الشروق العربي

لماذا سمى الله نفسه بالمتكبر؟

الشروق أونلاين
  • 9168
  • 0

يقول بعض غير المسلمين: لم تقولون إن المتكبر من أسماء الله؟مع أن هذه الصفة ذميمة، وليست مطلوبة والله تعالى لا يتصف من الصفات إلا بما هو كامل ولا يدل على شيء غير محمود،فكيف نرد عليهم؟

الإجابــة

إن صفات الله تعالى باعتبار المقارنة بصفات العبد أقسام: 

القسم الأول: ما هو كمال في الخالق والمخلوق، وذلك: كالسمع، والبصر، والحياة، والإرادة، و… وهذه تثبت لله سبحانه.

القسم الثاني: ما هو كمال في المخلوق ونقص في الخالق، كالنوم، والأكل، والشرب، وهذه لا تثبت لله سبحانه، بل هي من الصفات السلبية.

القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق، كالتكبر، والتجبر. قال سبحانه وتعالى عن نفسه: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) الحشر:23]

قال ابن الجوزي في زاد المسير (8/227): فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال:

أحدها: أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله: قتادة.

الثاني: أنه الذي تكبر عن ظلم عباده. قاله: الزجاج.

الثالث: أنه ذو الكبرياء، وهو الملك. قاله: ابن الأنباري.

الرابع: أنه المتعالي عن صفات الخلق.

الخامس: أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم.

ذكرهما الخطابي – يعني القولين الأخيرين- وقال: التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق. انتهى كلامه

وقال صاحب كتاب (جواهر القرآن) (18/47)

المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد.

 وقال ابن كثير: وقوله تعالى العزيز أي: الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى: (الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته، كما تقدم في الصحيح 2620: “العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته”.

مقالات ذات صلة