مختص نفساني يتحول إلى بائع بيتزا بباتنة

في كل رمضان، يقوم الشاب فوزي جاب الله بنشر طاولته بالشارع الرئيسي بحي بوعقال، قرب مسجد الفرقان وقبالة مسمكة حليم، معلنا عن بداية موسم بيع البيتزا أو “لابيتس” كما تسمى، وقد دأب على ذلك حتى صار مقصودا من طرف الجميع خلال شهر الصوم فقط.
والشاب فوزي متخرج من الجامعة حيث درس العلوم القانونية واتبعها بدبلوم في علم النفس العيادي، وهو متزوج وأب لطفلين، ولد وبنت، وهو متعود على بيع الشواء والفواكه الموسمية، لكنه وبحلول رمضان يتحول إلى بيع البيتزا على مدار شهر رمضان، حيث يقول: “أجد راحة في بيع البيتزا في بوعقال، فهي من هذا الجانب مرتبطة بالمكان مثل بيتزا نابولي، وبما أني عشت طفولتي هنا، فإنني أشعر بالذكريات والتاريخ ربما لارتباط بيع البيتزا بهذا الحي خاصة في رمضان، حيث كنت أمضي أيامي متجولا في الصغر”.
ويقبل على بيتزا بوعقال، القبلي كما تسمى، أغلب سكان باتنة التي يستهلكونها بكثرة مقارنة بالأيام الأخرى، وهي أكثر طلبا لسبب من الأسباب أو لسر من الأسرار الروحية بالبيتزا الحديثة، حيث يقول: “الناس يحبونها نظرا لأنها معدة بطريقة تقليدية، إذن فهي أكثر من أكلة بل تاريخ وذاكرة، هكذا أجلب عدة صينيات في اليوم، أتبلها، ثم أقوم بعرضها في الفترة المسائية، حيث تبدأ في العادة حركة التسوق النشيطة بعد العصر”.
عن مدخوله اليومي، فهو يتراوح بين 1200 و1300 دينار جزائري، وهو كاف على حد تعبيره لإعالة عائلته الصغيرة في هذا الشهر الفضيل، كما أنه يخصص شطرا من وقته في النشاط التطوعي والخيري، معتقدا بأن “خادم الناس سيدهم”، خاصة في هذا الشهر المكلل بالأجر والرحمة والتوبة والمغفرة، فيفسر لي مقصده: “حاليا أنا أبيع البيتزا بسعر رمزي، وكل ما يهمني هو لقمة الحلال ولا تهم الكثرة أو القلة، سأستقر في مهنة تطابق تخصصي الجامعي الذي قضيت من أجله سنوات في الجامعة في حال ما عثرت على فرصة عمل مناسبة، لكني لا أظن أني سأتخلى عن بيع البيتزا في شوارع بوعقال خلال رمضان، لقد صارت جزءا من هويتي الخاصة في هذا الشهر الذي يمارس على البشر سحره الخاص”.