-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى يُحاكَم ابنُ الأكرمين؟

حسين لقرع
  • 3097
  • 0
متى يُحاكَم ابنُ الأكرمين؟

أجمعت اعترافات مسؤولي سوناطراك الذين يُحاكَمون هذه الأيام، على أنهم كانوا مجرد منفذين لأوامر الوزير الأسبق شكيب خليل، بإبرام صفقاتٍ مخالِفة للقانون مع شركات أجنبية، وأنه كان يتوعد المتردّدين منهم بعقوبات قاسية تصل إلى درجة الطرد من العمل، ما جعلهم يستسلمون له ويوقعونها تحت الضغط..

 الاعترافات كلها تحمِّل الوزير شكيب المسؤولية الأولى في إبرام تلك الصفقات المخالِفة للقانون، وهو ما يعني، بوضوح تام، أنه هو المتّهم الأول ويجب أن يُحاكَم قبلهم.. لكن ما يلاحظه الجميع حاليا هو أن المحاكمة تقتصر على مجموعة من المسؤولين السابقين، وكأن هناك إرادة لتقديمهم إلى الرأي العام على أنهم هم وحدهم المسؤولون عن فضيحة سوناطراك 1، ومن ثم تقديمهم ككباش فداء وإغلاق ملف القضية.

شكيب خليل متهمٌ بتلقي رشوة بقيمة 198 مليون دولار من شركة سايبام الإيطالية، أي ما يعادل 2300 مليار سنتيم في السوق السوداء للعملات، وقد أكد الجنرال توفيق مجددا هذه المعلومة منذ أسابيع على لسان حسن عريبي، ومع ذلك لا يزال شكيب حرا طليقا، وليس هناك أي مؤشر لإصدار مذكرة توقيفٍ دولية لإيقافه وجلبه إلى العدالة الجزائرية، ولا حتى محاكمته غيابيا كمرحلة أولى كما جرى مع الخليفة؟!   

الأسئلة التي تحيّر المواطنين هذه الأيام بشأن هذه القضية كثيرة ومنها: لماذا لم تُوجّه أي تهمة للوزير شكيب إلى حدّ الساعة؟ ولماذا اكتفت محكمة سيدي أمحمّد بإصدار مذكرة توقيف دولية بحقه في 2013 والتي سرعان ما رُفضت دوليا لأنها ليست هي الجهة المختصة بإصدارها؟ ولماذا لم تقم المحكمة العليا بإصلاح “الخطأ” وإصدار المذكرة باعتبارها الجهة المختصّة؟ ولماذا تلتزم السلطة الصمت إزاء مسألة محاكمته برغم ثقل الاتهامات التي يوجهها إليه مرؤوسوه هذه الأيام فضلاً عن الاتهامات الموجهة إليه منذ انفجار القضية في 2010 إلى حدّ الساعة من جهاتٍ أجنبية وداخلية؟

ليس من المعقول إدانة سارق هاتفٍ محمول بخمس سنوات سجنا، في حين يُتهم وزيرٌ سابق بتقاضي رشوة تعادل 2300 مليار سنتيم دون أن يُتابَع قضائيا.. عدم توجيه أي تهمة للوزير شكيب، وعدم السعي إلى جلبه إلى العدالة كما حدث مع الخليفة، يكرّس الحكم السائد لدى الرأي العام بأن السلطة تحمي الرؤوس الكبيرة المتّهمة بالفساد، وتقوم فقط بتقديم كباش فداء من المسؤولين الصغار وطيّ الملفات في كل مرة، هذا معناه أن السلطة قد أصبحت بدورها في موضع اتهام خطير بالتغطية على المتهمين بالفساد، ويجعل حديثها عن بناء “دولة القانون”، وعن أن “القانون فوق الجميع” و”مكافحة الفساد”… مجرّد ضحكٍ على الذقون ولغة خشب ممجوجة لا يصدّقها حتى السذّج، وشعاراتٍ جوفاء كما كانت دائما.. وليس هناك ما يصحِّح هذا الوضع الذي يكرّس مشاعر التمييز و”الحقرة” والسخط والاحتقان في نفوس المواطنين، سوى جلب شكيب للمحاكمة، والكلمة الأخيرة تبقى للعدالة للرد على ما يوجّه له من تهم منذ عام 2010؛ فإذا كان شكيب “من أنظف الوزراء في الجزائر” كما يقول سعداني، فلتبرِّئه، وإذا كان مذنبا فلتحكُم عليه بما يستحق من عقاب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • haffidh

