-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“لا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ”

“لا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ”

جاء في حديث مَن لا ينطق عن الهَوَى عن “كِتَابِ الكُتُبِ” كما يقول الأديب الألماني جُوتَه، جاء في هذا الحديث الشريف عن القرآن “أنه لا تنقضي عجائبه”، ومن عجائبه أن يحفظه كله أطفال المسلمين الذين لم يَبْلُغُوا الحُلُمَ، بينما يعجز كبار الرهبان والقساوسة والأحبار أن يحفظوا صفحة من أَمْشَاجِهِم..

وجاء في القرآن نفسه قَوْلُ رَبِّنَا تَعَالَى جَدُّهُ:﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ﴾ فيهتدي من له عقلٌ ذَكِيٌّ وقَلْبٌ زَكِيٌّ، وينصرف عنه مَنْ قلبه قُدَّ من صَخْرٍ.

من هذه الآيات القرآنية التي طارت في آفاق الأرض فَشَمْأَلَتْ وأجْنَبَتْ، وشَرَّقَت وغَرَّبَت قصة هذه “الهرة الجزائرية” وصاحبها “أبي هريرة الجزائري”، إذ آنَسَتْ في قراءته دِفْئاً، وفي صوته طلاوة، فتسللت آمِنَةً مطمئنة وتسلقت بمساعدته اللطيفة حتى اسْتَوَتْ على كتفه وراحت تمسح وجهه وتقبِّل خده، وهو مُسْتَرْسِلٌ في تلاوة الآيات البيِّنات دون أن يزعجها أو تُزْعِجُه.. لقد كانت قبلة تلك الهرة أحلى من ملايين قبلات الفساق والفجار والدُّعَّارِ من النسوان والذُّكْران… أليست هذه الهرة أنبل وأشرف وأكرم من أولئك الذين يزعمون أنهم مسلمون و كانوا في تلك اللحظة في غيهم يعمهون.؟ وَوَالله إنها لأشرف منهم إن استمروا على ما هم فيه من إعراضٍ عن هذا القرآن.

إن في القرآن الكريم الذي يسَّره الله للذكر ميزتين هامتين هما:

“إقناع العقل” و”إخشاع القلب”، وما المرء إلا عقل يهتدي وقلب يقتدي، “فلم تَبْقَ إلا صورة اللحم والدَّم”، وهي قاسم مشترك بين جميع الدَّوَابِّ عاقلة وغير عاقلة، دبَّتْ على الغبراء، أو حلقت في السماء، أو سبحت في الماء، فانتبهوا أيها المغرورون الذين سَخَّرُوا نعمة الله عليهم بالقراءة فضيعوها في “أدب الخلاعة”، والدعوة بكتاباتهم -باسم الواقعية- إلى الخَنَا والدعارة، والرجس والقذارة، وهم يحسبون أنهم على شيء، وغرَّهُم التفاف السفهاء حولهم، وتصفيق الفساق لهم.

انظر ماذا فعل القرآن بــ”جبار” هو عمر بن الخطاب خرج من بيته ليقضي على رسول الله –عليه الصلاة والسلام- وفي طريقه وسْوَسَ له شيطانٌ إِنْسِيٌّ بأن أخته وزوجَها اتَّبعا النور الذي أنزل على محمد، فعرَّجَ على بيت أخته ليرتكب شيئا إِمْراً قبل أن يقتل محمدا -عليه الصلاة والسلام- ولكنه ما أَنْ دَلَفَ حتى تسللت كلماتٌ قرآنية إلى قلبه الحي وعقله النَّيِّر، فإذا عمر “الجبار في الجاهلية” يصبح “عمر الفاروق” في الإسلام.

من أجل أن شعار المبطلين قديما وحديثا هو “لا تَسْمَعُوا لهذا القرآن، والْغَوْا فيه لعلكم تغلبون” وما هم بغالبين وإنهم لهم المهزومون، والأدلة واضحة حتى لمن ليست لهم أعينٌ يبصرون بها.

تحية طيبة لفضيلة إمامنا المتميز وليد مهساس، وندعو له ولجميع المهتدين بكل خير، وندعو الضالين الذين يُلْهِيهِمْ الأمل عن الحقيقة الساطعة إلى الإقلاع عن ضلالهم، والأوبة إلى ساحة “الأمن الفكري والطمأنينة النفسية”، ورحم الله معلمي القرآن في كل مكان، وشهداءنا الذين اتخذهم اللهُ شهداء ليعود القرآن إلى ربوع الجزائر، رغم أنف المجرم الكافر لافيجري الذي أراد أن ينسخ القرآن ويغرس الأوثان في الجزائر.. وعلينا جميعا أن نزيّن القرآن بأعمالنا -وأكثرها لا يشرف- كَما نزيّنه بأصواتنا. وثبّتنا الله على الحق حتى نلقاه، ونلقى الأحبّة محمدا وصحبَه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!