-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا يشرّفني الانتماءُ إلى هذه الأمة

لا يشرّفني الانتماءُ إلى هذه الأمة

“طوفان الأقصى” زلزل العرب وكشف سوآتهم.. بعضهم أصبح لا يستحي أن يمشي عاريا، فبعد مراقصة الصّهاينة، لابد أن ينزع لباسه ليكمل فاحشته.

كذب بعض العرب طوال تاريخهم، فخانوا وباعوا باسم “التّضامن العربي”، ومهّدوا لاعتداء بعضهم على بعض، ثم مَوَّلوا ذلك، وحرّضوا عليه متحالفين مع أعداء الأمّة التّاريخيين، ثم لا يخجلون من رفع شعار “الأمن القومي العربي”.

هذا الأمن الذي لا نسمع له همسا ولا نرى له أثرا ولكنّه يُثار بمناسبة نزاع سُلطوي، والمهزلة أنّه أثير مرّة بمناسبة تنافس كُرويّ!

العرب الذين كانوا سببا في تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس والصومال، هم أنفسهم الذين يتآمرون اليوم على الجزائر ولبنان، ويبْتزّون مصر ويُتاجرون بمآسيها.

هؤلاء لا أمل في وُدِّهم، ولا لزوم لجامعتهم، ولا شرف في الانتساب إليهم.

سقطت أبراج نيويورك، فسارع بعض العرب إلى التّمويل وإعادة الإعمار ومواساة الضحايا.

احترقت كنيسة “نوتر دام” في باريس، فسارع بعض العرب إلى تمويل إعادتها كما كانت.

وحتى لا أترُك العنان لقلمي للتذكير بالسَّفهِ في الإنفاق شراءً للذِّمم، واللهو، والعربدة، ونشر الفساد، وهدم القِيم.

لم يَعُد يشرّفني أن أنتسب لهذه الأمّة التي لا تنتصر للشّرف، ولا تتعاضد لإغاثة الملهوف فيها، ونُصرة المظلوم، وحماية الثّكالى، ومسح دموع الأيتام والمقهورين، ثم يقف بعدها ذلك البليدُ العميل أمام هذه الغطرسة الهمجيّة للكيان الصّهيوني وحاضنته التي صمّت آذاننا بالكلام عن القيم والحقوق والحريات وحقوق الإنسان والدّيمقراطية. والنتيجة توحيد كلمتهم في الإعتداء علينا باعتبار أبطالنا “حيوانات” يجب أن يُعامَلوا بهذه الصّفة حسب تصريح أحد قادة العدوان على غزّة.

لم يعُد يشرّفني الانتساب للأمّة العربية بمواصفاتها اليوم، لأنني تعلّمتُ في طفولتي أنّ العربي ينصر المظلوم أيّا كان، لكنني أراه اليوم يُموِّل الظالم ويُحرِّض ضد أبناء جلدته.

تعلّمتُ أنّ العربي لا يقبل الضَّيْم، ويُغيث الملهوف، لكنني أرى عربي اليوم سببا للضّيْم وفاعلا في إحداثه وحاثّا على نشره بين أبناء أمّته من دون وخز في الضمير أو وازع من دين.

العرب الذين كانوا سببا في تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس والصومال، هم أنفسهم الذين يتآمرون اليوم على الجزائر ولبنان، ويبْتزّون مصر ويُتاجرون بمآسيها.

هؤلاء لا أمل في وُدِّهم، ولا لزوم لجامعتهم، ولا شرف في الانتساب إليهم.

تعلّمتُ في صغري أنّ قائدا من قادة أمّتنا التّاريخيين حرّك جيش الأمّة لإغاثة امرأة اعتدى عليها الفُرس فصاحت باسمه (وامعتصماه) فلبّى النّداء، لكن قيادات الأمّة اليوم لا تزيد استجابةُ أفضلهم على إصدار بيان شجب واستنكار وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، في حين أنّ الفاعلين فيما يُسمّى “المجتمع الدولي” يموِّلون المعتدي بالمال والسلاح بل حتى بالمرتزقة لضمان عُلُوِّ كعْبِهِ والاستمرار في عدوانه.

أنا لا يشرّفني أن أنتميَ إلى هذه الأمّة التي يتّصل بعض قادتها بعائلات ضحايا الأعداء لواسيهم لكنه يُموّل تدمير سوريا وليبيا وتونس، ويتآمر مؤخّرا على الجزائر ومصر.

أنا لا يشرّفني أن أنتميَ إلى هذه الأمّة التي تُصدِر قيادتها بيانات بالدّعوة إلى “ضبط النّفس” وهم يُساوون في ذلك بين الغاصب المستعمِر والمُغتصَبة أرضُه كما اغتُصِب حقّهُ في الحياة.

أنا لا يشرّفني أن أنتميَ إلى هذه الأمّة التي تتذرّع بمقتضيات الظروف لتُبرِّر فقدان شرفها وكرامتها، ومثلُها في ذلك كمَثَل التي تبيع جسدها لإطعام من تعولهم.

أيُّ ذلٍّ وصلنا إليه؟ وأيُّ مهانة هذه التي نعيشها خاصّة وأنّ التّحجُّج بمقتضيات الظروف قد طال أمده ولا مخرج منه والأمّة تعيش مزيدا من الاستبداد والاستعباد والتّنكيل والتّجويع والتّضييق؟… ومن يَهُنْ يَسْهُل الهوان عليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • sami

    تحيةوبعد ، أتابع باهتمام مقالاتك أجد فيها تبصراً للأسباب الوجع الذي تعيشه أمتنا العربية لما حلّ بها حتى انحدرت إلى درجة الذل والهوان فضّلت بها السبل يوم اتيحت الفرصة لقادة تشدقوا بالعروبة ويتباكون على الأمن القومي العربي ويعتبرون أنفسهم حماته، وهم على عكس ذلك، وبلا إطالة فمحمد (صلعم) عربي هاشمي وأمته أمة القرآن العربي فلنا شرف الانتماء إلى هذه الأمة. والأمة العربية لاتختزل في قادة التطبيع والبترودولار وتحضرني قصيدة ياتونس الخضراء لنزار قباني فيها يقول : أنا يا صديقتي متعب بعروبتي... هل العروبة لعنة وعقاب أمشي على ورق الخريطة خائفاً... فعلى الخريطة كلنا أغراب أتكلم الفصحى أمام عشيرتي... وأعيد.. لكن ما هناك جواب لولا العباءات التي التفوا بها... ما كنت أحسب أنهم أعراب قبلاتهم عربية.. من ذا رأى... فيما رأى ، قـُبَلاً لها أنياب

  • ص ب

    يا أخي الكريم الشرف ليس في الانتساب إلى أمة العربية و إنما إلى الأمة الإسلامية، ثم ليس كل من تكلم العربية هو عربي أو لبس لباسهم صار منهم و إلا أصبح أفيخاي أدرعي سيدهم، لو عنونت مقالك أمة لا تتشرف بانتساب هؤلاء لها كان أفضل و الله أعلم

  • قل الحقيقة، أليس كذلك؟

    وأخيرا مقال حقيقي دون أي أكاذيب! حقيقة حقيقية