الشروق العربي
في أوّل حوار له بعد اعتزاله ..

محمد لمين: سأحج هذا العام.. وسأوظف صوتي في ترتيل القرآن

الشروق أونلاين
  • 11915
  • 0

بين مؤكد.. مُشكّك وغير مصّدق للخبر.. صنع اعتزال الفنان محمد لمين مؤخرا “الحدث”، خاصة في ظل رفضه الخروج إلى وسائل الإعلام لتأكيد أو نفي ذلك! المفاجأة، لكن مجلة “الشروق العربي” تمكنت من لقاء لمين في حوار “خاص” و”حصري”، أكّد خلاله اعتزاله الغناء.. فماذا يُخبرنا لمين عن اعتزاله؟ كيف اتخذ هذا القرار الصعب؟ هل سيواصل درب الغناء من خلال الأناشيد الدينية؟.. أسئلة كثيرة طرحناها عليه تكتشفون إجابتها في هذا الحوار…

 ** بين مؤكد وغير مصّدق للخبر شكّل اعتزالك الغناء مفاجأة للكثيرين.. فهل كان قرار الاعتزال سهلا أم صعبا؟

 أولا، اعتزالي الغناء لم يكن بين ليلة وضحاها، فقد استغرقت زهاء السنتين من التفكير وإعادة ترتيب الأوراق. فعندما تقضي أكثر من 25 سنة تحت الأضواء من الصعب أن تتخذ قرارا مصيريا كهذا،  ما حصل أنه بعد أدائي لمناسك العمرة رفقة زوجتي وابني إسماعيل (14 سنة) وجبريل (6 سنوات) في عام 2014م، أي قبل حوالي سنتين، بدأت أفكر جديا في موضوع التوقف عن الغناء الذي ساعدتني عليه زوجتي.

** هل لك أن تروي لنا كيف حدث ذلك؟

– بعد طواف الكعبة الشريفة والقيام بجميع أركان العمرة، فوجئت بزوجتي ونحن في طريق عودتنا من أراضي الحجاز تقرر عدم خلع الحجاب، وعندما سألتها إن كان قرارها نهائيا، قالت لي بالحرف “لا أريد خلعه، ومادمت تحجبت في البقاع لأداء مناسك العمرة، فلابد لي أن أكون محجبة في أي مكان آخر، لأن الله موجود وسيراني”. وبيني وبينك سعدت كثيرا لقرارها هذا، لأنه ساعدني كثيرا فيما بعد على الاستقامة واتخاذ قرار التوقف عن الغناء. 

** صف لنا شعورك وأنت تزور بيت الله الحرام لأول مرة؟

– صدقني، هو شعور لا يمكن وصفه ولا يشعر به إلا من زاره، ولو وصفته لن أوفيه حقه.. كل ما يمكنني قوله إن الله سبحانه وتعالى تولاني بأمره وهداني إلى ما هو أجمل. الحمد لله على كل شيء، كنت بحاجة لتأمل وضعي وإعادة ترتيب أوراقي.

** في لحظة صدقك هذه.. بماذا تنصح أي فنان لا زال غـ..؟

 – يرد مقاطعا: لا أريد أن أشّخص أيا كان.. لكني في نفس الوقت أتمنى لكل إنسان غافل أن يعود إلى رشده، لأن الحياة مهما طالت فهي قصيرة، كما أتمنى لكل مؤمن غافل أن يهديه الله “اللهم اجعل آخر أعمالنا أحسنها”.

** ما أكثر دعاء كنت ترّدده وأنت تطوف الكعبة الشريفة؟

– “لبيك اللّهم عمرة لا رياء فيها ولا سُمعة”.

** كيف تغلبت على متاع الدنيا ومغرياتها وقرّرت ترك الغناء؟

– بالمواظبة على الصلاة والدعاء وقيام الليل، وأيضا بتلاوة القرآن الكريم، كما بدأت بعد أدائي العمرة في رفض عدد كبير من عروض الغناء التي كانت تصلني من الجزائر وحتى من خارجها مثل المغرب وفرنسا، حيث صرت أدقق في كل ما يعرض عليّ من حفلات.

** ماذا تقصد بكلمة “أدقق”؟

– صرت أرفض نوعية بحد ذاتها من الحفلات، خاصة تلك التي توزع فيها المواد الكحولية (الخمر).. كما بدأت أشعر بالملل من الحياة الصاخبة التي كنت أعيشها.

** بعد عودتك من الأراضي المقدسة سجلت ألبوما دينيا.. ماذا تخبرنا عنه؟

– لم نشأ أن نصدره، قمنا بتوزيعه على عدد من معارفنا وأصدقائنا، لكنني الآن بدأت أجهز لعمل آخر سيبصر النور قبل نهاية هذا العام.

** تقصد ألبوما يحوي أناشيد دينية؟

– لم أقرر بعد، ولكن المؤكد سأركز فيه على الأدعية والابتهالات أكثر. المهم لن أوظف صوتي بعد اليوم إلا في ما يرضي الله فقط.

