-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما‮ ‬بعد‮ ‬مجازر‮ ‬قانا‮..‬

الشروق أونلاين
  • 1590
  • 0
ما‮ ‬بعد‮ ‬مجازر‮ ‬قانا‮..‬

سالم‮ ‬زواوي
بعد الذي حدث لبلدة قانا اللبنانية وما أفرزته المجزرة اليهودية من صور لجثث عشرات الأبرياء، هل بقي لأي عاقل من العرب مبرّر للاستمرار في الاعتقاد بإمكانية قيام سلم أو تعايش في الشرق الأوسط والعالم العربي في ظل وجود الكيان الصهيوني ودولة إسرائيل، بل وفي ظل وجود‮ ‬يهودي‮ ‬واحد‮ ‬بين‮ ‬شعوب‮ ‬المنطقة؟

مجزرة قانا، أثبتت مرة أخرى أن السلم الذي تريده إسرائيل، وتعمل على تحقيقه بدعم من أمريكا، هو ما يمكن أن يحقّق لها التفوّق المطلق العسكري والسياسي والديمغرافي الذي لا يمكن تحقيقه إلا بممارسة الإبادة الجماعية على شعوب المنطقة والشعوب العربية بما يمكن من قيام الدولة العبرية من الفرات إلى النيل، كما ينص عليه المخطط الصهيوني، والذي من أجله لا يعير المسؤولون الإسرائيليون اليوم أدنى اهتمام للأخلاق أو القيم الإنسانية أو لصرخات البشرية في حربهم الإبادية على الشعب اللبناني والفلسطيني بدعوى محاربة إرهاب وتطرف حركة حماس‮ ‬والجهاد‮ ‬الإسلامي‮ ‬وحزب‮ ‬الله‮ ‬والمقاومة‮ ‬اللبنانية،‮ ‬وكأن‮ ‬الرضع‮ ‬في‮ ‬قانا‮ ‬وفي‮ ‬فلسطين‮ ‬هم‮ ‬الذين‮ ‬يحملون‮ ‬السلاح‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬المشروع‮ ‬الصهيوني‭.‬

مشروع السلم والأمن من وجهة النظر الإسرائيلية، والذي استقطب بعض الأنظمة العربية اللاهثة وراء البقاء في السلطة بأي ثمن وبأي حماية أو خيانة أو عمالة لإسرائيل.. هذا المشروع يهدف بالدرجة الأولى والأخيرة إلى تسخير العرب وشعوب المنطقة كعبيد في خدمة العنصر اليهودي وترسيخ أسطورة تفوّقه وأحقيته في استعباد بقية الشعوب والتي بدأها بقتل الأنبياء، وهو اليوم ينهيها بقتل الأطفال في فلسطين ولبنان بأبشع ما يكون القتل والإبادة على مرأى ومسمع من أرقى شعوب العالم التي يبدو أنها لا تزال تحت وطأة الشعور بالذنب الذي استطاع الدهاء اليهودي‮ ‬ترسيخه‮ ‬في‮ ‬كيانها‭.‬

وما يؤسف له حقا هو أن العرب، وفي مقدمتهم حكامهم وقادتهم على غرار قادة السعودية ومصر والأردن، وعلى الرغم من بعدهم عن أسطورة الهولوكوست وعدم علاقتهم بها، قد أثبتوا أنهم أهل لهذا الاستعباد وهذا الذل والمهانة المسلطة عليهم من اليهود بعد أن ضيّعوا فرصة الانخراط في المقاومة اللبنانية التي جاءت وكأنها هيبة من السماء لترسم معالم طريق الخلاص وتقدم أنجع الأساليب لتحقيق هذا الخلاص بعد فشل كل الأشكال الأخرى للمقاومة أمام القوة اليهودية، خاصة منها الحروب الكلاسيكية والجيوش المنظمة للأنظمة السياسية البالية.

لقد سبق الزعيم الألماني، أدولف هتلر، إلى تنبيه العالم بشرور اليهود وسياسة الخراب والدمار والأرض المحروقة التي تمارسها على البشرية منذ أن كان لهم وجود على الأرض، ويبدو أن العرب يدفعون وحدهم اليوم ثمن هذه السياسة نتيجة تخاذلهم وإيمانهم الزائف بإمكانية التعايش مع اليهود وكيانهم السياسي المتمثل في الدولة العبرية القائمة على أرض فلسطين، وهو ما أدى ببعضهم إلى حدّ تزكية ما تقوم به هذه الدولة من مجازر لم يسبق لها مثيل في حق أطفال لبنان، والوقوف الصريح ضد المقاومة اللبنانية الشريفة، التي تجد من يساندها في أوروبا وآسيا وحتى في أمريكا، ولكن الكثير من الأنظمة العربية تمنع حتى مظاهر المساندة من خلال منع المظاهرات والمسيرات رغم أن الموقف من هذه المقاومة أصبح هو المحك الحقيقي لوطنية أو خيانة أي نظام عربي، خاصة لما بعد مجازر قانا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!