الرأي

كيف نحارب “الضعف اللغوي “… في جامعاتنا؟

حسن خليفة
  • 1179
  • 13
ح.م

كثيرا ما تساءلنا ـ جميعا ـ حول الإشكال القائم المتمثل في ضعف المستوى لدى نخبتنا الجامعية بصفة خاصة، ولدى لفيف من الباحثين والإعلاميين والكُتاب وسواهم من المثقفين، وإنما أتحدث عن نوع خاص من الضعف وهو الضعف اللغوي بكل معانيه؛ حيث يظهر في شكل أخطاء مفجعة في ورقات الإجابات لدى الطلبة والطالبات، وسوء تعبير وعجزا في التركيب، كما يبدو أخطاء قاتلة لدى بعض الباحثين والأساتذة الذين وصلَ الأمر ببعضهم إلى التدريس بالدارجة في المدرّجات والأقسام، بما في ذلك بعض كليات الآداب واللغة العربية !!.

وأما بالنسبة للمتحدثين من السياسيين والإعلاميين وسواهم ومن في حكمهم فالبعض منه نراه يوميا في أسلوب الكلام وطريقة التعبير التي لا تكاد تُبين عن مقصده وتبلّغُ ما يريد إيصاله إلى الناس وهو يتحدث في بلاطو ربما يتابعه ملايين، سواء تعلق الأمر بالشأن السياسي أو بشؤون الحياة الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والرياضة إلخ.

إنها ظاهرة لا تخطئها العينُ… وهي إشكال من الإشكالات التي نحتاج إلى تحليلها ومن ثمّ تجاوزها وصولا إلى القوّة في التعبير الذي لا يمكن أن يستقيم إلا إذا تساوق الشكل مع المضمون.

لكن دعنا نخصص هذه السطور للحديث عن مشكلة الضعف اللغوي وشيوع الأخطاء اللغوية: إملائية خاصة، ونحوية وصرفية وتركيبة بعد ذلك ..

السؤال هل من سبيل إلى معالجة هذه الظاهرة التي تشي بدلالات سيئة، وتصنع غيوما قاتمة في سماء نظامنا الأكاديمي الذي ينبغي أن نحرص على صفائه ونقاوته بكل ما أوتينا.

ثمة مقترحات عملية أرجو أن نناقشها ونجعلها محورا من محاور تطوير منظومتنا التعليمية، وفيها بعض ما تم تجريبه في أرض الواقع.

نقرُّ جميعا أن هناك غلبة في ضعف التعبير اللغوي لدى طلابنا وكثرة أخطائهم. يظهر ذلك في إجاباتهم في الامتحانات، ويظهر أكثر في أبحاثهم التي يُكلفون بها، كما يمكن تبيّنُه بوضوح أيضا في مذكرات التخرّج ..

• المقترح العمَلي الذي جُرب بالفعل: تتبّع تلك الأخطاء، خطأ خطأ، وتصنيفها (إملائي، نحوي، صرفي، تركيبي، إلخ) ثم كتابتها وطبعها وتوزيعها على الطلاب بعد الامتحان ضمن سياق معاينة الإجابات النموذجية. إنه أمر يحتاج إلى جهد وفيه بعض المشقة، ولكنه عملي وفعّال في تعريف الطلبة بأخطائهم والتأكيد على عدم تكرارها مستقبلا. تصوّر كم من طالب وطالبة في كل قسم وكلية سيتعرّف بشكل منهجي على أخطائه في الكتابة. وكيف يمكن أن يستفيد من ذلك؟

• تحليل تلك الأخطاء لمعرفة مصادرها وأسبابها. وسيكتشف الأساتذة، في كل التخصصات أمورا مفيدة وطريفة ولافتة.

• إيجاد طريقة في التقييم ذات صلة بتعزيز السلامة اللغوية وتتمثل في إلزام الطلبة بالقراءة (والقراءة هي السبب الأول في تجنّب الأخطاء الإملائية: كتاب، رواية، مسرحية إلخ)

• ابتكار طرائق لتصويب الأخطاء اللغوية في جامعاتنا ومؤسساتنا بالتركيز على محاربة هذا الضعف المشين.

• إطلاق ورشات تكوينية في مجال “مهارات الكتابة”.. لتعويد الطلبة على الكتابة السليمة.
… وللحديث بقية

مقالات ذات صلة