-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مخدوع أو مخادع

مخدوع أو مخادع
أرشيف

أخبرني أحد الإخوة أن شخصا علّق على ما كتبته عن المجرمين الفرنسيين، وما اقترفوه في حق شعبنا وديننا وأرضنا ولغتنا، وأن ذلك المعلّق لاحظ عليّ أنني لم أفرق بين العسكريين والمدنيين الفرنسيين، لأنه في ظنه – وهو لا يغني من الحق والحقيقة شيئا – أن الإجرام كان مقتصرا على العسكريين فقط، وكاد يقول إن المدنيين الفرنسيين تجاه الجزائر وشعبها كانوا كـ”الملائك” لطفا، وكـ”الأطفال” براءة ووداعة.
لتعلم أيها المعلق الكريم أن كل فرنسي جاء إلى الجزائر في ظل الدولة الفرنسية – مدنيا كان أو عسكريا – هو مجرم، وإن لم يكونوا سواء في درجة الإجرام..
ولهذا علق الإمام الإبراهيمي، وهو الذي اكتوى بجرائم الفرنسيين، قائلا: “وإلى الآن لم يرزقنا الله حاسة ندرك بها الفرق بين فرنسي وفرنسي.. بل الذي أدركناه وشهدت به التجارب أنهم نسخ من كتاب، فالعالم، والنائب، والجندي، والحاكم، والموظف البسيط والفلاح كلهم في ذلك سواء.. ومن زعم فيهم غير هذا فهو مخدوع أو مخادع”. (آثار الإمام الإبراهيمي ج3ص 95).
إن المدنيين الفرنسيين من الوالي العام، إلى الولاة الثلاثة إلى رؤساء الدوائر، إلى رؤساء البلديات إلى المتصرفين الإداريين إلى الموظفين البسطاء إلى الفلاحين هم الذين كانوا في احتكاك يومي مباشر بالجزائريين، وهم الذين أسمعوهم من ضروب الإهانة، وأشبعوهم لكما وركلا أضعاف ما فعله العسكريون..
ليعلم الأخ المعلّق أن الوالي العام الفرنسي في الجزائر بيار بورد كان يردد: “إن قطرة من الدم الفرنسي لا تغسلها دماء القطر الجزائري”. (جريدة المنتقد. 15 أكتوبر 1925, ص1).
وليعلم الأخ المعلق أن وزير الطيران الفرنسي في 8 ماي 1945، الذي أمر بتدمير 41 قرية جزائرية بمن فيها من الناس والحيوانات، إنما هو وزير مدني، ويزعم أنه “إنساني” النزعة، حيث كان شيوعيا.. إنه المجرم شارل تيّون.
وليعلم الأخ المعلق أن الذي أمر بتعذيب المجاهد محمد العربي ابن مهيدي حتى استشهاده هو وزير مدني، وهو اشتراكي المذهب السياسي، وقد أصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية إنه فرانسوا ميتران.
فالمجرمون الفرنسيون من العسكريين إنما كانوا ينفذون أوامر المجرمين الفرنسيين من المدنيين..
إن الإجرام ماديّ كالقتل والتهديم والتعذيب والنفي والتغريم، وقد مارسه المسئولون الفرنسيون، ومعنوي كالسب والشتم والسخرية والاستهزاء وقد مارسه الفرنسيون من أدناهم إلى أعلاهم، وهو كما قال شاعرنا:
جراحات السّنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللّسان

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • merghenis

    •حسب ما جاء على لسان مؤرخين فرنسيين منهم - برينو إيتيان(Bruno ETIENNE)-و آني ري -قولدزيڨار ( Annie REY-GOLDZEIGUER) أن المستعمرون قاموا بإبادة الجزائريين -( génocide ) ما نفاه أخرون منهم جيلبير ميني( Gilbert Meynier).
    •المجرم آشياري André Achiary ،مدني، سبق القول عنه، قام بتسليح المستعمرين بكل أنواع السلاح وأعطاهم التسريح لقتل كل من يلتقونه من الجزائريين.
    الذين من جاؤوا إلى الجزائر في 1830 مجرمون .