    شكيب لن يمس لانه جيء به خصيصا لمهمة معينة نفدها بكل دقة مع الامريكيين تمثلت في شراء ودهم مقابل بزنس كبير (ديكشيني مثلا) وهو ما سمح للمنضومة الفاسدة باطلاقىيدها في العبث بالجزائر ثروة وشعبا وقيما والتمادي في دلك الى يوم الناس هدا الم يقولوا لهم (il y a de busnes en algerie) ; ونحن راينا مصير وزير العدل الدي سمح بالاقتراب من ملف شكيب وكدا النائب العام على مستوى مجلس قضاء الجزائر فالامور جد واضحة ووضحها اكثر سعداني بدفاعه عن شكيب

  • صالح/الجزائر

    2)- وطلبت مني بطريقة ودية > .
    من المفروض أن " الرئيس " ( الوزير ) ، على الأقل أخلاقيا ، مسؤول عن أداء " المرؤوسين " ( المديرين وأبنائهم ) ، حتى ولو لم يتورط معهم في قضايا الفساد والإفساد .
    لكن ...
    لا أظن أن هؤلاء " المرؤوسين " ذكروا للعدالة الكيفية التي وصلوا بها إلى المناصب العليا الحساسة التي كانوا يحتلونها في سوناطراك 1 ، وفي سوناطراك 2 .
    هل هي بالرشوة أو بالمحسوبية ؟ ، لأن المسابقات عليها غير ممكنة وغير معلنة كما

  • صالح/الجزائر

    لو كانت للعدالة مصداقية لما تخلى وزير العدل السابق ، السيد محمد شرفي ، " عن واجب التحفظ الساري عليه في الوقت الراهن " ، وخاطب الأمين العام للحزب ، السيد عمار سعداني ، ( لا أريد تسمية الحزب الذي بذلت تضحيات جسام وأريقت دماء زكية من أجله ) ، عبر وسائل الإعلام الوطنية ربما ليشتكي للمواطنين لما يقع للجزائر ، بعدما رفض الخدمة " الودية " وفقد المنصب ، قائلا :
    > ؟

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    كل عام وانتم بخير
    رانا نموتوا par facilité
    وشكرا

  • فرييييييييييييييد

    شكيب لا يحاسب بل هو من يحاسب

  • صالح/الجزائر

    5)- لو أن الشهيد البطل ، العربي بن مهيدي ، رحمه لله ، أطاع ، تكلم ونفذ أوامر المتوعدين " بعقوبات قاسية تصل إلى درجة " الموت ، وليس " إلى درجة الطرد من العمل " ، لما شنق من طرف المجرمين ، ولما بقيت الجزائر لمن يدربكون ، يستسلمون ويوقعون تحت الضغط ... .
    " ... قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " ، صدق الله العظيم .

  • صالح/الجزائر

    4)- في الجزائر" ، لو " يُحاكَم قبلهم " ، ما يقولونه هم الآن وهم يحاكمون : بأنهم " كانوا مجرد منفذين لأوامر " ويتم " تقديمهم ككباش فداء وإغلاق ملف القضية " ، فإن المواطنين ( الفايقين ) يستبعدون أن توجه قصور العدالة أي تهمة ل " الرئيس " ( للوزير ) .
    كما لم توجه أي تهمة لكبير نقابة السلطة الذي أودع 2300 مليار سم من أموال العمال ببنك الخليفة بمحضر اجتماع مجلس الإدارة منور ، السباب للدين ولأمهات النقابيين " الأحرار" ، ولا يتواجد خلف قضبان العدالة ، وإنما في مجالس الأمة والشعب ؟ .

