-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يجري في تونس؟

ماذا يجري في تونس؟

ما عادت الأجواء في تونس، كما يعهدها البعض التواق للاستمتاع، بمحيطها السياحي الأخاذ، وبلوغ نشوة الاسترخاء، في شوارعها، ومرافقها السياحية، المتآلفة بين سحر الطبيعة، ولمسات الإنسان الجمالية، فالانقلاب أو الانفلات المتجدد عبر الممارسة الديمقراطية غير المنضبطة، خلق مساحات لسلوكيات فوضوية، وحراك شعبي لا يسير على هدى برنامج متكامل يرسم في مضامينه آفاق المستقبل الواعد لبلد آمن.

انتفاضات انفعالية، تستثمرها قوى سياسية، تسعى لتوسيع دائرة وجودها المؤثر في بيئة مضطربة، جماهيرها لا ترى في السياسة مغزى، إلا بمقدار قدرتها في الارتقاء بالمستوى المعيشي لمجتمع طموح.

والقوى السياسية تنوعت أهواءها ومشاربها، اختلطت برامجها، بين دافع وطني، ومؤثرات دخيلة، تدعم وجودها في الداخل، عبر إثارة الرفض لاختلال سياسي – اقتصادي، ينعكس سلبا على الواقع المعيشي، لطبقة وسطى تدنو من مستويات الفقر، وطبقة فقيرة، تكاد تحرم من وسائل دعم قدرتها الشرائية.

رياح برنامج صندوق النقد الدولي، هزت أركان تونس، ففقدت توازنها، في ظل حكومة، لا تملك موارد اقتصادية، تعزز القدرات التنموية، وهي تواجه هذا الخليط السياسي المتعدد: فرنكفوني، علماني، ليبرالي، قومي، أصولي، طائفي، التزمت مرغمة بتنفيذ هذا البرنامج الذي ورد في الميزانية المالية 2018، فوجدت نفسها في مواجهة مع الشارع التونسي الملتهب اجتماعيا، دون امتلاك خيارات بديلة، تستجيب لمطالب جماهيرية.

أما الأحزاب والقوى السياسية التي تقود انتفاضة الشارع، هي الأخرى، لم تطرح بديلا لموازنات مالية مرفوضة، ولو حكمت مركز القرار السياسي الآن، ستلجأ إلى تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي لصندوق النقد الدولي، مجبرة، ودعت البرلمان إلى تشريعه.

المشكل الاقتصادي يتجدد في تونس مع اختلاف المواسم السياسية، وطبيعة الصراعات التي تعيشها بين الحاكم والمحكوم، فتبدو مظاهرها مائلة في الشارع الجماهيري، لا ترفع مطالب سياسية محددة، وإن كان الهدف سياسيا، لا يصل إلى إبراز جوهره.

فما هو الهدف السياسي الذي يختبئ وراء مطالب اقتصادية، تدعو في مظاهرات شعبية عمت البلاد، إلى الارتقاء بواقع الحياة الاجتماعية، وتحقيق التوازنات الطبقية المفقودة، لمجاراة تطور متطلبات الحياة المعيشية؟

ما يجري في تونس، حراك شعبي، يسعى إلى إسقاط التحالف الحكومي القائم بين علمانية أضحت واجهة لقوى سياسية أصولية، ضمنت دورها الفاعل في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في إدارة شؤون البلاد، بإسقاط الخيارات الاقتصادية لهذا التحالف، تمهيدا لإسقاطه سياسيا، في حركة انقلابية تستمد شرعيتها من “إرادة شعبية”.

هكذا يبدو أن زمن النظم والأحزاب الأصولية في طريقه نحو الاندثار في الشرق الأوسط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبد القادر

    نحن يا اختاه لا نتهجم على احد ولا نكن لاخواننا التونسيين الى المحبة والاحترام. نحن يا سيدتي الكريمة متضامنون مع اخواننا وجيراننا التونسيين في محنتهم ونتمنى لهم كل الخير. كل ما في الامر هو اننا نخوض في مسائل تتطلب الصراحة والتشخيص الصحيح وكل مجاملة او محاولة لارضاء اي طرف على حساب الحقيقة نفاق وشر عظيم لا يعود بالخير علينا. ادراك الواقع وتشخيص العطب تشخيصا صحيحا وقول الحقيقة بداية الاصلاح والانفراج. اعلمي يا اختنا الكريمة اننا في الجزائر لسنا احسن حالا منكم.

  • yasser

    هذا كله من وراءه الا مارات بن زايد لن يهدء له بال حتي يفجر المنطقة العربية من محيطها الي خليجها عبثوا بمصر واطاحها بفلوسهم حتي اصبحت مصر ولاية تابعة لامارات ونصبوا السيسي والي عليها وبعد ذلك انتقل الا مبراطور بن زايد هو وحليفه رومل العرب بن سلمان بشد عاصفة الحزم ضد اليامانيين ثم انتقلوا علي حليفهم في دولة التباغض الخليجي الي قطر من اجل نهب غاز قطر وتسوية انقلاب لاميرها تميم ولهم في المغرب العربي الكبير صولة وجولة ابتداء من ليبيا واشتروا الدنكيشوت حفتر و هكذا هم العرب يحبون ان ينفخوا انفسهم بالا

