الرأي

ماذا سيقولون لو كانت شفافة ونزيهة؟

حسان زهار
  • 1461
  • 15
ح.م

هناك من يشكك في انتخابات 12 ديسمبر قبل أن تبدأ، وهناك من يعتبرها مزورة سلفا، لكن ماذا لو كانت شفافة ونزيهة؟ ماذا سيقولون حينها؟

هذا السؤال الذي سيلطم وجه المقاطعين لهذه الانتخابات ممن سبق لهم وشاركوا من قبل في كل الانتخابات المزورة السابقة، سيكون مؤلما جدا يوم 13 ديسمبر حين اعلان النتائج، وظهور حقيقة الادعاءات الصحيحة من تلك الفارغة.

وعليه، من المهم التنبيه أنه أمام حالة الالتباس والتباين في الموقف من الانتخابات الرئاسية المقبلة، بين مؤيد ومعارض، وبين واثق من أن السلطة ليس لها مرشح، وبين من يرى أن لها مرشحا أو أكثر، وبين من يرى أنها ستكون انتخابات نزيهة وشفافة، وبين من يرى أنها مزورة قبل أن تبدأ، هناك حل واحد للفصل في هذا الإشكال العويص.

الحل هو انتظار النتائج ومن ثم الحكم على العملية الانتخابية برمتها.

مبدئيا، هناك الكثيرون من أنصار هذا الطرح، إذا أخرجت هذه الانتخابات رئيسا من الحرس القديم للنظام، فحينها سيكون النظام أمام ورطة كبيرة أمام الشعب الذي يبحث عن التغيير، وستكون الفرصة كبيرة أمام المشككين ليؤكدوا اتهاماتهم، كما ستكون البلاد كلها أمام اشكالية عويصة في كيفية التعامل مع رئيس “منقوص الشرعية”، في بلد ما زال فيه الحراك حيا ينبض.

وحتى ضمن هذا الاحتمال، لا يعني أن الانتخابات كانت بالضرورة مزورة، فقد يكون الشعب الذي انتخب على بوتفليقة في العهدتين الأولى والثانية، هو نفسه من أخذه الحنين إلى نفس المنظومة، كما يمكن للعملية الانتخابية ان تكون منقوصة المصداقية..

أما إذا جاءت الانتخابات بوجه لا ينتمي لمنظومة الحكم القديمة، وأتت بوجه جديد تماما، رغم التفاوت في الإمكانيات، فهنا لن يجرؤ احد على الادعاء بأن الانتخابات كانت مزورة، أو أن السلطة زورت الانتخابات لتأتي برجل لا ينتمي للمنظومة القديمة، وعندها ستختلط أوراق كثيرة، وتعاد حسابات كثيرة ايضا، لأن اصحابها سيجدون أنفسهم قد ضربوا كل شيء في الصفر.

في هذه الحالة، ستخرس الألسنة الناعقة بالتشكيك الدائم، والتي ظلت ترفع رايات التخوين، وألفت المزايدة كوسيلة لفرض “الانتقالية”، وفرض التصورات الخاصة بعيدا عن الشعب وما يريده.

ستتلقى الأحزاب والشخصيات الرافضة للانتخابات، صدمة العمر، وستنزوي تلك الرؤوس في بيوتها، لا تكلم بعدها إنسيا، وقد تفرغت لأدوية الضغط والسكري، وأقراص التهدئة لمعالجة الصدمات.

كما سينتهي الحراكيون إلى بيوتهم، وقد ادركوا ان الانتخابات قد جرت رغم أنف “العصابات”، وأن هذه العصابات لم تؤثر في النهاية قيد أنملة على نتائج الصندوق، وأن الملايين التي خرجت لتنتخب رئيسها، ليست في النهاية عدوا لهم، وانما كانت لهم وجهة نظر مخالفة، ثبت مع الوقت أنها صحيحة وفي صالح الوطن.

سينتهي الحالمون بكرسي الرئاسة عبر الهاتف والإيعاز، إلى عض أصابع الندم، حين يدركون أن الفرصة قد جاءتهم على طبق، لكنهم أفلتوها ولن تعود اليهم أبدا.. وان عليهم الآن اعتزال السياسة نهائيا، لأنهم أثبتوا انهم ليسوا أهلا لها.

الآن.. اتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. أما في 13 ديسمبر، فإما أن يكون نهارا ربيعيا مشرقا، وأما يوما مدلهما أسود.

نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى نور اليقين.

مقالات ذات صلة