لا نريد مونديالا بدون الجزائر
أيام فقط تفصلنا عن مباراة العودة المؤهلة إلى مونديال البرازيل بين المنتخبين الجزائري ونظيره البوركينابي، المقررة هذا الثلاثاء بملعب تشاكر بالبليدة.. تسعون دقيقة حاسمة ومصيرية في تاريخ كرة القدم الجزائرية، الخطأ فيها غير مسموح وغير مقبول، على لاعبين تحذوهم إرادة كبيرة للظهور في أقوى وأشهر منافسة رياضية دولية، سيشارك فيها أقوى وأشهر اللاعبين في المعمورة، ويتابعها ملايير المشاهدين من شتى أنحاء العالم.
كتيبة الناخب الجزائري وحيد خاليلوزيتش التي دخلت في تربص “عسكري” مغلق، تكون قد حفظت درس الخسارة الكبيرة للأشقاء المصريين بغانا، وتعادل نسور قرطاج في عقر دارهم أمام الكاميرون، والانهزام غير المنتظر للأردن أمام الأوروغواي، ليبقى ربما بلد المليون ونصف مليون شهيد أملهم جميعا في مشاهدة فريق عربي في بلاد السامبا، اللهم إلا إذا أحدث أبو تريكة وزملاؤه مفاجأة تاريخية، وعودة التوانسة بتأهل من الكاميرون أمام رفقاء صامويل إيتو، وهو أمر صعب، لكنه غير مستحيل في عالم الكرة المستديرة.
أنصار المنتخب الجزائري وهم بالآلاف في الملعب، وبالملايين عبر شاشات التلفاز، شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد هو أن يرفرف العلم الجزائري في سماء البرازيل شهر جوان القادم، وتشريف الكرة العربية التي تراجع مستواها في السنوات الأخيرة، بسبب ما يحدث سياسيا عند الأشقاء، الذين تركوا بصماتهم في مختلف الكؤوس العالمية التي شاركوا فيها، وغيابهم سنة 2014 يحفزنا ويحفزهم على العمل بجدية والتفكير من الآن للمشاركة في كأس العالم بروسيا في 2018 وقطر في 2022 .
تصريحات لاعبي المنتخب الجزائري خلال لقائهم بالصحافة في الأيام الماضية، صبت في قالب واحد، وهو أنه لا خيار لديهم سوى الفوز، وسيضحون “بالنفس والنفيس” من أجل إرضاء الجماهير والمشاركة في كأس العالم، وهو ما يجعلنا نقر بأن اللاعبين واثقون من التأهل، وسيبذلون قصارى جهودهم لتسجيل أهداف تمكننا من تجاوز عقبة الخصم البوركينابي، الذي يريد أن يدخل التاريخ من بوابة الجزائر، والمشاركة في أول مونديال في تاريخهه.
ما يقوله اللاعبون والطاقم الفني، وإصرارهم على الفوز، يمنحنا ثقة كبيرة في التأهل، لكن هذه الثقة المفرطة تزيدنا خوفا من حدوث سيناريوهات لا نريد حتى التفكير فيها، حديث المدرب خاليلوزيتش مع اللاعبين يوميا خلال الحصص التدريبية، وزيارة رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، وحتى رئيس الاتحاد الجزائري، محمد روراوة، وكلامه مع جل اللاعبيين، تدل على أن الجميع وراء هذا المنتخب لتحقيق رابع تأهل للخضر إلى المونديال، من رئيس الجمهورية إلى أبسط جزائري يتمنى رؤية بلده في هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة.
من فضلكم … من لاعبين ومدرب وجمهور… لا نريد رؤية مونديال بدون الجزائر… ولا الجزائر بدون مونديال.. موعدنا في البرازيل.