-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كوسوفو‮ ‬والاستقلال‮ ‬المسموم‮!!‬

صالح عوض
  • 8664
  • 0
كوسوفو‮ ‬والاستقلال‮ ‬المسموم‮!!‬

كم بكينا ونحن نشاهد المجازر تلحق بمسلمي البوسنة والهرسك ومسلمي إقليم كوسوفو.. لقد كنا نحس ان نياط قلوبنا تتمزق وبيوتنا فوق رؤوسنا تهدم.. كم أغمضنا عيوننا ووضعنا أكفنا على وجوهنا هروبا من صرخات الحرائر من بنات المسلمين في كوسوفو والبوسنة وهن يستنجدن برجال المسلمين‮ ‬وزعمائهم‮.. ‬لقد‮ ‬كان‮ ‬المشهد‮ ‬فظيعا‮ ‬وقد‮ ‬انتهكت‮ ‬بيوت‮ ‬الرحمن‮ ‬وحولت‮ ‬الى‮ ‬مباغ‮..‬

 

لم يكن مسلما من رآى تلك المشاهد ولم يثر ويغلي دمه وتتحرك فيه دماء النخوة.. ولم يكن مؤمنا بكتاب الأمة وتاريخها ومستقبلها من نام ليلته ولم يكد الكمد يقتله.. نعم، اجل، ولكن هل الدنيا كلها احزان وظلم، وما تم، أليس هناك ما هو أسوأ من السيء، ثم أليس هناك أخف الضررين؟اليوم تعلن قيادة كوسوفو استقلال الإقليم وفي الوهلة الأولى لا نملك الا الرضى ولكن.. استقلال عن ماذا ولمصلحة من.. غاب عن قيادة كوسوفو ان هذا الاستقلال انما هو إمعان في تدمير يوغسلافيا القديمة وانهاء احتمال استعادتها لدورها الاقليمي في وسط اوروبا.. الكل يعرف ان المعركة المستقبلية والمستمرة هي بين الأقطاب وكل من وضع حبوبه في المطحنة الدائرة لن ينال قمحا، بل دماء ودموعا.. الحرب بين الروس والأمريكان وهي مرشحة للتصاعد والنمو.. ومن هنا بالضبط تأتي عملية الاستقلال المسموم.. في يوم قال الإمام النابه العارف الأستاذ عبد الحميد بن باديس: لو قالت لي فرنسا قل لا اله الا الله لن أقلها.. رحمة الله عليك يا ابن باديس وانت ترسم معالم السياسة الشرعية لأجيال المسلمين، لأنه ماذا يعني ان ننال استقلالا برعاية امريكية، يعني ذلك استعمارا أبشع وخروجا من ظلم الى ظلم اسوأ، بالاضافة الى اننا‮ ‬بالاضافة‮ ‬الى‮ ‬ذلك‮ ‬سنكون‮ ‬قد‮ ‬حددنا‮ ‬موقعا‮ ‬قتاليا‮ ‬لنا‮ ‬ضد‮ ‬القوى‮ ‬الاقليمية‮.. ‬ونصبح‮ ‬نؤدي‮ ‬مهمات‮ ‬قتالية‮ ‬بالنيابة‮ ‬عن‮ ‬الأمريكان‮.‬استقلال‮ ‬كوسوفو‮ ‬ليس‮ ‬استقلالا‮ ‬كريما‮ ‬وحرا‮.. ‬انما‮ ‬هو‮ ‬انفصال‮ ‬عن‮ ‬بلد‮ ‬قوي‮ ‬متين‮.‬كان يكفي ان يطالب المسلمون بحقوق المواطنة.. من لهم هناك سوى جيرانهم؟ لماذا يختارون موقع الحلف الأمريكي؟ ثم ما هذه الدولة المحاصرة المضيق عليها؟ هل ستكون عاصمة الخلافة، ام هل تقوى على الاستمرار؟ان مشكلة الأقليات الاسلامية في العالم الاوروبي كان ينبغي ان تراعى بدقة وحكمة لكي لا نضيف الى جراحاتنا جراحات اخرى والى احزاننا احزانا اضافية.. من المفترض ان يكف العلماء الأفاضل ورجال الفكر الاسلامي عن تضليل الأقليات المسلمة بدعوتها الى الاستقلال وان يخلصوا‮ ‬لها‮ ‬النصح‮ ‬بالبقاء‮ ‬في‮ ‬دولها‮.. ‬وذلك‮ ‬حفاظا‮ ‬على‮ ‬دمائها‮ ‬واعراضها‮ ‬ومستقبلها‮. ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!