** اشتهرت خلال مسيرتك الفنية بأداء أغاني الراي العاطفية.. هل ستطلب من الجمهور أن يقلع عن سماعها بعد قرارك الاعتزال؟

– شوف، أنا موجود في الوسط الفني منذ ما يقرب الـ25 سنة، وأنا مقتنع أنّ ربع قرن لا يمكنك إلغاؤه في يوم واحد. فهذه مسيرة طويلة جدا، بالتالي أعتقد أنّ الناس لن يتقبّلوا أن تخرج عليهم فجأة وتطلب منهم أن لا يسمعوك أو يقوموا بإتلاف أشرطتك.

** إذا ما الحل؟

– لديّ قناعة مطلقة أن الله كما حبّب الجمهور في محمد لمين المُغني، سيحببهم فيه وهو مؤذن ومرتل أو مؤد للأدعية والابتهالات.

** بلغنا أنك رفعت آذان الجمعة بأحد مساجد بلدية الحراش.. فهل هذا الخبر صحيح؟

– نعم، وقد كان ذلك بطلب من إمام مسجد “طارق ابن زياد” بحي الجبل بالحراش “لامونطان”، المعروف باسم مسجد “الشيخ شراطي” -رحمه الله-، حيث قمت برفع آذان الجمعة، ثم الصبح والمغرب.

** خلافا لعديد الفنانين الذين أعلنوا اعتزالهم الفن رفضت الظهور عبر وسائل الإعلام لإعلان اعتزالك.. لماذا؟

– لا يوجد سبب معيّن، ربما لأن القرار في الأصل لم يكن وليد لحظة، بل اتخذته في هدوء وبعد تفكير طويل دام سنتين متعاقبتين.

** ألم تتأثر بأي فنان أو حادثة موت أو شيء من هذا القبيل؟

– لا، لم أتأثر بأحد، بل قررت الابتعاد عن صخب الحياة الفنية من نفسي وبمحض إرادتي.. أردت التوبة نهائيا وامتنعت عن مدّ يدي لكل إغراءات الدنيا

** ما هي أمنيتك الآن؟

– حج بيت الله الحرام، وبإذن الله الواحد الأحد سيكون ذلك في موسم الحج المقبل، حيث حجزت أنا زوجتي لنسافر إلى مكة المكرمة في الفاتح من سبتمبر القادم.

** كلمة أخيرة تود أن تختم بها هذا الحوار؟ 

  – الحمد لله الذي هداني وغيّر مسار حياتي.. لا يوجد أجمل ما أختم به لقائي بكم سوى هذا الدعاء “اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم لا تجعلنا ممن حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه السهر والتعب”، هدانا الله جميعا وسلامي لكل قرائكم الأوفياء.

 

ما لا تعرفونه عن محمد لمين؟

– محمد لمين، من مواليد 14 ديسمبر 1970م بالجزائر العاصمة (45 سنة)، عُرف على مدار نشاطه في الساحة الفنية بلقب “عندليب الأغنية الجزائرية”.

بدأ مسيرته الفنية بعد دخوله مسابقة “ألحان وشباب” سنة 1988م، وذاع صيته في الداخل والخارج، خاصة في فرنسا والمغرب بأغانيه العاطفية.

– عرفت أغاني لمين شهرة واسعة في مطلع التسعينيات مع المؤلف الغنائي عبد الرحمان جودي، حيث كونا ثنائيا ناجحا معا وقدما أغاني: “أنت هانية”، “هي اللي بيّا”، “شابة عمري شابة”، “أنا وأنا” وغيرها من الأعمال الناجحة.

– بعد مشوار فني طويل امتد إلى أكثر من ربع قرن، توقف محمد لمين عن ممارسة كل ما له صلة بالفن وانسحب بهدوء من الوسط الغنائي، دون التشهير بتوبته على غرار بعض الفنانين، ففضّل الصمت وعدم التصريح بتفاصيل اعتزاله الغناء مُستثنيا مجلة “الشروق العربي” التي فتح لها قلبه.

– على هامش حوارنا مع محمد لمين، صرّحت زوجته السيدة دليلة الحزاوي قائلة “في بداية الأمر، لمين لم يقرّر شيئا، كل ما قرّره زيارة بيت الله الحرام والقيام بعُمرة.. بعدها صار يلازم المساجد أكثر والحمد لله على كل شيء”.

– الجميل في الأمر، أنّ محمد لمين حوّل حسابه الشخصي على “فايس بوك” للمواعظ والآيات القرآنية والأحاديث الدينية، والتي باتت تلقى الإعجاب لدى محبيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هكذا، وضع الفنان حدا لعلاقته بالأغاني العاطفية بعدما قرّر تعويضها بالابتهالات والأناشيد الدينية.

مقالات ذات صلة