-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تضارب في النتائج وإجماع على السلمية وتقبل الرأي الآخر

ليلة بيضاء على مواقع التواصل بسبب “سوسبانس” الرئاسيات

آمال عيساوي
  • 807
  • 1
ليلة بيضاء على مواقع التواصل بسبب “سوسبانس” الرئاسيات
ح.م

قضى رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليلة بيضاء وهم يرصدون النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، خاصة مع تضارب النتائج وحرب الأرقام بين المترشحين، وشدد المواطنون في هذه المواقع ضرورة التمسك بالسلمية وقبول الرأي الأخر والتطلع إلى فصل جديد بعد الرئاسيات ووضع الثقة في الرئيس المنتخب لتلبية مطالب الشعب في التغيير وإبعاد رموز العصابة عن الحكم وتحسين الظروف المعيشية للجزائريين.

فضل الكثير من المواطنين نشر صورهم على مواقع التواصل الإجتماعي وهم أمام مراكز الإقتراع ونشروا صورا لبطاقاتهم الإنتخابية المختومة، وعلّق عليها آخرون بين مبارك وناصح وحتى منتقد، ولكن بطريقة سلمية، وكان النقاش العام على على الفضاء الأزرق أشبه بالحراك الشعبي السلمي الذي قدّم فيه الجزائريون أنفسهم أمام العالم، بالمهتم بالحدث الانتخابي ومحترمين للآراء المختلفة التي ظهرت وتجلت أيضا في الصندوق بين مدعم مرحب بالإنتخابات ومعارض لها..

مواطنون يذكرون الرئيس الجديد بوعوده

وبمجرد الإعلان عن النتائج الأولية في حدود منتصف نهار أمس الجمعة، حتى استخرج بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الوعود التي قدمها الرئيس الجديد للجزائر وعلى رأسها استرجاع الأموال المنهوبة وتمنوا الوفاء بها وبطريقة حضارية معترفين بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، كما طالب آخرون بقية المترشحين بأن لا ييأسوا ولا يتركوا الساحة السياسية بمجرد أن خسروا معركة انتخابات الثاني عشرة من شهر ديسمبر الجاري التي جرت في ظروف استثنائية، لأن حرب السياسة لا تنتهي وكما فاز عبد المجيد تبون بالرئاسة وهو في العقد السابع من العمر، بإمكان عبد العزيز بلعيد مثلا أو عبد القادر بن قرينة الفوز بالكرسي الرئاسي بعد سنوات أخرى.

شباب يطالبون بمواصلة الحراك لكنس بقايا النظام

بعض الشباب طالب بمواصلة الحراك الشعبي بين مطالب بكنس ما تبقى من أزلام النظام السابق، وبين من اعتبر الحراك داعما للرئيس الجديد حتى يبقى يتابع نبض الشارع الذي لولا حراك الثاني والعشرين من شهر فيفري السابق وما تبعته من جمعات، ما وصلنا إلى هذه الانتخابات التي قلبت على النظام السابق الطاولة بعد أن أعادت تبون إلى أكبر منصب في البلاد بعد أن حاولت العصابة السابقة ابعاده من المسؤولية..

نشر صور وفيديوهات تظهر سلمية وتحضر الجزائريين

وقدّم الفضاء الأزرق ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما قبل وأثناء وما بعد الاقتراع صورا لا تنسى عن سلمية وتحضّر الجزائريين، الذين تبادلوا بكل فئاتهم فنّ النقاش الراقي الذي يؤكد اهتمام الجميع بما وصلت إليه الجزائر اليوم وخوفهم من زرع الفتن والبلبلة، واتحدوا على أنّ علًم الجزائر يجب أن يبقى يرفرف ولا يهمّ اسم الرئيس الذي سيقود البلاد، وإنما الاهتمام بمعالجة الأزمة من جذورها ويجب أن يتحد الجميع ولن يكون بمقدور عبد المجد تبون لوحده أن يُدخل الجزائريين الجنة على حدّ تعبير بعضهم، كما كانت الكثير من المنشورات موجهة إلى الخارج وإلى فرنسا على وجه الخصوص.

