-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لعلهم يسمعون ويُبصرون

عمار يزلي
  • 565
  • 0
لعلهم يسمعون ويُبصرون

في خضم الهجمة الوحشية البربرية للكيان الصهيوني على غزة وأطفالها ونسائها وشيوخها الأبرياء العزل، المحاصَرين منذ عقود، المهجَّرين من جيلين، المحرومين من أدنى وسيلة للعيش الكريم، يستفيق العالم كله، بما فيهم شعوب ومواطنو الدول الغربية والأمريكية..

التي تحكّمت في عقولهم لأجيال وعقود الآلةُ الإعلامية المتصهينة المملوكة لكبار رجال المال والأعمال اليهود بدءا من هوليوود مرورا بسلاسل التلفزيون المملوكة للملياردير اليهودي “روبرت مردوخ” وترسانة صحفه المكتوبة، وصولا إلى صناع المحتوى الممولين من قبل اللوبي نفسه في أمريكا والغرب بشكل عامّ، وعلى رأسهم الأفّاق الكاذب الناشر لكل الأكاذيب والدعايات “بن شابيرو”.. استفاقة العالم الحر والشعوب الحرة في الغرب الجماعي الخاضع ليس فقط ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لجماعات الضغط المالي والسياسي والعسكري فحسب، بل منذ منتصف القرن الـ16، منذ ظهور الإعلام المكتوب كجزء من آلة الدعاية السلطوية، سلطة رابعة في أيدي السلطة الأولى والوحيدة الماسكة بزمام الأمور السياسية والعسكرية والمالية. هذا ما ينبغي أن يُفهم ويُعرف اليوم: المواطنون في الغرب أغلبيتهم لا يعرفون ما يحدث ولا يسمعون إلا سردية واحدة تفرضها عليهم وسائل الإعلام التقليدية من صحافة مكتوبة، ثم قنوات تلفزيونية، بعد دخول الصورة كسلاح تأثيري وتوجيهي يقوم بغسل الأدمغة ويوجهها حيث تشاء الطُّغم المالية والسياسية العسكرية، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية. هذه الحرب التي “بيّضت” وجه اليهودية العالمية ليس كدين، بل كعقيدة عنصرية ترى “الأغيار” من “الغوييم” مسخَّرين لخدمتها سواء كانوا عربا أو مسلمين أو مسيحيين أو بوذيين أو من دون دين، في أمريكا أو في آسيا أو في أوروبا، هم ذلك “الشعب المختار” الذي اصطفاه الله دون غيرهم من الأجناس ليكونوا على قلّتهم هم سلاطين وملوك العالم، والباقي كائنات مسخَّرة لهم مثل أي حيوان. إنهم يقولون ذلك صراحة اليوم وخاصة غُلاتهم وحاخاماتهم، وينشرون ذلك في كُتبهم ويدرِّسونها لأبنائهم ضمن التنشئة الاجتماعية، وفي مدارسهم التلمودية وحتى العلمانية. “تبييض”، إيديولوجي مستفيدة من “المحرقة” النازية، لفرض قوانين معاقبة “معاداة السامية” في العالم وعبر الأمم المتحدة.. وها هم الأحفاد الناجون من المحرقة، يقومون بحرق أطفال غزة ويلفِّقون الأكاذيب والمزاعم، والعالم الرسمي بين صامت وشامت ومتواطئ.

غير أن لكل سلاح حدِّين: ما يحدث اليوم في الغرب من ردّ فعل مناهض للإجرام الصهيوني في غزة، بعد المظاهرات العارمة التي شارك فيها حتى اليهود المعادون للصهيونية، هو بفعل تنامي وسائل التواصل الاجتماعي، التي حررت الكثير من الشعوب في الغرب، عبر بحثها عن حرية الاختيار وفردانية البحث والمعرفة والولوج إلى برامج الهواتف الذكية لاتخاذ منصات تواصل وقنوات فردية ويطلع على شبكة موازية لإعلام رسمي ثقيل متحكَّم فيه وموجَّه إيديولوجيا وسياسيا وعقائديا. غير أن هذه الوسائل والوسائط بدورها متحكَّم فيها من طرف لوبيهات وادي السليكون، وقد ظهر ذلك جليا في حجب ملايين الحسابات للمتعاطفين مع غزة وحماس والمقاومة ومنعها على كل المنصات. غير أن الرغبة في البحث عن سرديات غائبة، دفع الملايين، خاصة الشباب في أمريكا والغرب إلى التوجه نحو “تيك توك” مثلا، كونها تسمح بمرور محتويات مسانِدة لغزة والمقاومة، باعتبارها صينية المنشأ، أو حتى “تلغرام” الروسي النشأة. هذه الفسحة سمحت نسبيًّا، باستفاقة الشعوب الغربية على رواية وسردية جديدة كانوا ضحية لها لأجيال. وهذا ما جعل صنَّاع المحتوى، يبدأون في فتح أعينهم على حقائق أخرى كانوا يجهلونها، بل، ويمنعون ويُعموْن عنها لحاجةٍ في نفس يعقوب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!