-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا لا يَتكفّل المسلمون بميزانية “الأونروا”؟

لماذا لا يَتكفّل المسلمون بميزانية “الأونروا”؟

تبقى المساهمات العربية والإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني سواء من خلال “الأونروا” أو عبر السلطة الفلسطينية دون الحد المطلوب الذي يجعل إخواننا في فلسطين بمنأى عن التهديدات الغربية المستمرة لقطع المساعدات..

وآخرها ما حدث في نهاية الشهر الماضي عندما قررت 12 دولة غربية تعليق مساعداتها لهذه الوكالة الدولية وهي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وهولندا وألمانيا واليابان والنمسا ورومانيا ونيوزلندا، وهددت أخرى بذلك مثل سويسرا وفرنسا… ومعلوم أن هذه الدول الغربية هي المساهم الأكبر في ميزانية هذه الوكالة المقدرة بنحو 1.17 مليار دولار سنة 2022 بما يزيد عن 80%… والمفارقة أن الولايات المتحدة هي أكبر  المساهمين من بين الدول الغربية بنحو 344 مليون دولار في سنة 2022، تليها ألمانيا بـ202 مليون دولار، فالسويد بـ61 مليون دوالأونروالار فالنرويج بـ34 مليون دولار فاليابان بـ30 مليون دولار وفرنسا بـ29 مليون دولار، ثم باقي الدول بما في ذلك بعض الدول العربية والإسلامية، ولكن مساهمة هذه الأخيرة تبقى ضعيفة بالمقارنة مع المساهمات الغربية. ولعل هذا ما يجعلنا نطرح السؤال اليوم في ظل ما يحدث في قطاع غزة من قتل وتدمير وحصار وتجويع  يومي، وفي ظل إعلان تعليق هذه المساعدات استجابة لطلب الكيان الصهيوني لماذا لا يَتكفّل المسلمون بميزانية “الأونروا“؟ مَن أحق بدعم الفلسطينيين؟ ولماذا نُبقي إخواننا تحت رحمة دول غربية تدعم الكيان في حربه ضدهم؟ وهل  يستقيم هذا مع طرحنا القائل بأن السبب الرئيس في بقاء الاحتلال هو الدعم الغربي والأمريكي بالتحديد للكيان؟ وهل يستقيم أن نعتبر الغرب هو سبب  مآسي الشعب الفلسطيني منذ تأسيس دولة الكيان، وفي الوقت ذاته نقبل هِباته ومساعداته، ونُعوِّل عليها منذ عقود من الزمن لإغاثة أكثر من 5.9 مليون فلسطيني وتشغيلهم؟ وهل يحق لنا أن نلوم الغرب اليوم على تعليق هذه المساعدات؟ أم علينا أن نلوم أنفسنا لأننا تقاعسنا عن توفير مليار دولار سنويا لأبنائنا تكفيهم عناء السؤال ونحن البالغ عددنا 1.8 مليار مسلم؟! أي أننا لم نتمكن من تقديم دولار واحد عن كل مسلم وفي السنة لإغاثة إخواننا ولم نستطع أن نُعلنها أمام الدول التي قرَّرت تعليق مساعدتها: وليكن، شكرا لكم، نحن نتكفل بأبنائنا؟  أين هو التضامن الإسلامي الذي نزعم أننا ندعو إليه؟ أليس هذا الباب أولى به؟ لماذا لا تُقرِّر مجموعة من الدول العربية والإسلامية، اليوم، في ظل هذا التكالب على إخواننا في فلسطين استعدادها لتمويل الوكالة الأممية بالكامل سنويا، شاكرةً مَن بقي من الغرب مُدَعِّما أو مَن قدَّم الدعم في العقود الماضية؟ هل يُعَدُّ مثل هذا القرار صعبا أو مستحيلا ونحن نعلم أنَّ دولة واحدة بمفردها تستطيع التكفل بالمبلغ المطلوب دون حاجة إلى غيرها ولن يؤثر في ميزانيتها في شيء فما بالك لو اتفقت مجموعة من الدول من باب التضامن والعمل المشترك على مثل هذا الموقف واتخذت مثل هذا القرار المشترك؟ ألا يستحق أن يكون هذا موضوعا في مستوى القمة لأيِّ قمة عربية أو إسلامية تُعقَد لتصحيح معادلة التعامل مع قضيتنا المركزية وإعادة ترتيب علاقاتنا مع الدول الغربية تحت شعار: نحن أحق بإخواننا في فلسطين.. ما الذي يمنع مثل هذه القمة ومثل هذا القرار؟ ستُرحِّب به الأمم المتحدة ولن يستطيع الغرب رفضه، وسيُفشِل مخططات الإدارة الصهيونية التي تسعى من خلال منع وكالة “الأونروا” من التكفل باللاجئين الفلسطينيين إلى غلق ملف العودة نهائيا، ومنع أي جهة من أن تكون إطارا قانونيا لإحصاء وتجميع الفلسطينيين ولو في مخيمات على أمل العودة إلى ديارهم وإلى دولتهم المستقلة طال الزمن أم قصر.. هل  1.8 مليار دولار بالمبلغ الكبير على أمة 1.8 مليار مسلم؟ 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • abdi tahar

    بارك الله فيك...نتباكى على إخواننا و لا نقدم لهم الدعم المرجو ثم نلوم الأخرين...نحن غثاء....