-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“محمد: النبي المحارب”.. دراسة أمريكية عن عبقرية الرسول العسكرية

نادية شريف
  • 2736
  • 6
“محمد: النبي المحارب”.. دراسة أمريكية عن عبقرية الرسول العسكرية

أفاد كاتب ومحلل سياسي مقيم بواشنطن، بوجود دراسة أمريكية تتحدث عن عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية تحمل عنوان “محمد: النبي المحارب” (Muhammad: The Warrior Prophet).

وقال محمد المنشاوي، المتخصص في الشؤون الأمريكية في مقال نشره موقع الجزيرة نت إن الدراسة التي اكتشفها بمحض الصدفة تشيد بـ”أجهزة المخابرات” التي أسسها الرسول وأدارها، وتفوقت على نظيراتها عند الفرس والروم، أقوى إمبراطوريتين آنذاك.

وكشف المنشاوي أنه قبل سنوات وأثناء تجوله في إحدى أكبر مكتبات “بارنز آند نوبل” (Barnes & Noble) في ضواحي العاصمة الأمريكية، وقعت عيناه على غلاف مجلة عسكرية تاريخية متخصصة يحمل غلافها عنوانا رئيسيا: (Muhammad: The Warrior Prophet).

وأضاف بأن العنوان أثار بداخله مزيجا من المشاعر المتناقضة بين الدهشة والغضب الممزوج بالفضول، فقرر شراء الدورية المتخصصة التي يقرؤها كبار رجال القوات المسلحة الأمريكية ممن لهم اهتمامات بالشؤون التاريخية وانعكاساتها على الشؤون العسكرية المعاصرة، ويكتب بها نخبة المؤرخين العسكريين الأمريكيين.

وأفاد المنشاوي في مقاله أن كاتب الدراسة المؤرخ العسكري “ريتشارد غابريل” الذي عمل سابقا في جهات حكومية مختلفة وخدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وله 41 كتابا.

ويرى الكاتب أنه من دون عبقرية الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ورؤيته العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام ويصمد وينتشر بعد وفاته.

وتذكر الدراسة أيضا أنه على الرغم من توفر كثير من الدراسات العلمية عن حياة الرسول وإنجازاته، فلا توجد دراسة تنظر إلى الرسول على أنه أول جنرال عسكري في الإسلام وأول متمرد ناجح (First Insurgent)، على حد التعبير الحرفي للدراسة.

وترى أنه لولا نجاح الرسول محمد بوصفه قائدا عسكريا ما كان للمسلمين أن يغزوا الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، بعد وفاته.

وتقول إن النظر إلى الرسول محمد كقائد عسكري هو شيء جديد على كثيرين، فقد كان عسكريا من الطراز الأول؛ قام في عقد واحد من الزمن بقيادة 8 معارك عسكرية، وشنّ 18 غارة، وخطط لـ38 عملية عسكرية محدودة.

تذكر الدراسة أن الرسول أصيب مرتين أثناء مشاركته في المعارك، ولم يكن الرسول محمد قائدا عسكريا محنكا وحسب، بل ترى الدراسة أنه كان “منظّرا عسكريا” و”مفكرا إستراتيجيا” و”مقاتلا ثوريا”.

وتصف الرسول محمد بأول من أوجد “عمليات التمرد” (Insurgency Warfare) وحروب العصابات (Guerrilla Warfare)، وأنه “أول من مارس هذه الإستراتيجيات وطبّقها”.

وتقول إن الرسول استخدم كل ما كان متاحا من وسائل من أجل تحقيق أهدافه السياسية، فاستخدم في هذا الإطار وسائل عسكرية وغير عسكرية (مثل بناء التحالفات، والاغتيالات السياسية، والعفو، والإغراء الديني، والتضحية أحيانا بأهداف قصيرة المدى من أجل تحقيق أهداف طويلة المدى)، على حد تعبيرها.

وتشيد الدراسة بـ”أجهزة المخابرات” التي أسسها الرسول وأدارها، وتفوقت على نظيراتها عند الفرس والروم، أقوى إمبراطوريتين آنذاك.

وترى أن إستراتيجيات الرسول يمكن وصفها بأنها جمع بين نظريات كارل فون كلاوزفيتس ونيقولا ميكيافيلي، حيث استخدم الرسول -حسب الدراسة- دائما القوة من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

وتعزو نجاح الرسول في إحداث تغيير ثوري في العقيدة العسكرية إلى ما كان معروفا وسائدا في جزيرة العرب، لإيمانه بأنه مرسل من عند الله.

وتشير إلى أنه بفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الأيديولوجية “الدين الإسلامي”.

مفاهيم مثل “الحرب المقدسة” و”الجهاد” و”الشهادة” من أجل الدين قدمها أولا واستخدمها الرسول محمد قبل أي شخص آخر، ومن المسلمين اقتبس العالم المسيحي مفهوم الحرب المقدسة، وباسمها شنّ الحروب الصليبية فيما بعد ضد المسلمين أنفسهم، وفقا للدراسة.

وترى أن الرسول محمد، على عكس القادة العسكريين التقليديين، لم يسع لهزيمة جيوش أعدائه، بل سعى بنجاح لتشكيل جيش عربي موحد تحت إمرته شخصيا من هذه الجيوش جميعها.

ورغم أن الدراسة تدّعي أن الرسول محمد بدأ حركة تمرده العسكرية بعدد قليل من المقاتلين تستخدم فقط إستراتيجية الكر والفر (hit and run)، فإن هذه الأعداد القليلة بلغت ما يقرب من 10 آلاف من المقاتلين بعد عقد من الزمان عند فتح مكة، كما تذكر الدراسة.

