-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجلة فرنسية: الجزائر تتحرك لإعادة التموضع في سوق الطاقة بأوروبا

الشروق أونلاين
  • 17394
  • 0
مجلة فرنسية: الجزائر تتحرك لإعادة التموضع في سوق الطاقة بأوروبا
ح.م
وزير الطاقة محمد عرقاب

قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية، إن الجزائر تنشط في الأشهر الأخيرة من أجل إعادة تموضعها في سوق الغاز تحت ضغط مرتفع على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وحسبها فقد ضاعفت، الجزائر اتفاقيات الشراكة للتنقيب، وزادت تدفقات الغاز إلى إيطاليا، ووقّعت اتفاقية مع شركة إنجي، وتوسعت على المحور الأفريقي لنقل الغاز، وأعادت إبرام الاتفاقيات مع توتال وفق ترجمة للمقال نشرتها القدس العربي.

ونقلت المجلة عن مسؤول تنفيذي كبير في قطاع الطاقة الجزائري قوله: “الاتحاد الأوروبي المحاصَر، يدرك أن الإمدادات الإضافية من قطر أو أذربيجان أو الولايات المتحدة لن تلبي بشكل كامل الطلب الملحّ على الغاز. الأمر متروك لنا لوضع أنفسنا بقوة في هذه المعادلة، مع تحضير أنفسنا على المدى الطويل لنصبح مركز الغاز في المنطقة”.

واعتبرت المجلة أن الجزائر التي أصيبت بالشلل بسبب الإطار القانوني المعطل  وقدرات الاستكشاف والإنتاج المحدودة في السنوات الأخيرة، تعمل بنشاط حتى لا تضيع فرصة الأزمة الحالية.

وتتعلق الصفقة الأخيرة، على سبيل المثال، بتسريع التعاون بين الجزائر وروما، الذي تم اختتامه يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين بالزيارة الثانية -خلال عام واحد- لرئيس المجلس الإيطالي ماريو دراغي إلى الجزائر، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيتين مهمتين: الأولى تتعلق بزيادة أحجام توصيل الغاز إلى إيطاليا، ابتداء من الأسبوع المقبل، إلى 4 مليارات متر مكعب.

وأكدت مصادر جزائرية وإيطالية في أفريل الماضي، خلال زيارة دراغي الأولى للجزائر العاصمة، أن الجزائر تخطط لزيادة صادراتها من الغاز إلى إيطاليا اعتبارا من عام 2023 بمقدار 6 مليارات متر مكعب، وستستمر في زيادة هذه الكميات إلى ما بعد انتهاء العقود الحالية بين البلدين. وفي أبريل أيضا، وقّعت شركتا إيني وسوناطراك اتفاقية من شأنها تسريع تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، وزيادة كميات الغاز المصدرة عبر خط أنابيب الغاز Transmed.

والاتفاقية الثانية التي تم توقيعها خلال زيارة دراغي للجزائر، تتعلق بعقد تقاسم إنتاج النفط والغاز بين سوناطراك وإيني وتوتال وأوكسيدنتال بتروليوم الأمريكية، بقيمة 4 مليارات دولار، والتي تمتد على مدى خمسة وعشرين عاما. يهدف العقد إلى تطوير محيط حوض بيركين، بشكل أكثر دقة. الفكرة هي جعل هذا الحوض -حيث تم بالفعل إنشاء الكثير من الشركات الكبرى بهياكل ثقيلة- مركز الغاز الجديد في الجزائر، كما يوضح أحد المديرين التنفيذيين في سوناطراك.

وفي مواجهة فرنسا، أكد المدير التنفيذي، أن “الجزائر ملتزمة بالعقود وستحترم التزاماتها كما هو الحال مع شركائها الأوروبيين الآخرين”. في بداية يوليو، قامت سوناطراك وإنجي بتحديث اتفاقية 2011 لشراء وبيع الغاز بين الجزائر وفرنسا: سوناطراك ستسلم الغاز للسنوات الثلاث المقبلة، على أساس أسعار السوق الحالية. كما اتفقت الشركتان الرئيسيتان على تعزيز تطوير الغاز الطبيعي المسال معا والاستثمار في الهيدروجين.

وقال مصدر رسمي جزائري آخر لـ”لوبوان”: “الدفء التدريجي للعلاقات بين الجزائر وباريس ، مع زيارة ماكرون المرتقبة للجزائر العاصمة، يمكن أن يكون مفيدا فقط للتعاون في مجال الطاقة بين بلدينا. فهذا المشروع سيزيد في نهاية المطاف من إمكانات الجزائر التصديرية إلى أوروبا”.

ويقول أحد كبار مديري قطاع الطاقة الجزائريين: “يجب أن يفهم شركاؤنا شيئا واحدا: نحن أكثر انفتاحا معهم، لا سيما مع القانون الجديد بشأن الهيدروكربونات، لكننا ما زلنا نريد أن تكون الشراكة مربحة للجانبين”.

سوناطراك ستغطي ربع حاجيات أوروبا من الغاز

تشير “لوبوان” إلى أن الاحترار ليس مطروحا على جدول الأعمال مع الشريك الأوروبي الآخر، إسبانيا، التي باتت هدفا لإجراءات جزائرية طالت القطاعات الاقتصادية والسياسية منذ تحول موقف الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية. “إنهم يتهمون روسيا بالوقوف وراء إجراءاتنا ضدهم. وفي الوقت نفسه ضاعفت روسيا شحناتها إلى إسبانيا لتصبح المورّد الثاني بدلاً من الجزائر”، يلاحظ مسؤول جزائري.

وبحسب بلومبيرغ، فقد “حلت روسيا محل الجزائر كثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي لإسبانيا في جوان، بعد أن تراجعت التدفقات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا وسط خلاف دبلوماسي”.

