-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم توفّره بكميات معقولة

لهف على اقتناء أكياس الحليب وتخزينه!

نادية سليماني
  • 30427
  • 2
لهف على اقتناء أكياس الحليب وتخزينه!
أرشيف

رغم استحداث نقاط بيع مباشرة من المصنع إلى المستهلك، ورغم سنّ قانون المضاربة، وضخّ كميات معتبرة من الحليب المدعم يوميا، لا تزال لهفة المواطنين على اقتناء كميات “غير معقولة” من أكياس الحليب، ترسم مشهدا متكررا، أبى أن يختفي من مجتمعنا.
وهو ما جعل جمعيات حماية المستهلك، تحذّر المواطن من هذه اللهفة، لأن حليب الأكياس تنتهي صلاحيته غالبا بعد 5 أيام، ويفقد قيمته الغذائية.
تعتبر أكياس الحليب المُدعّم، أكثر مادة يقبل المستهلك على شرائها، بصورة يومية، رغم توفّر هذه المادة بكميات معقولة عبر كامل التراب الوطني، فالملابن العمومية والخاصة، استحدثت نقاط بيع، تزود المستهلك بالحليب ومشتقاته مباشرة من المصنع. وبات الحليب متوفرا وبكميات مناسبة يوميا عبر محلات التجزئة، لدرجة أن بعض المحلات توفره أحيانا مرتين في اليوم صباحا ومساء.

يقتنون 10 أكياس حليب يوميا..!
“نبيل” مواطن من حي المنظر الجميل بالقبة، أخبرنا بأنّه يشتري 4 أكياس حليب مرّة كل يومين، بحكم أنّ لديه ولدين. والغريب، بحسبه، أن جاره المتزوج حديثا، يشتري 5 أكياس ويعاود الحضور في اليوم الموالي لأخذ المزيد. وهو سلوك وصفه محدثنا بـ ” اللهفة وأخذ حقّ الغير “.
بينما أكد صاحب محل تجزئة للمواد الغذائية، بأنه يحذّر المواطنين الذين يقتنون كميات كبيرة من أكياس الحليب، بالانتباه لتاريخ صلاحيتها، لأنّها مادّة سريعة التلف، ولا يمكن تخزينها عشوائيا، مُعلقا “أستغرب من مواطن يشتري 10 أكياس حليب صباحا، ويحضر ابنه مساءا لشراء كمية أخرى. ماذا يفعل به هؤلاء.. لا أدري؟
وأضاف صاحب محل آخر: “في الصباح، أبيع الحليب كيسين لكل مواطن، لأنّ الطابور طويل، فأتفاجأ برجل يحضر ثلاثة من أولاده كل واحد يأخذ كيسين، وآخر مع زوجته..!”.
أما سيدة أخرى، فتشتري حليب الأكياس يوميا لـ “ترويبه”، وبحسبها رائب الحليب المدعم، خفيف وليس فيه حموضة تؤذي المعدة وثمنه مقبول، عكس قارورات الرّائب التي تعدى ثمنها 150 دج للواحدة.
وبالجهة المقابلة، يرى مواطنون بأن المشكلة تكمن في توزيع الحليب، وعدم إحصاء احتياجات الأحياء، حسب كثافتها السكانية، فمثلا تدخل 4 شاحنات حليب إلى حي سكانه قلة، بينما تُوجّه شاحنة واحدة لعشرات آلاف السكان.

دعوات إلى ترشيد وتهذيب السّلوك الاستهلاكي
وتتأسف جمعيات المستهلك، لطول أزمة الحليب واستمرارها في بعض المناطق، متسائلة عن موعد انتهاء هذه المشاهد؟.
وفي هذا الصّدد، دعت منظمة “حمايتك ” للدفاع عن المستهلك، المواطن لترشيد وتهذيب سلوكه الاستهلاكي، عن طريق شرائه ما يكفيه من الحليب، والابتعاد عن تخزينه. وقالت: “يجب أن تحبّ لغيرك ما تحبّه لنفسك، فلا تأخذ كميات كبيرة وتحرم غيرك منها”، وتأسّفت المنظمة لسلوك إرسال الأبناء لشراء كميات أخرى من الحليب لنفس الأسرة.
وبحسب المنظمة، بعض المواطنين “يتتبعون شاحنات الحليب من محل إلى محل، وبعضهم من الميسورين القادرين على شراء حليب العلب، وترك أكياس الزوالية لأصحابها”.

حذار.. الحفظ الطويل للحليب يفقده قيمته الغذائية
وما تجدر الإشارة إليه، أنّ حليب الأكياس المدعّم يحمل تاريخ صلاحيته، وعلى المواطنين الانتباه إليها عند كل عملية شراء، فالبعض يشتري كمية كبيرة ويُخزّنها في المبرد لمدة تزيد عن 15 يوما أو شهرا، رغم أن مدة صلاحية حليب الأكياس لا تتجاوز 5 أيّام. وفسادها يشكل خطرا على الصحة.
وأكّدت المختصة في التغذية، زهرة بودين في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ حليب الأكياس أو أي مادة غذائية أخرى، لا يمكن تجميدها في البراد لأكثر من 5 أيام، حتى ولو بقيت صالحة للاستعمال شكلا، لأن عملية التبريد الطويلة، تفقد أي مادة استهلاكية العناصر الغذائية المهمة للجسم.
وقالت المُتحدثة “لا يُنصح بوضع أكياس الحليب في المجمد، لمدة تفوق الـ5 أو 10 أيام، حفاظا على العناصر الغذائية الموجودة فيه، لأن الحليب قد يتحوّل إلى مادّة سامّة إذا طالت مُدة حفظه في المبرِّد”.
ونبّهت المختصة، إلى أنّ مادة البلاستيك في أكياس الحليب، تتفاعل مع درجة الحرارة الكبيرة وحتى مع البرودة، وهذا خطر على الصّحة.
وكشفت بودين، بأنّ عنصر الكالسيوم الذي يبحث عنه المستهلك في الحليب فقط، مصادره متنوعة وكثيرة، بل هي أحسن من الحليب، مؤكدة “الخضار غنية جدا بالكالسيوم، وخاصة اذا أضفناها مثلا لوجبة العدس الغنية بالحديد، كما لا يوجد أحسن من عصير الجزر كمصدر غني بالكالسيوم، وفاكهة التمر”، وهو ما جعل محدثتنا تنصح الجزائريين، باكتساب ثقافة الإكثار من تناول الخضار على اختلاف أنواعها، خاصة وأن الجزائر تتوفر فيها كل الأنواع، لأنها منتجات غنية جدا بمختلف العناصر الغذائية للجسم البشري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ماريا كريم

    نحن عندنا ثلاثة او أربعة سنوات نعيش من غير حليب الأكياس بتاع 25دج

  • حكيم

    المواطن هو من يحتكر . يرحم جدكم يشري 10 شكابر حلبب واسم يدير بيهم