  • صالح/الجزائر

    3)- وغير معلنة كما كان عليه الحال في سنين خلت .
    راديو تروطوار كان يتكلم عن 15/20 مليون لمنصب " خدام حزام " .
    كم هو سعر ( أو قوة وعدد البيستونات ) لمنصب المدير و ... ، وغيرهما ؟ .
    هل الرئيس ( الوزير ) الذي كانت لديه نية " إبرام تلك الصفقات المخالِفة للقانون " و " هو المتّهم الأول ويجب أن يُحاكَم قبلهم " غبي إلى درجة اختيار مساعدين يتصفون بالكفاءة العالية ، بالعفة المطلقة وبالنزاهة التامة ، ولا يستغلون " بقرة اليتامى " لصالحهم ولصالح من يوظفهم ويوظف من يوظفهم ؟ .
    ثم لكي لا يقول " أنظف الوزراء

  • صالح/الجزائر

    2)- للعدل >> ؟ ، وطلبت مني بطريقة ودية > .
    من المفروض أن " الرئيس " ( الوزير ) ، على الأقل أخلاقيا ، مسؤول عن أداء " المرؤوسين " ( المديرين وأبنائهم ) ، حتى ولو لم يتورط معهم في قضايا الفساد والإفساد .
    لكن ...
    لا أظن أن هؤلاء " المرؤوسين " ذكروا للعدالة الكيفية التي وصلوا بها إلى المناصب العليا الحساسة التي كانوا يحتلونها في سوناطراك 1 ، وفي سوناطراك 2 .
    هل هي بالرشوة أو بالمحسوبية ؟ ، لأن المسابقات عليها غير ممكنة

  • صالح/الجزائر

    1)- لو كانت للعدالة مصداقية لما تخلى وزير العدل السابق ، السيد محمد شرفي ، " عن واجب التحفظ الساري عليه في الوقت الراهن " ، وخاطب الأمين العام للحزب ، السيد عمار سعداني ، ( لا أريد تسمية الحزب الذي بذلت تضحيات جسام وأريقت دماء زكية من أجله ) ، عبر وسائل الإعلام الوطنية ربما ليشتكي للمواطنين لما يقع للجزائر ، بعدما رفض الخدمة " الودية " وفقد المنصب ، قائلا :

  • هاشمي

    هل يعقل ألا يكون هناك تعليق عن هذا المقال حتى الآن ؟

  • بدون اسم

    وهـــــــــــــــــــــــل اللصوص والمنحرفين والشواذ من(سلالةàالأكرمين ياسي حسين؟

  • عبد االكريم

    شكيب خليل وعمار سعيداني الطيور على اشكالها تقع والسلام

  • بوعقبة

    انا ديسديت ,لا يهمه الرأي العام الداخلي لأنه لا يشعر بالمسؤولية أمام مواطنين لم ينتخبوه. همه الوحيد هو أن يعطي صورة إيجابية للخارج باعتباره يحارب الفاسد. القوى العظمى مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي خصوصا فرنسا على دراية بالفساد الموجود، لكنها لأسباب تتعلق بمصالحها تهمها هذه المحاكمات حتى وإن كانت صورية لتعطي للرأي العام في دوله مبررات التعاون مع النظام الجزائري

  • شوشناق

    اين استقلالية القضاء? الحكومة فقدت المصدقية وفقدت الشعبية و فقدت حتى الاخلاق الانسانية.
    ان الله لينصر الدولة الكافرة العادلة ولا ينصر الظالمة وان كانت مسلمة
    علي بن ابي طالب..رضي الله عنه: دولة الباطل ساعه ودولة الحق الى قيام الساعه.