-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تأكيد على وحدة الصف العربي ومركزية القضية الفلسطينية

محطة جدة امتداد لقمة الجزائر وتكريس لنتائجها التاريخية

محمد مسلم
  • 858
  • 0
محطة جدة امتداد لقمة الجزائر وتكريس لنتائجها التاريخية
أرشيف

تشكل مخرجات قمة الجامعة العربية رقم 32 التي احتضنتها مدينة جدة السعودية، امتدادا للقمة التي سبقتها والتي احتضنتها الجزائر قبل نحو ستة أشهر، وكان اللافت فيها، تقارب وجهات النظر بين الجزائر والرياض، بشأن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية.
وعلى الرغم من تراجع زخم القضية الفلسطينية لدى بعض الدول العربية، مع تمدد موجة التطبيع قبل عودتها إلى الانحصار، إلا أن الصراع مع الكيان الصهيوني بسبب وحشيته بحق الفلسطينيين، يبقى عنوانا للصمود العربي في مواجهة الغطرسة، ويتجلى ذلك من خلال تجديد “التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدولنا باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة”.
وكان لافتا في بيان جدة توظيفه لعبارة مستنسخة من قمة الجزائر “التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية”، وهو انشغال تحمله الكثير من الدول العربية، غير أن الجزائر لم تكتف بحمله، وإنما بوضعه قيد التجسيد، عبر الحرص على جمع جميع الفرقاء الفلسطينيين في الجزائر قبل القمة وبعدها، وذلك بالرغم من العراقيل التي نصبت هنا وهناك من قبل بعض الذين لطخت وجوههم بنجاسة التطبيع، بغرض إفشال تلك الجهود “حسدا من عند أنفسهم”.
ويبقى على الدول العربية اليوم، مرافقة الجزائر ودعم مشروعها في توحيد الصف الفلسطيني، وعدم وضع العصا في العجلة، غيرة أو لاعتبارات أخرى تفوح منها رائحة الأنانية السياسية، التي لا تقدم لصاحبها إضافة، بقدر ما تجلب له الاحتقار والانتهازية.
كما شكلت قضية إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، انشغالا جزائريا استنفد الكثير من وقت وجهد الدبلوماسية الجزائر قبل انعقاد قمة نوفمبر 2022، ويتذكر المتابعون للشأن العربي، الزيارات التي قادت كل من الرئيس عبد المجيد تبون، ووزير الشؤون الخارجية السابق رمطان لعمامرة، من أجل رفع العراقيل التي وضعت في طريق عودة دمشق إلى حضنها العربي، لاعتبارات مصلحية ضيقة، شهدت عليها الشعوب العربية.
وإن لم تعد سوريا حينها إلى الحضن العربي عبر بوابة قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، فلأن السلطات الجزائرية تنازلت عن المكاسب السياسية التي يمكن أن تجنيها مقابل ذلك، لصالح التوافق العربي الغائب منذ أن أنشئت الجامعة العربية في عام 1948.
وإن عاد اليوم الرئيس بشار الأسد، إلى الحضن العربي، عبر بوابة جدة السعودية بالطريقة والكيفية التي وقف عليها كل من تابع القمة الأخيرة، فقد سبق الوصول إلى هذه المرحلة خطوات أخرى تم التأسيس عليها، أو بالأحرى فقد نضج مشروع العودة على نار هادئة، ولا يمكن لأي كان أن يبخس الجزائر حقها على هذا الصعيد، أو في إعادة اللحمة العربية بصفة عامة.
وباستثناء حضور الأزمة السودانية التي دخلت منعرجات خطيرة منذ أزيد من شهر، فإن بقية الملفات الأخرى مثل الأزمتين الليبية واليمنية والتأكيد على روح التضامن العربي، نالت حقها من الاهتمام في قمة الجزائر، التي دعت بدورها إلى تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في ليبيا، وإبعاد التدخل الأجنبي عنها، ومرافقة اليمنيين من أجل الوصول إلى وقف الاقتتال بين الإخوة الفرقاء، وهي محطات تبقى جراحا منكوءة في الجسم العربي، ما لم يتم تضميدها بعناية وإصرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!