  • لا مخدوع ولا مخادع ولا منافق

    الى رقم 6
    لا ليس طمع بل من البداية تم التخطيط لتفقيرهم في بلدانهم الاصلية و الكثير منهم متورطين في جرائم تستحق الاعدام قاموا بها في بلدهم الاصلي
    وكانت نجاتهم الوحيدة هي تجنيدهم ليحاربوا اينما امروا وليس لهم اي طمع غير انهم مجرمين حقيقين لا يريدون ان يعدموا فقبلوا بامر الواقع و تجندوا
    الطماع هو من يتركوا بلده هربا من حقيقة شعبه التي لا تحتمل ثم يدخل بلد الناس و يستهلك معنوياتهم بنفس العقلية التي هرب منها
    بالمناسبة الجزائريين ليسوا ملائكة و الاراضي التي نعرفها جزائرية هي ايضا استعمرت من طرفهم بنفس الطريقة التي اسعمرها الفرنسيين وهي ليست قضية وطنية بقدر ما هي غنيمة تقاتل عليها اشباه البشر

  • محمد

    هم كانوا مستوطنين وذلك في حد ذاته جريمة.

  • الطيب / الجزائر

    سؤال لهذا المخدوع أو المخادع إذا كانت الجزائر أرض حرب منذ 1830 ماذا كان يفعل فيها المدنيون الفرنسيون !؟
    أليس الطمع هو الذي جاء بهم ...أليست الكعكة الجزائرية هي التي جمعتهم كالذباب ....أليسوا هم أصحاب " الجزائر فرنسية " التي كانوا يلقنونها لأبنائهم هنا في الجزائر ... أليس المدنيون هم الذين رفضوا مغادرة الجزائر !؟ نعم هناك من المدنيين الفرنسيين مَن كان حتى ضد احتلال بلده للجزائر و رفض حتى الخدمة العسكرية في الجزائر و رفض المجيء و هناك من قاوم جنبًا إلى جنب مع المجاهدين ضد جيشه و ضد حكومته الفرنسية و هو وقوف مع الحق ضد الباطل و لكن هذا ليس معناه أنّ الفرنسي المدني بريء مما حدث على الاطلاق...

  • wahid

    la photo publiée en haut est une photo de massacre de melouza, c'est à dire là où les algériens du fln ont massacré les habitants de ce village. l'histoire est très connue

  • كن كائن بكونه الإنسان

    يجب أن نتعلم التسامح بالعدل والإنصاف هذا هو الطريق الصحيح طريق الحق ، فلا يمكن أن نطالب بحق الماضي ونحن نسلب طاقة بعضنا في الحاضر ، وعلى حسب علمي الفرنسيين والجزائريين قبل الحربيين العالميتين كانوا متأقلميين معاً فلا حرب بينهما , وكانت هناك هدنة طويلة ، وأنا هنا لا أحاول تبرير إستعمارهم لنا ، لكن أحاول أن ألمح عن الفرنسيين الذين ولدوا في الجزائر أو تربوا في الجزائر منذ صغرهم ، فيشعرون بإنتمائهم إلى الجزائر على أنها قطعة من فرنسا ، دون أن ننسى المعمريين من بلدان مختلفة ، من إسبانيا و إيطاليا وغيرها بنسبة معينة
    أنا هو رقم 2 وأنا المقصود في المقال هو أسلوبي في إنتقاد ملحن بلحن الغضب الطيب

  • alilo

    هل هدا يعني أن الاستاذ الكريم لا يقرأ التعليقات على مقالاته بنفسه؟
    اتابع باهتمام كتاباتك و ارى انه يطغى عليها كره فرنسا و هذا أمر لا أجد فيه فائدة الا التذكير و التكرار. أكتب لنا عن آل سعود الذين يحجون الى تل أبيب نقرأ مقالأتك.

  • كما لا أنكر جرائم الحروب

    عجيب !! وكأنك تتكلم عن واقعنا الحالي , لكنك ركزت على الجانب السلبي وأعطيت أمثلة سطحية بمجموعة من المدنيين الفرنسيين في فترة الإستعمار و الحرب العالمية الثانية , مع أنه معروف لكل جيش نشطاء مدنيين !! فما بالك ونحن نتكلم عن إستعمار ، وهل كنت تنتظر ديمقراطية مثلاً ، آلا ترى نتائجها اليوم ، فبمجرد أن يفسح المجال لحرية التعبير يتمرد الإنسان بحرية التفكير , ومع الوقت تحدث أحداث متناقضة بين طيب و خبيث بين ذكي و غبي ، الفرنسيين كانوا على علم بهذه النقطة فلا مجال للتساهل وإلا أنهارت الخطة الإستعمارية , لا . وألف لا . الفرنسيين لا يتشابهون كل شخص و شخصيته وإلا لما كانت معارضة ضد ثورة FLN بين الجزائريين

  • ام زينب

    الله يبارك فيك استاذي الكريم ودائما اتذكر إحدى جملك الشهيرة :"أنا اتقرب الى الله بكرهي لفرنسا". ربي يحفظك ويبعد عنك كل سوء يارب