-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما جمعته يد الله…

الشروق أونلاين
  • 5126
  • 2
ما جمعته يد الله…

غلبت الجماهير الهادرة، أبناء سعدان المذعورين، وأشبعوا المناصرين ضربا وشتما، فقلنا :سنغلبهم في الخرطوم، ولا نعلم الغيب، دفعنا الحماس إليها دفعا، وتحقق النصر لأبناء الجزائر، فنسي المناصرون ما فعل بهم في مصر، أنسته حفاوة استقبال الإخوة في السودان وفوز مقاتلي الصحراء، أنساهم النصر ما فعله بهم الجمهور المصري، فاستغرقوا في نشوة الفرح لا يأبهون بأحد.

  • ويظهر أنّ ما كنا نحسبه سحابة صيف تحوّل إلى سعار إعلامي لا يرعى حرمة للأخوّة ولا للأعراف ولا للروابط، وانطلت هذه الأكاذيب التي تناقلتها هذه الأبواق على الطيّبين في هذا البلد الذي يعاني الفقر ويسكن المقابر، ولا يجد رغيف العيش إلا بعد لأي. فراح يسب وراح يقطع أوصاله وهو لا يدري، لا يدري هؤلاء المساكين بأنّهم ضحية لعبة سياسية قذرة، تريد أن تكرس نظاما يفترض فيه أنّه شاخ من زمان، وخان هذا الشعب من زمان، ولم يبق له من الإخوة من يدعمه. نظام مازال يتمسح بأعتاب إسرائيل، ويقدم التنازلات بالمجان لأعداء الأمة، ويضرب بما تطلبه الجماهير  العربية المصرية عرض الحائط، مادام يعيش هو ومن على دينه على فتات موائد إسرائيل.
  • لم ندع في يوم ما العلم، ولكن عندما يدّعيه غيرنا يدفعنا الفضول إلى محاولة معرفة ما وصلوا من علم، والمقارنة تحتّم علينا أن نبحث عن بلد في مستوى بلد المدّعي، ومن منطقته، بحثنا فلم نجد سوى إيران، التي قاطعتها أمريكا يوم رضيت عن مصر، ونتساءل: ماذا خسرت إيران بمقاطعة أمريكا لها؟ وماذا ربحت مصر بولائها لها؟
  • بلغ العلم وحسن التدبير بإيران إلى أن اكتفت ذاتيا بنسبة 85 % أو يزيد، وهي الآن على أعتاب التكنولوجيا الذرية. فما مبلغ علم إخواننا؟ لقد حزم العلماء فيها أمتعتهم وشرّقوا أو غرّبوا، وبقيت البلاد تراوح مكانها، إن لم نقل رجعت القهقرى، أليس هذا ما حدث؟ ولعلّ المثقفين في أمّ الدنيا يرون أنّ الثقافة هي أن يعيشوا على تراث الأجداد، ولا يهمّ أن يتكفّفوا الناس. وهذا نموذج جديد من الحضارة لم تصل إليه أفهامنا القاصرة.
  • وانتظرنا من العقلاء أن يتفطنوا إلى أنهم غرر بهم، وأن ينتبهوا إلى أننا الضحية رغم قسوتنا، والمتعقلون رغم اندفاعنا. لأنهم إن تفطنوا غيّروا اللهجة، نريد منهم فقط أن يقولوا كما قال واحد من الذين لا يعرفون عندنا: “إنّ ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان.”      
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Yacine

    انا اايد تماما هذا المقال

  • farah

    merci chourouk