وتذهب إلى أن الرسول أدرك أن حركة التمرد تتطلب لنجاحها قوات مسلحة قوية، وشعبا يدعم جيشه، فكان أول قائد في التاريخ يتبنّى عقيدة سياسة خلاصتها “حرب الشعب.. جيش الشعب” (People’s War ، People’s Army)، وذلك قبل تبنّي العقيدة نفسها من قبل الجنرال الفيتنامي “فون جوان جياب” في حرب فيتنام.

وترى أن الرسول نجح في أن يقنع أتباعه أن الله طالب كل المسلمين بتسخير كل مواردهم من أجل العقيدة، ومن أجل ما يطلبه الرسول نفسه بوصفه مرسلا من السماء.

ونجح الرسول في دمج التشكيلات العربية المقاتلة التي انقسمت إلى فئتين: فئة جنود المشاة المكونة من رجال فقراء من سكان القرى الصغيرة والواحات والتجمعات خارج المدن الرئيسية، وفئة الفرسان المكونة من رجال القبائل ممن لهم مهارات قتالية عالية يتوارثونها من الآباء..

وكان بين الفريقين شكوك كثيرة وحقد كبير، إلا أن الرسول أكسب الجيش الجديد هوية جديدة ونظاما عسكريا صارما، حسب الدراسة.

وترى الدراسة أن المقاتلين العرب قبل الإسلام كانوا فقط يهتمون بمصالحهم المباشرة والمحدودة، فقد كان الهدف من القتال الحصول على غنائم مادية، لذا غاب عن العرب مفهوم الجيوش النظامية.

وكانت الحروب في الجزيرة العربية صغيرة محدودة متكررة، ولم يكن هناك ضابط أو رابط لتوقيت المعارك، أو موعد لتجمع المقاتلين، فقد كان ينضم المقاتل وقد يغادر أرض المعركة قبل أن تنتهي إذا حظي بغنائم ترضيه.

ومن أجل إصلاح هذه المعضلات، ترى الدراسة أن الرسول نجح في بناء منظومة عسكرية للقيادة والسيطرة للمرة الأولى في التاريخ العربي.

وفي النهاية يشير الكاتب إلى أن الرسول في طفولته وشبابه توارث التدريب العسكري الذي كان ينتقل من الآباء والعائلات إلى أبنائهم.

وللتغلب على ما وصفه الكاتب بالنقص المهاري، نجح الرسول في إحاطة نفسه بمجموعة من المحاربين المحنكين الذين كان دائما يستمع لنصائحهم العسكرية، على حد قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • afl

    ورغم بعض المعلومات الصحيحة في الحكمة من الحروب، إلا أن الكاتب الغربي يريد عمدا اغفال فكرة الفرق الجوهري بين رسول الأنام، الموحى إليه من رب رحيم، وقادة بشريين وملوك تغلب على قلوبهم المادية. فحروب الرسول صلى الله عليه وسلم لم ولن تكون أبدا مادية توسعية استعبادية، وهذا هو الفرق الجوهري، بل كانت دفاعية توسعية لنشر الفكر وليس للاستيلاء على المال، مع الحفاظ قدر المستطاع على الآثار والعمران، بعكس كل ملوك العالم الذين أحرقوا الأخضر واليابس. لهذا ينبغي التمييز بين قائدنا وقادتهم.

  • djamel Canada

    السلام عليكم نعت الرسول- صلوات الله عليه - بالعبقرى هي مغالطة كبيرة. لأن العبقرية هي من الصفات الانسانية المشتركة بين الناس. لكنه - عليه أزكى الصلاة و التسليم- رسول من ربي العالمين. قال تعالى في سورة المائدة: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك. و هكذا كان ديدن المستشرقين: و هي محاولة نفي النبوة عن الحبيب محمد و اعتباره انسان تميز عن الأخرين بالعبقرية. ارجو من اخواني ان يحذروا مثل هذه الدسائس و المكائد.

  • هشيمالهاشمي

    إنه من شهد له الرمان خالق الاكوان ؟! ** وإنك لعلى خلق عظيم ** وأنه الصادق الأمين*وأن المبعوث للناس كآفة* وأن خاتم الانبياء والرسل* وأن أفضل خلقه* وأن من صلى بالانبياء في المسجد الاقصى،وان من اسري به ،الى سدرة المنتنى* وأن المتمم للأخلاق* وأن من جاء بالدين المهيمن على كل الاديان *إن الدين عند الله الاسلام* ومااختلف الذين اوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم* *فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ..**إنا نحن نزلنا الذكر وإناله لحافظون**

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    على نبينا الصادق الأمين القدوة والقائد أفضل الصلوات وأزكى التسليم ، اللهم اجمعنا معه في الفردوس الأعلى - آمين آمين آمين

  • محمد الصالح

    النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان صادقاً ولم يكن كادبا وكان رحيما ومحبا للناس ومعلمهم الخير وكان إنسانيا ولم يكن يريد السلطة والتسلط ولم يكن يريد الدنيا رسالته أنارت العالمين مند 1400عام ويعود التطور البشري مند دلك الحين إلى وقتنا الحالي وما بعد وقتنا إلى أن تقوم الساعة إلى رسالة الإسلام العالمية الخالدة حب من حب وكره من كره

  • said

    انه النبي الأمي صلوات ربي عليه وسلم.