-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا‭ ‬تخوين‭ ‬ولا‭ ‬تخريب‭!‬

قادة بن عمار
  • 6602
  • 2
لا‭ ‬تخوين‭ ‬ولا‭ ‬تخريب‭!‬

بين الديمقراطية والفوضى شعرة واحدة، وفي الثورات الشعبية، سواء تلك التي تنطلق من أرضية صلبة، أو تنشأ نتيجة تضارب المصالح، تنشط فصائل التخريب تماما مثلما تستيقظ كتائب التخوين، فيصبح لكلٍّ معسكره، فيجيّش أنصاره في الشارع وعلى الفايسبوك، ويوظِّف أساطيل إعلامه وجنرالاته‭ ‬والمتآمرين‭ ‬معه‭ ‬وعليه‭.‬

  • الخائفون والمرتعدون من الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي لم يطرحوا على أنفسهم سؤالا يبدو بديهيا: هل يحتاج المواطنون الزوالية في المدن الداخلية إلى فيلسوف فرنسي صهيوني حتى يخرجوا إلى الشارع طلبا للخبز أو السكن أو الكرامة؟ هل كان ليفي وراء هجرة خيرة العقول نحو الخارج، وانخراط آلاف الشباب في الهجرة السرية، وانتحار العشرات شنقا وحرقا وسقوطا من أعلى الجسور والعمارات؟! هل يقف ليفي وراء فقدان الجزائريين ثقتهم في دولتهم، أو في فقدان البرلمان لشرعيته، وفي تعاظم الفساد والإرهاب الإداري، وغياب المصداقية لدى الحكومات المتعاقبة،‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬وانتشار‭ ‬ثقافة‭ ‬قطع‭ ‬الطرق‭ ‬لمواجهة‭ ‬قطع‭ ‬الأرزاق‭ ‬وتسريح‭ ‬العمال‭ ‬وتشريد‭ ‬العائلات؟‭! ‬
  • ليفي‭ ‬متآمر،‭ ‬لا‮ ‬شك‭ ‬في‭ ‬ذلك،‮ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬شرعنة‭ ‬التدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬وتيسير‭ ‬سبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬جديد،‭ ‬تلك‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليها‭ ‬اثنان،‭ ‬لكن‭ ‬وماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬
  • ليس ليفي وحده من جعلنا في أسفل قوائم الشفافية وممارسة حقوق الإنسان، وفي مقدمة البلدان الفاسدة إداريا، المنهوبة اقتصاديا، مسلوبة الإرادة بفعل تزوير الانتخابات وكبح الحريات العامة وإغلاق التلفزيون وتضليل الشعب، وتيئيس الشباب وزرع الإحباط بينهم.
  • ليفي الصهيوني لن يعمل براحته، ولن ينجح في تنفيذ مخططاته دون مساعدة ليفيات الداخل، من رموز اللفيف الأجنبي والطابور الخامس الذي مايزال يخدعنا بوطنيته الزائفة، ويضحك على ذقون الشعب، بعد خمسين عاما من الاستقلال والذي نحن مدعوون للإحساس به حقّا العام المقبل وليس‭ ‬مجرد‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬بروتوكوليا،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نبكي‭ ‬غدا‭ ‬كالنساء‭ ‬على‭ ‬استقلالٍ‭ ‬لم‭ ‬نحافظ‭ ‬عليه‭ ‬كالرجال؟‭!‬
  • ليفي الصهيوني وليفيات الداخل لن ينشطوا في حبك المؤامرات أو تتعاظم خطورتهم، إلا مع جرأة البعض على تخوين البعض الآخر في الشارع أو على مواقع الأنترنت، ناهيك عن استسهال الأقلية تخريب المنشآت والمحلات والشركات والإدارات، وكأنّ الثورة، أو الاحتجاجات والاعتصامات،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬اسمها‭ ‬أو‭ ‬صفتها،‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬إلا‭ ‬بإيذاء‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬ولن‭ ‬تنجح‭ ‬إلا‭ ‬بالتخوين‭ ‬والمزايدة‭ ‬في‭ ‬الوطنية‭.  ‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عماد تبسة

    الحمد الله ما بقى استعمار فى بلادنا

  • farid

    Tres b1 dit.rien a ajouter .merci bcp