.. ولذوي الاحتياجات الخاصة نصيب

من جهتهم ذوو الاحتياجات الخاصة، بصموا بقلوبهم لا بأجسادهم بصمة وفاء وإخلاص للوطن، فرغم إعاقاتهم الجسدية التي اختلفت من شخص لآخر بين من لا يُبصرون ومن لا يتكلمون ومن لا يمشون ومن لا يملكون أيدي ولا أرجل وغيرها من الإعاقات، إلاّ أنهم لم يترددوا للحظة في التقدم إلى صناديق الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم، وقد أوضحت الصور والفيديوهات التي نشرتها مختلف التواقع الاجتماعي وبثتها القنوات العمومية والخاصة، مدى تفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة مع رئاسيات أول أمس، وأظهرت صورا مؤثرة لهذه الفئة من الناس التي فضّلت الإدلاء بصوتها لصالح المتشرح التي رأت فيه أنه سيحقق التغيير الإيجابي في البلاد ويأخذهم كذوي احتياجات خاصة بعين الاعتبار، فهناك شابة تقدمت لصندوق الاقتراع بدون أيدي لكنها أدلت بصوتها وأمضت بفمها، وقد خلق هذا الفيديو تأثيرا كبيرا لدى الجزائريين ممن غيروا آراءهم عند مشاهدتهم لها وبدلوا مقاطعتهم للانتخابات بالتوجه لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، وهو نفس ما زرعه شاب آخر في الثلاثينيات من العمر، في نفوس الجزائريين، إذ تقدم لصندوق الاقتراع بدون رجلين، إذ كان يحبو أرضا، ناهيك عن عديد الصور والفيديوهات المباشرة التي بثتها مختلف القنوات عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين خيروا مصلحة الوطن على حساب إعاقاتهم الجسدية وفضلوا التصويت بدل القعود في المنزل.

صور محرز وبونجاح في أظرفة الانتخابات

عملية فرز الأصوات، عرفت طرافة كبيرة بفعل الصور التي وجدها المكلفون بعملية الفرز، داخل الأظرفة الموجودة في صناديق الاقتراع، فقد عثروا على صور للاعبين المنتخب الوطني مثل رياض محرز ويوسف عطال وبغداد بونجاح، وكذا كانت هناك صور للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي قاد البلاد لمدة عشرين سنة، قبل أن يقدم استقالته بعد حراك شعبي راقي سادته السلمية والنضج الكامل.

والغريب في الأمر أن هذه الصور تم تحضيرها ونسخها قبل الانتخابات، وقام المنتخبون بإحضارها في جيوبهم، وكونهم يدلون بأصواتهم في سرية تامة، وجدوا فرصة ثمينة من هذا الأمر في للسخرية من المترشحين الخمسة، من خلال اختيار اسم آخر غير وارد مع الأسماء الخمسة، وخاصة عند وضعهم صور رياض محرز ويوسف عطال وبغداد بونجاح، هذا أكبر دليل على السخرية الكاملة وهذا ما علق عليه الفايسبوكيون، الذين عبروا في منشوراتهم بأن المترشحين الخمسة لا يصلحون للحكم وإن كانوا هم يصلحون فكذلك لاعبي المنتخب الوطني الذين تمكنوا من الفوز والتتويج في بطولة كأس الأمم الإفريقية خلال شهر جويلية المنصرم، لهم الأحقية في حكم البلاد، كما أثار الظرف الذي عُثر بداخله على ورقة بيضاء مكتوب عليها “زوجي هو الرئيس” الكثير من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

حرب الأرقام والتصريحات تربك المواطنين

دون أن ننسى التضارب الكبير الذي وقع بين المترشحين الخمسة، عند تقدمهم لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، إذ كان كل واحد من بينهم، يزعم بأنه سيكون الرئيس المستقبلي للجزائر، بداية من المترشح عبد القادر بن قرينة الذي قدم تصريحات يؤكد فيها بأن الجالية الجزائرية عبر مختلف بلدان العالم قدمت صوتها لصالحه، ناهيك عن الأغلبية الساحقة داخل الوطن، إذ أبدى عند ظهوره يوم الخميس ارتياحه من أنه سيكون حتميا رئيس الجزائر بداية من يوم أمس الجمعة.. والأمر نفسه بالنسبة للمترشح عبد العزيز بلعيد الذي نظّم ندوة داخل حزبه عند منتصف ليلة الجمعة، بقيادة مدير حملته فاتح بوطبيق الذي كان يشدد على أنّ بلعيد فاز بنسبة 60 بالمئة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • !!!

    واحد يكون واقعي ,المترشح الذي إقتنع بقبول تجاوزات ** ويرجع الرئيس بي نسبة 5 أو 6 % من المنتخبيين جلهم من الجنود مرغمين يحاسب قيادتهم بإنتخب !!!
    هل هذا الذي يرضى بكل هذه تجاوزات يكون صالح .
    أنا عندي إقتراح يشتغل على إرجاع المال وإخراج السياسة من تكنات ,و تحضير للجمهورية ثانية بعيد كل البعد على تاريخنا المزيف , ثم يستقيل بعد سنة , يترك مكانه للجيل مابعد الإستقلال .