  • kader

    ألا ترون أن لو بقي بن علي رئيسا للتونسة لكان أفضل مما نراه أليوم وبعد مرور سنيين من إنتحار ألبوعزيزي من ألحقرة وأعلنت ألثورة ألتي لم تفض إلى شيء مغاير لم كانت عليه تونس سابقا سوى تكرار "ألديمقراطية" ألتي هي ألعجز ألغطائي ألمعسول في كل ألدول ألعربية للشعوبها بألحرية ,التعبير عن ألذات لكن هذه هل هذه الشعوب ستسنهلك ألديمقراطية في بطونها وفي ألحقيقة هي غطاء للفساد وألنهب وألزيادة في ألحقرة وألتناحر عن مناصب ألحكم وملء ألشكارة لضمان مستقبل في دولة فرنسا أو أخرى ثم تشكيل حزب سياسي وألبدء في ألإنتقاد؟

  • دلال

    أرى ان كل التعليقات تنظر الى الوضع في تونس بعين الطائر المحلق لهذا لا ستطيع فهم ما كتب يجب ان تكون في تونس وتعيش بها حتى يحق لك توصيف شعبها بالترنح كالسكران او البداوة او الخ انا تونسية واعيش في تونس وارى ان ما كتب فيه فهم واضح وقريب جدا من الواقع المعيش والشعب التونسي قام بثورة ويتحمل كل المصاعب ويعي جيدا ان الثورة لن تثمر في سنوات قليلة ومع جشع بعض الاحزاب التي كانت مقموعة من قبل النظام السابق وجاءات لتعوض حرمانها لهذا لا يحق لاحد مهاجمة الشعب التونسي الحر الذي سيتحمل كما العادة فاتورة حريته

  • الموسطاش

    المشكل الأساسي أن التوانسة ظنوا أن بانتصترهم في ثورتهم ستحل كل المشاكل !! ستنزل البطالة إلى صفر في المائة سيسكنون كلهم العلاج والتمدرس بالمجان لكل الناس و ستزداد أجور العاملين مثل أوروبا و و و و
    كانوا يظنون أن المشكلة كانت في بن علي و عندما انتصروا عليه ستمطر السماء ذهبا وفضة !
    لكن نسوا أن كل ذلك لن يتأتى إلا بتضحيات كل الناس وعلى مدار عقود من العمل والكد بعد الثورة !
    لكن فهم التوانسة أن الديموقراطية هي الحرية المطلقة فبدأت الفوضى التي لا نجني منها إلا الانحدار و الفقر
    فبدا لهم الأمر غريبا !

  • الموسطاش

    الحياة تتطور والمجتمع أيضا لكن هذا لا يعني أنني لو بقيت متمسكا بقيمي و ديني أني أصولي !
    ماذا جاءتنا به الشيوعية ؟
    ماذا جاءتنا به الاشتراكية ؟
    ماذا جاءتنا به الرأسمالية ؟
    كلها إديولوجيات صنعها البشر مما جعلها مليئة بالأخطاء والهفوات والمصائب!
    لكن الشريعة السماوية نظام رباني متكامل وهذه الشريعة لا تتنكر للإجتهاد ولا للعلم بل نحن الذين نسبنا ألحقنا بها التطرف و الأصولية وهي بريئة منه !!!
    ماذا جاءتنا النظم الفاسدة الموالية للغرب ؟
    الأفضل لك أن تتمنى أن تكون نظمنا على هيئة النظام التركي

  • الموسطاش

    أي أصولية تتحدث يا هذا؟
    تونس لم تحكمها الأصولية بتاتا !!! أما وتقصد الائتلاف بين نداء تونس والنهضة فأين المشكلة؟
    إنك تدعو إلى إقصاء طرف كبير في المجتمع التونسي متعاطفيه بالملايين
    وأي أصولية عندما يتعلق الأمر بحزب محافظ على مقومات وتراث دينه ! لم أسمع بأن هذا الحزب يرفض العصرنة والحداثة و نفس الشيئ بالنسبة لحزب الوزير الأول التركي فلماذا نرمي بالتهم هكذا مجانا
    هناك أحزاب محافظة في الغرب كما في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا لا يسموهم أصوليون
    ألست مسلما لترى كل مايلتلفظ بالاسلام أصوليا ؟

  • عبد القادر

    تونس تجسد فشل "العرب" المطلق. اقتصاديا اعتماد على ريع السياحة مع تصدير بعض المنتجات الفلاحية وعجز عن انشاء قاعدة صناعية او تكوين طبقة من المقاولين القادرين على خلق الثروة ودفع بلدهم قدما واخراج شعبهم من البداوة والتخلف رغم اختيار نظام السوق منذ الاستقلال. فشل اجتماعي وثقافي فالمجتمع التونسي العميق لا زال يترنح كالسكران بين مرجعية ثقافية دينية واساطير الاولين و ولع شديد بالرفاهة وطرق عيش الغرب والنخبة التونسية مريضة الهوية ايضا فهي عروبية المرجع واوربية الاحلام والتطلعات. لا يفلح من لم يعرف نفسه.

  • نصيرة/بومرداس

    لانه ليس لديهم بترول يشترون به السلم الاجتماعي.