الرأي

ماء.. أغنانا لولا النفط!

عمار يزلي
  • 2847
  • 10

وجدت نفسي، بعد فضائح النفط وفساد العمولات، و”فصاد” دولة “العمائل”، والبنزين المخلوط بالماء وصحرائنا “الغربية” المغرر بها غربيا، والتي ذهبت للشركات “الجنسية المتعددة” وغلاء المياه “الشاربة للصلح” التي دفعت الناس إلى تحمل فواتير ماء القوارير، وجدت نفسي أقدم على حفر بئر ماء، داخل المطبخ. الجيران ثاروا ضد عملية المسح الزلزالي، لا سيما بعد حدوث شبه زلزال أثناء الحفر. حضور الشرطة للتحقيق في التنقيب عن المياه “السطحية المتجوفة”: أحدث ثورة: تدخلت فيها كل القوى السياسية والإيديولوجية والمنتخبين بلا انتخاب وأميار زمان وبديع الزمان، الذين أجمعوا “أنه من حفر حفرة لأخيه تعوق فيها”، لكن بعد تفاهم وحملة شرح وتوعية للجيران السفلة، تفهموا واقتنعوا “بلا ماء.. يفهموا أصلا”.

المشروع كان يقضي ببداية عملية الحفر من أعلى العمارة رأسا، بحثا عن الماء في الأعماق، على أساس تقاسم الأسهم بالتساوي، حسب مستوى كل طابق. وكان ما لم يحدث في الحسبان: بعد شهرين، ينفجر البئر، ولكن بالنفط.. وحتى الغاز: سوناطراك عندنا؟ يا مرحبا!! صاح الجميع، فيما رحت أصحح لهم الخطأ اللغوي.. سوناطراكنا عندهم.. نفطنا يعود إليهم. فيما راح الجيران يرددون الشعارات بطريقة معكوسة: بترول العرب للعرب “زيطنا.. في بيطنا”. وفي ظرف سنتين، كانت العمارة تتحول إلى “إمارة”.. عربية متحدة.. (مع الولايات..)

رمينا ألبستنا ولبسنا العقال وشماغ البسام بعدما ابتسم لنا الحظ: احفر تربح: العمارات المجاورة بدورهم سارعوا إلى مغفرة من ربهم. حفروا بعدما كفروا وتسامحوا وتسامعوا.. وغفروا واجتمعوا لأول مرة وقرروا: النفط لنا.. والبيت لهم.. وبأيدينا سنعيد بناء القدس! للقدس كلام (مجرد كلام).

والنفط كان في ظرف سنوات قليلة فوق “العمارات العربية المتحدة”، بعيدا عن دولة “خطر” التي تملك بحرين منه. الدولة لم تتدخل، أمريكا هي من تدخلت لفرض قانون خوصصة قطاع “المحقورات” ولو كان بنا خصاصة.. فلا حق للدولة بعد اليوم أن تدعي أنها المالكة لوحدها.. فالنفط ملكية مشاعة على رأي بيل كلنتون وإدارة سابقه بوش وديك تشيني.. وملك لحفنة من الشركات والأفراد الذين يحق لهم بقوة القوة، حق الاستغلال دون التصرف بأمر صاحب الحيازة والامتيازة.

 

صارت الحومة.. لها حكومة.. وأنا هو قرضايها بعد انقراض كل القوارض ممن اقترضوا من بنك “القرد” الدولي والشامبازي الأوروبي والغوريلا الأمريكي.. والبابوان الفرنسي.. وتشيطا الياباني.. ورضيت عني أمريكا لأني بعدها صرت أبيع النفط واللفت.. والأرض والعرض.. بالطول والعرض.. في الصيف وفي البرد.. وكلمتي صارت لا ترد.. والحمد لله حين رضيت عني اليهود والنصارى بعد إذ اتبعت والعياذ بالله.. ملتهم..

مقالات ذات صلة