لماذا نتعدى على خط المحرمات؟!
إن أحداث، وملابسات المقابلة الكروية؛ قد تعكس الاستعمال والاستغلال المسيء لها؛ فبدلاً ما أن تكون مجرد مقابلة تسود فيها الروح الرياضية ولا تتعدى المدرجات، وأعمدة الصحف!!!!… نلاحظ أنها أحدثت “تسونامي” على مستوى الشعوب، ففي السابق كنا نتكلم عن عدم توافق الأنظمة، أما اليوم فأصبحنا نتكلم عن عدم توافق الشعوب، فاللغة العاطفية أصبحت بديلة للغة العقل والمنطق، ولغة السب والشتم أصبحت بديلة للغة الحكمة والتعقل…
-
وقد وصلنا لهذه الحالة، أو لهذه المحرمات بفضل التغذية المضللة للإعلام، والى جانب عدم الحفاظ العديد من مسيري “الكرة” والمسئولين، والرسمين عن أدب اللياقة ومقتضيات الواجبات، فأصبح لا فرق يذكر بينه وبين “المناصر” المتطرف، وبينه وبين مسؤوليته الوظيفية… كما كانت المقابلة فرصة للعديد من المسؤولين “للتنفيس” الداخلي، وتحقيق مآرب قد عجزت السياسة والقوة عن تحقيقها؟؟.. فإنه من المؤسف، أن يصبح شعبان لهما تاريخ مشهود به، في عراك من أجل “كرة مملوءة بالهواء”!! وكذلك من المؤسف أن يلجأ العديد لحرق “علم” الجزائر الذي استشهد من أجله العديد من خيرة الأمة لرفع “النيف”العربي… ولذلك أسأل الطرف المقابل ـ المصري ـ ما موقفهم إن حصل العكس؟!… وإنني قد أكتب هذه المقالة، وأنا متواجد في نيروبي ـ بكينيا ـ، فالكل يسأل من حوالي مائة وثمانية وستين وفداً، حول هذا الجنون؟ هل هو طبع عربي؟! أم هو نتاج طبيعي للاستعمال السياسي للمقابلة من أجل إطفاء النيران الداخلية وتهدئة جبهة الغليان الاجتماعي؟! فقد تتعدد التفسيرات والتحليلات، وقد تختلف القناعات، ولكن ما الكل متفق عليه أنه توجد مجموعة من القيم يجب أن تسود، من ضمنها نبذ العنف بكل أشكاله وأوصافه وأصنافه…
-
وأنه من المخزي أن أرى أي عربي يتعدى على كرامة عربي آخر بالدوس وحرق علمه، فهل تم ذلك مع اليهود وأعداء الأمة..؟! طبعاً الإجابة ستكون بالنفي، وهذه الشجون… والانطباعات العفوية… كانت محل جدال ومناقشة مع زميلي وأخي د. بطاهر بوجلال، أثناء تواجدنا في نفس المهمة الإنسانية، التي قادتنا إلى كينيا، والذي اقترح عليّ عنوان المداخلة والتي كانت تعكس العديد من التساؤلات، فقلنا: كيف للمباح والجميل أن يتحول إلى محرمات قادتنا إلى مآسي؟؟.. وكل ما سيقال، وسيحدث سيدخل لا محالة في المحرم… فأرجو أن لا نكون مكتوفي الأيدي لصدّ هذا الحرام؟!…