-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وسائل إعلام عربية وعالمية تتداول القضية

لغز البيت “المسكون” بخنشلة يتواصل وتضارب في التفسيرات

طارق مامن
  • 15094
  • 5
لغز البيت “المسكون” بخنشلة يتواصل وتضارب في التفسيرات

تتواصل منذ قرابة أسبوع، حالة الغموض التي تلف قضية “الشقة المسكونة” في بلدية تاوزيانت التي تبعد غربا عن عاصة الولاية خنشلة بنحو 50 كلم، ويتواصل انبعاث الصراخ من شقة شاغرة ومغلقة بباب حديدي، تقع في قلب عمارة بمخرج المدينة، هذا الصراخ هو صوت امرأة وكأنها تطلب المساعدة، وهو الصراخ الذي بدأ في الانبعاث منذ الخميس إلى غاية كتابة هذه السطور.

تزامن تنقل “الشروق” الثلاثاء إلى عين المكان، مع تواجد العشرات من المواطنين القادمين من ولايات باتنة وقسنطينة وتبسة وأم البواقي فضولا وبحثا عن الحقيقة، وغالبيتهم ربطوها بأمور تكنولوجية وتحدثوا عن وضع بلوتوث لحاجة في نفس مهندسي هذه الحكاية على حد تعبيرهم، وهي الحكاية التي تناولتها قناة الجزيرة مساء الاثنين وكانت قبلها محل متابعة من قنوات روسية وفرنسية وخليجية.

الشروق تتنقل إلى عمارة تاوزيانت وتنقل شهادات السكان

وطالب سكان العمارة من المسؤولين التدخل، لأن الحادثة تزامنت مع امتحانات “البيام البيضاء” وحتى “البكالوريا البيضاء”، وهذا “العبث” على حد تعبير بعضهم من الذين رفضوا ربط ما يحدث بعالم الجن، قد أثر كثيرا على أبنائهم بين الخوف من تفسيرات ميتافيزيقية وبعثرة تركيزهم في مرحلة حساسة من الموسم الدراسي.

“الشروق”، تنقلت صباح الثلاثاء، إلى عين المكان، واستجوبت سكان العمارة وما جاورها، فوجدنا لديهم تفسيرات متضاربة، منها من يتهم سماسرة العقار بالوقوف وراء هذا الأمر، ومنهم من يقدم تفسيرا غيبيا، وينسب الظاهرة إلى “الجن”، ولذا استنجد السكان بالرقاة. ومهما تعددت الفرضيات، فإن مطلب السكان واحد: إنهاء مسلسل الرعب، وكشف خلفياته، كونهم تضرروا كثيرا، لاسيما أبناءهم المتمدرسين، الذين يجتازون الامتحانات، وبينهم من هو مقبل على امتحانات وطنية.

سكان العمارة: “نعيش الرعب .. لا تصفونا بالجهلة”

وتقربت “الشروق” من المطرب الخنشلي الشاوي المعروف باسم “يحيى” وهو أحد سكان العمارة، واستقبلنا أمام المدخل الرئيسي للبناية، قائلا: “الأمر صعب تفسيره”، وبعبارة واحدة اختصر الواقع، “نعيش رعبا حقيقيا، فلا داعي لوصفنا بالبلهاء والجهال، فأنا استمعت لصوت المرأة ولا يمكنني تكذيب أذناي”، قبل ان يروي تفاصيل عن الحادثة، ويقول للشروق اليومي: “اكتشاف الأمر كان في حدود الساعة الثانية زوالا الخميس الماضي، حيث سُمع صراخ مصدره عمارة بوسط مدينة تاوزيانت، تتكون من عشر شقق بخمسة طوابق، وكان صوت امرأة، يتحول بين اللحظة والأخرى، بين الصراخ والبكاء، والضحك الهستيري، أين حاول السكان معرفة الأمر، ليتضح بأن مصدره في بداية الأمر شقة بالطابق الثالث، غير شاغرة، ملك لأحد الأشخاص المغتربين خارج الوطن، منذ حوالي سنتين، ما استغربه السكان، ليتكرر الأمر بشكل غريب ومستمر، وتحول الأمر إلى كابوس عاشه السكان لليوم السادس على التوالي بدون جدوى، وقرّرت غالبية العائلات هجر العمارة من أجل منح التركيز لأبنائها.

