“ما تهدرش باسمي”.. يا بطبوط
عندما بدأ الحراك العظيم في الأسابيع الأولى، قالوا جميعا وقبلوا بفكرة عدم التمثيل، وبعد مرور 7 أشهر ها هي نفس الأصوات تنقلب على نفسها، وقد شرعت تصرخ بجنون “نمثلكم رغم أنوفكم ونهدرو باسمكم بالسيف”.
وعلى ما أذكر.. فإن هذا الشعار يشبه إلى حد بعيد مقولة القذافي أو الأسد.. نحكمكم أو نقتلكم بالسيف أو بالبراميل المتفجرة.
لكن وفي ظرف قياسي، وصل هاشتاغ (ما تهدرش باسمي) الذي أصدره ناشطون مؤيدون للانتخابات، ردا على الأصوات الناعقة بالتعطيل من الخارج، إلى صدارة الترند على موقع تويتر، لتثبت للمشككين أن أنصار الحل الدستوري في الشارع هم الأغلبية، وأنهم وإن كان صوتهم خافتا في الشارع، بعد انسحابهم منه، فسيكون مزلزلا غدا في الصندوق.
الهاشتاغ على بساطته أحدث هلعا في منظومة التصعيد والعدمية من الخارج، فسارعت تلك الأطراف الى محاولة التشكيك فيه، بادعاء أن وراءه “الذباب” والروبوتات وما إلى ذلك.. لأن منطق هؤلاء المجانين الذي يتكرر في كل وقت، كلما حشروا في زاوية أو فقدوا الحجة والبرهان، أن كل من يعارضهم هم ذباب، وكاشيريت، وأنهم وحدهم هم الأوصياء على الشعب، المالكون الحصريون لصكوك الوطنية.
بل أن زعيمهم من لندن، سارع الى وضع استفتاء حول ما اذا كان يحق له الحديث باسم الجزائريين، وعندما خسر الرهان في صفحته، سارع إلى حذفه، بذات الطريق التي سارع فيها إلى الهرب من تحدي قبول مناظرة صحافي مصري، حول الأوضاع في الجزائر.
إنهم من هناك.. من لندن ومن باريس، ومن عواصم الشتات والتشفي.. ينفخون في نيران الفتنة لعلها تشتعل فتأكل الأخضر واليابس، ليأتوا هم بعدها ليركبوا على تلال أرض الخراب.
إنهم يقولون وقد قالوا.. أن كل من يؤمن بالانتخابات أو يشارك فيها هو “خائن”.. وسيدفع الثمن، في لهجة تهديدية واضحة لكل الشعب الجزائري.
بل وأن منهم من دعا علانية وبالفم المليان.. إلى حمل السلاح ضد القوى الأمنية اذا حدث وتم تمرير الانتخابات، بل وإلى استخدام القوة ضد المنتخبين الذين يقصدون صناديق الانتخابات.
وهؤلاء قد أعلنوها صراحة، أنهم هم من يقرر في مكان الشعب، وأنهم من يفكر مكانه، وأنهم هم من يعرفون مصلحة الشعب أكثر من الشعب نفسه، ولذلك فهم مستعدون لجعله يدفع الثمن اذا ما خالف أوامرهم، وإلى قتله في الشوارع اذا اقتضى الأمر ذلك.
وحديث كهذا فيه رجع صدى واضح لبعض أصوات الجحافل المتطرفة في الداخل، والتي أعلنت بدورها أنها لن تسمح بهذه الانتخابات مهما كان الثمن، على اعتبار أنها هي الشعب وهي وحدها من (تضوي لبلاد).
فمن منح هؤلاء حق تمثيل الشعب بالقوة؟ وهم الذين كانوا من قبل ضد تمثيله سلميا؟
بل ومن أعطاهم الحق في أن يتكلموا باسمي وباسمك وباسم زوجتك وأولادك؟
أنت لا تمثلني يا أنت.. ما تهدرش باسمي، أنا أعرف كيف أتكلم ومتى أتكلم، وهذا حقي الطبيعي، وهذه هي روح الديمقراطية التي تدعي الدفاع عنها كذبا.
أما وأن يكون مفهوم تسليم السلطة للشعب كما يصرون على هذه النغمة الفارغة، تعني أن تسلم السلطة لبطبوط وزربوط ، أو إلى زعيط ومعيط ونكاز الحيط.. بأن تعطى لهم السلطة تعيينا (مرحلة انتقالية) لا انتخابا، فهذا لن يكون أبدا.
الشعب كله متمسك بعدم التمثيل، ولا أحد يتكلم باسم أحد..
ووحده الصندوق من يتكلم.. إن كنتم مؤمنين.