أن نتضرع أمام الله أن يعافينا من هذا الوباء الخطير ... هذا البلد الواسع الشاسع ، ومارزقه الله من نعم كثيرة ... لم يفكر مسؤولوه ،منذ الاستقلال على تطوير الجزائر ... كان همهم الوحيد هو خدمة مصالحهم الخاصة ، مما أوصلنا الى هذا البؤس السياسي والاقتصادي والتربوي والصحي !!!. ألا يجب أن نتعلم الدرس من النملة والصرصور ؟!.

  • نور

    السياسة التي لا تنتج علماء ها في كل المجالات و في حال اذا كونت علماء تطردهم الى الخارج ثم تستورد ما أنتجوه بالاتفاق مع البلد المحتضن للعالم بمبالغ خيالية "العود عودي وركوبي من لوراء "و" من لحيتو وبخرلو"
    من انتج هذا الوباء "كورونا السياسية "اليس هؤلاء المتحاملين علينا من جلدتنا اليست هذه خيانه عظمى ، هذا الذي اعماه الجهل ب-ساس ولم يعرف معناها وافقه الشعب الخديم الميت ، هذا الذي همه خدمة اسرته بعشرات السكنات والعقارات والاموال الحرام ، اني اخالفك الراي :فالسياسة الرشيدة هي التي يحترق اصحابها ليفيد المجتمع ويبتغي رضى الله لانه متعلق بغاية لا تزول بالموت وإنما هي ممتدة لما بعد ه

  • دوادي

    هذه هي الحقيقة المرة: " .... أما نحن فما السبيل الذي نسلكه لو اجتاحنا اليوم هذا الوباء وأصبحت الإصابات بالآلاف أو اجتاحنا غيره بعد سنتين من الآن؟ مخبر واحد على المستوى الوطني للكشف عن الإصابة، ومحاليل كاشفة محدودة، وأَسِرَّة للانعاش لا تكاد تكفي للمرضى في الحالات العادية… هل يمكن أن نتصور حجم الكارثة التي ستحل بنا ؟ ..."

  • مواطن

    في خضم هذا الوضع المزري للمنظومة الصحية و الوضع المزري لمدننا لتي يتكدس فيها البشر في الباطيمات و الاأحياء المراقد و الأحياء الفوضوية و طرقاتنا و أزقتنا المكتضة بالسيارات و إنساننا الذين لا يستمع الى أبسط النصائح و التوجيهات و راكبو التاغنانت البليد... قلنا لهم على الاقل اغلقوا المطارات و الحدود و ليلزم كل مكانه و من أرادت أن تغسل عظامها في الحمام المعدني و من أراد أن يعرس و من اراد ان يبزنس فلينتظر حتى تنجلي هذه الغمة.

  • كريم

    الحمد الله

  • ياسين

    و لعل أخطر "فيروس" هو الفيروس الذي أصاب الطبقة السياسية-البولتيكية- في بلادنا ...إنه "كرونا الأفكار الميتة و الأفكار القاتلة"...فكرونا الفكر الميت يعفن المجتمعات الميتة -المتخلفة- و كرونا الفكر القاتل يقتل المجتمعات الحية (المتقدمة)...و نحن تحالف اصحاب كرونا الفكر الميت و كرونا الفكر القتال...فكرونا يقتل الانسان بينما كرونا الأفكار تقتل و يعفن المجتمعات...