“نريد إجابة شافية”

“وسيم.ب” هو شاب من سكان الحي، تحدثت إليه “الشروق”، بعين المكان، يقول: “أنا كذلك لم أصدق الأمر في بدايته، لأنني لا أؤمن بوجود منزل مسكون بغير أهله، غير أنني وبعد التحاقي بالحي، ودخولي للعمارة، سمعت بأذني صراخ المرأة، وبكائها وحتى ضحكاتها وتكرر الأمر، كل 15 إلى 20 دقيقة، لقد حاولت تحديد المصدر الرئيسي للصوت، من أي شقة أو طابق يصدر، غير انني في كل مرة اسمعه بجهة أخرى، إذ أنني في الطابق الأخير أسمعه في الأسفل، وعندما أكون في الأسفل أسمعه يأتيني من الأعلى، فضلت حتى وضع أذني على الأبواب الحديدية، للشقق، غير أن مصدره يختلف من لحظة إلى أخرى، لا أريد في هذه اللحظة سوى تفسير.. لأن الصوت سكنني وصار يرعبني ليل نهار”.

وفور انتشار خبر حادثة “الجنية” مع شقة بعمارة بتاوزيانت، ونداءات السكان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التحق العشرات من الرقاة، بالموقع وراح الكل يقرأ آيات قرآنية من الذكر الحكيم، بين طوابق العمارة، على وقع الرعب والهلع، حيث فضل السكان وحتى الفضوليين لحظة الرقية، الابتعاد عن الموقع خوفا من أي مكروه، باستثناء راق قديم، يقول السيد علي، وهو أحد سكان المدينة للشروق اليومي، بأنه جاء من ولاية مجاورة، وبعد تلاوة العديد من الآيات والسور القرآنية، زعم هذا الراقي أن الجنية “فقدت رضيعها، هنا بالعمارة نتيجة استعمال السحر، ما جعلها تقرر الانتقام من السكان”. وهي رواية من الروايات “الغيبية” المتداولة بكثرة.

“المير”: “ما يحدث غير مفهوم”

من جهته، رفض رئيس بلدية تاوزيانت حميد آغرو الخوض في الواقعة، مكتفيا في تصريحه لـ”الشروق” بالقول إن ما يحدث في العمارة “أمر عجيب وغريب وغير مفهوم”. ونحن نغادر البلدة التي صار ذكرها على كل لسان، وجدنا سيدة تدعى خديجة، في العقد الخامس من العمر، قدمت من مدينة بغاي، بذات الولاية، وقالت بأن الحل سيكون بيدها، متحدية الجميع وقالت بأنها مستعدة لقضاء ليلتها في البيت الغريب، ولن تخرج منه إلا وقد أتت بالخبر اليقين، لجميع الجزائريين، فإذا كان الأمر مرتبطا بعالم الجن، فإنها ستعالجه بالقرآن الكريم، وإذا كان من عمل البشر ضمن الترعيب والتخويف لحاجة في نفس الفاعل، فستكشفه، تركنا السيدة تدخل العمارة وتستقبل من سكانها، وهي واحدة ضمن عديد القادمين بأسئلة والعائدين من دون إجابة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • سارة

    كل هذا و لم تتدخل الشرطة ؟ يجب اقتحام الشقة لفهم الموضوع ، ربما هي امرأة مخطوفة و محجوزة هناك

  • جزائري

    لا بيت مسكون ولا هم يحزنون .. بل العقول هي التي سكنها الجهل الذي وجد ضالته فيها مما جعله يرفض مغادرتها .

  • حكيم

    افتحو الباب تعرفو. و ان كان صوصسيال طردو لي ما راهمش ساكنين

  • من أمستردام تحيا الجزائر إلى أبد الآبدين

    الحل الوحيد يجب التحدث مع الحاج لخضر مول العمارة لأنني أشك في عمر أو السعيد 🤣

  • الاسم

    على حد علمي لا يمكن للجن ان يصدر صوت الإنس هذا الصراخ من الواضح هو لامرأة انسية ويبدو انه تسجيل اعتقد ان هناك من يشغل مكبرات الصوت ويطلق هذا الصراخ المسجل من احدى الشقق اقطعوا الكهرباء على العمارة وسيتوقف الصراخ جربوا على الاقل