-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في مجتمع يقدس الذكورة:

ماذا لو كنت أب البنات؟

صالح عزوز
  • 3046
  • 6
ماذا لو كنت أب البنات؟
أرشيف

لا يختلف اثنان، أن الكثير من الرجال، يودون لو أن يكون أول مولود لهم ذكرا، لحاجة في أنفسهم، بل فيه الكثير من أصابه الحزن والجزع من قدر الله، حينما رزق بفتاة كانت باكورة زواجه، لذا تبدأ رحلة البحث عن الذكر أو رجل الدار إن صح القول، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقد لا تنهي الرحلة بعد فترة قصيرة كما كان يعتقد الكثير من الأزواج، ويجدان أنفسهما، قد وصلا إلى خمس بنات أو ست دون أن يتحصل على الوريث الشرعي كما يقال، وهنا تبدأ رحلة أخرى مع المحيط الخارجي.

ليس من السهل أن تكون أبي البنات في مجتمع، يرى القوامة أهم شيء في العلاقات الاجتماعية، ويرى الذكورة منبع الشرف والعز، وتبقى الأنثى في الدرجة الثانية بعد الذكر، وهي ظاهرة نعيشها واقعا، وليست قصة من نسج الخيال، أو للطرافة والفكاهة، فكم من زوج حزن حزنا شديدا وبقي معلق الذهن والفكر لا يكلم أحدا، حينما رزق بنتا، في المقابل كم من زوج رقص في رواق المستشفى حينما حملت إليه الممرضة ولدا، بل وسارع إلى تقبيل رأس زوجته، لأنها أهدته ذكرا على حد اعتقاده، وزغرد مثله مثل النساء، ورقص حتى في الشارع، ونادى كل من حوله ومن يعرفه أنه رزق ولدا، بل وأقام الحفلات ودعا إليها القريب والبعيد ، هذا هو الفرق بين من يرزق ولدا وبين من يرزق بنتا في مجتمعنا، فما بالك حينما يرزق الرجل منا، بأولى وثانية وثالثة ورابعة وحتى خامسة، فكيف يكون حاله بين أصحابه و عائلته.

الاعتقاد الخاطئ في هذا المجتمع، والذي ورثه مند زمان، أن من لا يرزق ولدا، لن يبقى اسمه يسير في هذا الأرض بعد وفاته، أما البنت فحتما سوف تحمل اسما آخر لزوجها، لذا عند وفاة أبو البنات، لا يذكر في هذه الأرض. ولما كانت البنت في مجتمعنا قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في أي لحظة، قد يعير الرجل ببناته ويسمى أبو البنات بدل من اسمه سخرية من الأفراد، ويصبح أب من الدرجة الثانية، ولا يرقى إلى من له ذكورا فقط.

غير أن الواقع في الكثير من الحالات يبين عكس كل ما يعتقده المجتمع، فكم من أب بنات تربين في عز وكرم، أصبحن اليوم رائدات في الكثير من المجالات، يعتبرن من بين الإناث الصادقات الناجحات في الدراسة والعمل، البارات بالأب والأم والمطيعات لهما، في المقابل كم من أب أولاد أو ولد فقط، يعيش الجحيم معه، وقد رقص يوم

ولادته رقص مجنون حين رزق به، لكن بين الأمس واليوم الكثير من الاختلاف، بل أصبح يتمنى أن لو رزق بنتا بدل من هذا الولد الشقي العاق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • خليفة

    الذرية رزق و نعمة من الله يجب على الانسان ان يحمد الله و يشكره عليها ،و لا ينبغي ان يتشاءم من البنت لان هذه عقلية جاهلية ،حيث ذكرها القرآن في قوله تعالى(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ* }

  • نذير

    قال رسول الله ﷺ: من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجابا من النار

  • طارق الجزائري

    أعتقد أن الوضع تغير هذه الأيام مع التحول الذي طرأ في مجتمعنا فالكثير من الأسر الجديدة أصبحت تفضل البنات.

  • Issamenglish

    قال أحد الأئمة الأربعة : " من لم يرزق بنات مات عقيما ولو كان له مئة ولد. "
    نقطة ضعف الرجل ابنته. البنت قرة عي عنهن و كل روح أبيها. اللهم ارزقن بنتا أو كما تشاء.

  • جزائري.

    قال تعالى : (لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير .)
    (لمن يشاء إناثا) هي الاولى في الآية! ، ..ثم تأتي (ويهب لمن يشاء الذكور) ثانيا !، ومنهم من يزوجه، أي: يجمع له ذكورا وإناثا، ومنهم من يجعله عقيما لا يولد له.

  • anis

    ربي رزقني با06بنات جميلات والحمدلله على نعمته. ومانيش سامع باذكر وكلام الغاشي الراشي