حكار: مكانة الجزائر تعزّزت في الأسواق العالمية للطاقة منذ أزمة الإمدادات

ويوم 19 جويلية 2022، أكّد الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك توفيق حكار، أن مكانة المجمّع النفطي الجزائري في الأسواق العالمية، قد تعزّزت في ظل أزمة الطاقة الراهنة.

وقال حكار في حديث للتلفزيون العمومي:”مكانة سوناطراك في مجال الطاقة، وفي ميدان الغاز على وجه الخصوص، معروفة، قبل بداية هذه الأزمة”.

قبل أن يضيف:”لكنها تعزّزت أكثر بعد أزمة ارتفاع الطلب على الطاقة في الأسواق العالمية، لأن كثيرا من الدول أصبحت تطلب المزيد من الغاز”.

وتابعت:”هناك دول أوروبية في شرق القارة أصبحت تطلب كميات معتبرة من الغاز الجزائري. فالجزائر أصبحت اليوم مقصدا ذو أهمية كبيرة، مقارنة ببعض المورّدين في المنطقة”.

وأردف حكار يقول:”سوف نعمل لاستغلال هذه الفرص لتوريد أكبر كمية من الغاز الطبيعي، والتي سننتجها بإمكاناتنا الخاصة، أو عن طريق الشراكة”.

وعن الاتفاق الموقّع مع شركات نفطية عالمية لرفع كمية الغاز المصدّرة إلى إيطاليا، قال حكار إن إيطاليا “سوق مهمّ، وبوابة نحو أسواق أخرى للغاز الجزائري في أوروبا الشرقية وفي شمال أوروبا”.

هذه تفاصيل اتفاق سوناطراك و3 شركات دولية لتزويد إيطاليا بالغاز

وفي 19 جويلية 2022، أشرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب على مراسم التوقيع على اتفاق هامّ بقيمة 4 مليار دولار، بين مجمّع سوناطراك وعدد من شركائه الأجانب.

ويهدف الاتفاق حسب ما أعلن عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مساء الإثنين، لتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي.

وتمّ توقيع الاتفاق بين كلّ من سوناطراك، وأوكسيدونتال، وتوتال، بالإضافة إلى إيني الإيطالية. وذلك بحضور سفراء إيطاليا، وفرنسا، والولايات المتحدة.

ويهدف الاتفاق حسب ما أوضحه بيان لسوناطراك، إلى إنجاز مشروع غازي كبير برقعة بركين في حاسي مسعود.

وسيسمح المشروع “باسترداد كمية إضافية يتجاوز قدرها 1 مليار برميل مكافئ نفط من المحروقات”، وبالتالي رفع المعدل المتوسط للاسترداد الكلّي إلى 55 بالمئة، يوضح البيان.

ويتضمن المشروع حفر 100 بئر نفطية، وتحويل 46 بئرا إلى آبار تعتمد على تقنية حديثة، تساعد على تحسين إنتاج المحروقات.

كما سيعتمد المشروع على “حلول رقمية” لتسيير الحقول النفطية التابعة له، إلى جانب اللجوء إلى مشاريع بيئية تتعلق بخفض البصمة الكربونية.

الرئيس تبون يعلن عن اتفاق هامّ بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للجزائر

وفي 18 جويلية 2022، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في تصريح مشترك لوسائل الإعلام، مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، توقيع اتفاق هامّ بقيمة 4 مليار دولار، لتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز الجزائري.

وأشرف الرئيس تبون مع رئيس الوزراء الإيطالي، الذي يجري زيارة عمل إلى الجزائر، على مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامّة بين البلدين، في عدّة قطاعات.

وقال الرئيس تبون في تصريحه لدى ختام مراسم التوقيع:”تطرقت في حديثي مع رئيس الوزراء الإيطالي إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في محيطنا المغاربي”.

وأضاف:”كانت المحادثات فرصة لتبادل وجهات النظر بين البلدين، حول العديد من القضايا الإقليمية، في خضم الوقع الراهن، وتداعياته على الأمن والاستقرار الإقليمي”.

وتابع في ختام حديثه أنّ “عقد اللجنة المشتركة العليا الرابعة، بين الجزائر وإيطاليا، بعد صدور قانون الاستثمار الجديد، يمثل لبنة إضافية إلى ما أنجز في مجال دعم الشراكة بين البلدين”.

مردفا يقول:”سنوقّع غدا اتفاقا هامّا مع شركات أوكسيدونتال وإيني وتوتال، تبلغ قيمته 4 مليار دولار، وسيسمح بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي”.

واستقبل الرئيس تبون، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، في قصر المرادية، قبل انطلاق أشغال اللجنة المشتركة العليا الرابعة بين البلدين.

وحلّ دراغي صباح الإثنين بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، وكان في استقباله هناك الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان.

واستهلّ رئيس الوزراء الإيطالي زيارة إلى الجزائر بوضع إكليل من الزهور، أمام النصب المخلّد لأرواح الشهداء، بمقام الشهيد في العاصمة.

ويرافق دراغي في زيارته كل من وزراء الخارجية لويجي دي مايو، والداخلية لوتشانا لامورغيزي، والعدل مارتا كارتابيا، والتحوّل البيئي روبرتو تشنجولاني، والبنية التحتية والتنقّل المستدام إنريكو جيوفانيني، وتكافؤ الفرص والأسرة إيلينا بونيتي.

صفقة غاز جزائرية لإيطاليا مقابل الاستثمار بـ7 قطاعات

ومن المقرر إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإيطالي ونظرائهم الجزائريين، في إطار اللجنة العليا المشتركة الرابعة بين البلدين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!