-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إطلاق حملات تضامنية لإنقاذهم من الموت

متشرّدون يصارعون برد الثلج والصقيع في الشارع!

وهيبة سليماني
  • 1380
  • 0
متشرّدون يصارعون برد الثلج والصقيع في الشارع!
أرشيف

أمطار غزيرة وثلوج وصقيع ودرجات حرارة تحت الصفر ليلا.. هي موجة البرد القوية التي تشهدها أغلب الولايات الجزائرية، حيث أصبح البحث عن المأوى الدافئ، ملاذ الجميع، فرغم أنّ الأغلبية يملكون بيوتا مجهزة بوسائل التدفئة إلا أن ذلك لم يكف في بعض المناطق لمواجهة البرد الشديد، وقد تختلف الظروف المادية والاجتماعية لديهم، ولكن هناك فئة من الجزائريين تبيت في الشارع تحت قسوة التقلبات الجوية، دون فراش ولا سقف، وتنتظر بأجساد ترتجف من ينقذها من الموت ولو بحساء ساخن!
وعبر الشوارع الكئيبة والمظلمة تحت الأمطار وتساقط الثلوج والرياح الباردة، يقبع الأشخاص دون مأوى في جوانب من الأرصفة وأمام مداخل العمارات، وتحت الجسور، وغيرها من الأماكن المنزوية، يصارعون البرد والبرد يصارعهم.

عائلات وأطفال ومسنّون في الشارع
وفي الجزائر العاصمة التي تعتبر إحدى كبريات المدن المستقطبة لأشخاص متشردين من مناطق أخرى، بعضهم قدموا إليها هذه الأيام هربا من موجة الثلج والصقيع في المناطق الداخلية، والجبلية، لا تخلو شوارعها من هؤلاء رغم تساقط الأمطار، حيث كان “الكرتون” صورة مصاحبة لبعض العجائز والمختلين عقليا والأمهات رفقة أطفالهن، تم تداولها هنا وهناك.
ويلجأ بعض هؤلاء الأشخاص دون مأوى للمساجد والمستشفيات، ولمحطة الخروبة للنقل البري، وبعض الأسواق، أين يبيتون وسط أكوام “الكرتون”، وأغطية “البلاستيك” لكي لا تتسرب مياه الأمطار إلى أجسادهم.
ووجد متشردون، خاصة بالجزائر الوسطى في مداخل العمارات الواسعة ملجأ يقيهم من البرد، في حين إنّ بعض هؤلاء يتواجدون في الشوارع تحت البرد والأمطار مضطرين، ولم يجدوا إلاّ أكوام الأغطية البالية و”الكرتون” والبلاستيك، لمواجهة برد الشتاء.

جزائريون يبلّغون عن حالات صعبة لأشخاص دون مأوى
ولم ينس الكثير من الجزائريين الذين وقفوا على حالات صعبة لمتشردين في الشارع، مهمة التبليغ والمساعدة، مستغلين المواقع الالكترونية لوزارة التضامن، والهلال الأحمر الجزائري، وبعض الجمعيات واسعة النشاط، للإعلان عن أماكن تواجد هؤلاء، وتشخيص الأوضاع التي يتخبط فيها هؤلاء، بينهم كبار السن.
وأطلق روّاد التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حملة تضامنية مع الأشخاص دون مأوى خوفا من موتهم هذه الأيام تحت الصقيع والثلوج والبرد، خاصة في المدن الداخلية وشبه الصحراوية مثل البيّض، فرغم أن كبريات المدن الجزائرية هي من تشهد أكبر عدد لتواجد الأشخاص دون مأوى في شوارعها، إلا أن هناك بعض العائلات تبيت في العراء في مناطق داخلية رغم التقلبات الجوية الأخيرة، إضافة إلى فئة المختلين عقليا، والنساء والفتيات الهاربات من بيوتهن لأسباب اجتماعية.
وعبّر أحد المواطنين عبر صفحته “فايسبوك” قائلا: “يا ناس كاين عائلات ملقاتش حتى الخبز لتأكله هذه الأيام.. فما بالكم بقسوة البرد عليها هذه..”، وتحدث آخر عن تواجد عائلة في العراء بأولاد هداج برغاية.
ولم يكتف البعض بالتعليقات الفايسبوكية، حيث نظموا هبات جماعية تضامنية في الأحياء القريبة من سكناهم، وأعلنوا تطوعهم لتزويد بعض الأشخاص دون مأوى بالوجبات الساخنة والأفرشة والأغطية.

الهلال الأحمر الجزائري والجمعيات.. حملة شتاء دافئ
وتزامنا مع موجة البرد القارص التي تشهدها الجزائر، يستمر الهلال الأحمر الجزائر في حملة “شتاء دافئ” التي انطلقت منذ بداية الفصل، حيث أكدت رئيسة الهلال، ابتسام حملاوي، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ 20 مركزا عبر التراب الوطني يقوم بتوزيع بطانيات ووجبات ساخنة للأشخاص دون مأوى، من خلال قوافل تضامنية تضم الفرقة الواحدة 30 متطوعا من نساء ورجال.
وقالت حملاوي، إن الكثير من النساء تطوّعن لتحضير وجبات ساخنة للأشخاص دون مأوى، حيث تعزّز الخرجات بفرق الأمن والحماية المدنية.
وقام الهلال الأحمر الجزائري، حسب ابتسام حملاوي، بتوزيع 500 طرد غذائي عبر أكثر من 15 ولاية جزائرية، و3 آلاف بطانية على الأشخاص دون مأوى، وبلغت المساعدات الغذائية للهلال الأحمر خلال السداسي الثاني لـ2022 قرابة 700 طن استفادت ولاية الطارف لوحدها من 240 طن بعد تسجيل الكثير من ضحايا الحرائق.
وأكد رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ابتسام حملاوي، أن 3 عائلات في الطارف تشردت بسبب الحرائق، وفي ظل موجة البرد الأخيرة، منحها الهلال منازل تؤويها، موجهة ندائها للجزائريين الراغبين في التطوع لحماية المتشردين من برد الشارع.
ومن جهتها، أطلقت جمعية الأيادي البيضاء الجزائرية، حملة “أطعموا الطعام”، لمساعدة الأشخاص دون مأوى خلال موجة البرد، حيث تقوم كل خميس وإلى غاية شهر رمضان القادم بتوزيع وجبات ساخنة، وبطانيات، وتحضر الجمعية لتوزيع الألبسة الشتوية ابتداء من الأسبوع القادم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!